30-سبتمبر-2024
اجتياح لبنان

(GETTY) جنود إسرائيليون يتجمعون قرب الحدود مع لبنان

أعاد وزير أمن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، التأكيد مجددًا على أن الهدف من الهجوم الجوي الواسع الذي يشهده لبنان، يتمثل بـ"إعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، حتى لو اضطروا إلى شن اجتياح بري لجنوب لبنان، فيما أفادت تقارير صحفية، أن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ غارات صغيرة ومستهدفة في جنوب لبنان قبل غزو بري محتمل خلال الأسبوع الجاري.

وكانت مقاتلات جيش الاحتلال قد شنت هجومًا جويًا واسعًا طال مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة اللبنانية بيروت، منذ الـ23 من الشهر الجاري، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، فضلًا عن نزوح مئات الآلاف إلى مناطق أكثر أمنًا، في الوقت الذي نعى "حزب الله"، أمينه العام، حسن نصر الله، الذي قضى بغارة جوية استهدفت مركز القيادة للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

غالانت يطالب ألوية الجيش بالاستعداد لاجتياح بري

قال غالانت في حديث لجنود وضباط في اللوائين 188 وغولاني، خلال جولة أجراها إلى الحدود الشمالية، اليوم الإثنين، إن "القضاء على (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله خطوة مهمة جدًا، لكنها ليست كل شيء"، مضيفًا: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ماذا تعني القدرات، فهي القدرات كلها، وأنتم جزء من هذا".

فيما أفادت تقارير صحفية، أن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ غارات صغيرة ومستهدفة في جنوب لبنان قبل غزو بري محتمل خلال الأسبوع الجاري

وأشار غالانت إلى أن "كل ما يجب القيام به سيتم القيام به، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم؛ ومن أجل عودة سكان الشمال إلى منازلهم، سنكون على استعداد لبذل كل جهد ممكن"، وتابع مضيفًا "سنستخدم كل ما هو ضروري. قواتكم والقوات الأخرى من الجو ومن البحر ومن الأرض"، في إشارة إلى اجتياح بري محتمل لجنوب لبنان.

من جانبه، أكد وزير خارجية حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، أن "إسرائيل تريد انسحاب حزب الله إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه"، وفقًا لعديد التقارير العبرية، التي أشارت أيضًا إلى أن كاتس أبلغ نظراءه في 25 دولة أوروبية وعالمية أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد وقفًا لإطلاق النار في لبنان.

وكان نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، قد أكد في كلمة مسجلة، اليوم الإثنين، على استمرار الحزب بتحقيق أهدافه، رغم اغتيال العديد من قادته، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "المسيرة التي رباها سماحة السيد نصر الله مستمرة، وحزب الله مستمر بأهدافه"، وأضاف مشددًا على أن "منظومة القيادة والسيطرة ستتابع ما كانت تقوم به".

وردًا على التقارير التي تتحدث عن شن جيش الاحتلال اجتياح بري محتمل لجنوب لبنان، قال قاسم: "عملياتنا مستمرة بالوتيرة نفسها وزيادة وضربنا معاليه أدوميم وحيفا ونواصل المقاومة، المعركة طويلة والخيارات مفتوحة، وسنواجه أي احتمال في حال دخل الإسرائيلي بريًا، نحن جاهزون للالتحام بريًا مع العدو في حال قرر الدخول".

وجيش الاحتلال يستعد لعملية برية وشيكة

إلى ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الإثنين، عن مصدرين مطلعين أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق "لحزب الله" على الحدود مع لبنان، مشيرة إلى أن الهدف من هذا التوغل جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات "حزب الله"، تمهيدًا لعملية برية إسرائيلية وشيكة.

وأوضحت المصادر أن العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرًا، وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها "إسرائيل" لتقويض قدرات "حزب الله" على طول الحدود الفاصلة بين "إسرائيل" ولبنان، وفقًا لما ذكرت الصحيفة ذاتها.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، أشارت المصادر إلى أن توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض "إسرائيل" لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير، مضيفة أنه "لم تتضح المدة التي ستستغرقها إسرائيل داخل أراضي لبنان أو ما إذا كانت العملية البرية ستكون أشبه بسلسلة عمليات توغل كبيرة".

ونقلت الصحيفة عن المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير السابق الذي لا يزال يتلقى إحاطات من وزارة الأمن، أمير أفيفي، أن توغلًا برًيا من جانب "إسرائيل" بات وشيكًا، وإن هذه العمليات المحددة جزء من التحضيرات، وأضاف موضحًا "لقد قام الجيش الإسرائيلي بالكثير من الاستعدادات للتوغل البري. وبشكل عام، يتضمن هذا دائمًا عمليات خاصة. وهذا جزء من العملية".

من جانبه، ذكر موقع "واللا" العبري، اليوم الإثنين، نقلًا عن مسؤولين أمنيين، أن الجيش الإسرائيلي استكمل استعدادات كبيرة لاجتياح بري، حيث تجرى الاستعدادات للتوغل البري على عدة مستويات، على رأسها جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن الاستعدادات العسكرية لـ"حزب الله" بشكل عام، و"قوة الرضوان" بشكل خاص.

وأضاف الموقع أن الجيش الإسرائيلي وضع خططًا عملياتية جديدة تتلاءم مع التغيرات في أراضي جنوب لبنان، والقوة البشرية لـ"حزب الله"، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من الاستعدادات للمناورة البرية يجرى في أعقاب الأضرار التي لحقت بمنظومة القيادة والسيطرة التابعة لـ"حزب الله"، واستغلال فقدان الاتصال النسبي بين قيادة التنظيم والقادة الميدانيين، وصعوبة نقل الحزب الأوامر في وقت وقوع الأحداث، وفق تعبيره.

ووفقًا للموقع العبري، فإن الجيش الإسرائيلي يركز على تدريب الألوية والكتائب التي انتقلت إلى شمال "إسرائيل"، على أساس الدروس المستخلصة من القتال في غزة وتكييفها مع لبنان، وبحسب مصدر أمني، فإن بعض الوحدات أبلغت بإجراءات قتالية متقدمة استعدادًا للاجتياح البري، "الذي يهدف إلى تدمير الأهداف، وإرسال رسالة للشرق الأوسط حول قوة الجيش الإسرائيلي"، على حد قوله.