تتلاشى مع مرور الوقت فرص التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، وزاد إخفاق اجتماع القاهرة الأخير الذي جمع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) رونين بار، من تعقيدات مفاوضات إنهاء الحرب وتبادل الأسرى، ولعلّ ذلك ما دفع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى إبلاغ عائلات الأسرى باستبعاد التوصل لاتفاق في الأمد القريب، الأمر الذي مثّل خيبة أملٍ كبيرة لجهود وحراك عائلات الأسرى للضغط على حكومة نتنياهو منذ عام.
لم يستطع الاجتماع الذي عُقد في القاهرة بين جهاز المخابرات المصري والإسرائيلي خرق حالة الجمود التي ميزت المفاوضات منذ عدة أسابيع، بل وأكثر من ذلك اتفق الجانبان المصري والإسرائيلي، حسب مصادر مطلعة، على صعوبة المضي في اتفاقٍ لوقف إطلاق نار في غزّة أو إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقالت مصادر لصحيفة العربي الجديد إنّ المؤشرات جميعها تقود إلى تعليق المفاوضات بشأن الصفقة لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
تقول المؤشرات جميعها بتعليق مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية
وأمام انسداد الآفاق في وجه مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تركزت مباحثات الوفد الإسرائيلي مع مضيفه المصري على التباحث في الترتيبات الأمنية على الحدود بين قطاع غزة وشمال سيناء، في إطار تهيئة الأوضاع في حال أتيحت الفرصة مستقبلًا أمام صفقة التبادل.
كما بحث الطرفان في الاجتماع مجددًا قضية وجود قوات دولية أو عربية في محوريْ نتساريم وسط قطاع غزة وصلاح الدين الممتد على طول الحدود مع مصر، ومشاركة القاهرة في القوات التي تنتشر في الشريط المتاخم لحدودها، في وقت لا تزال مصر فيه متمسّكةً بموقفها الداعي إلى عودة الأوضاع في المنطقة الحدودية لما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الرد على إيران
وبحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة العربي الجديد، فإن"رئيس الشاباك طالب القاهرة بنقل رسالة إلى طهران بشأن التصعيد بين الجانبين، في ظل زيادة التواصل بين القاهرة وطهران في الوقت الحالي والتصريحات الإيجابية بينهما حول العلاقات بينهما، وتضمنت الرسائل إشارات بشأن الرد الإسرائيلي المرتقب وتحذير طهران من الرد العكسي واستهداف مناطق مدنية أو مرافق عامة".
وحول هذه النقطة بالذات، نقلت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين أن نتنياهو "أبلغ إدارة بايدن أن إسرائيل ستضرب منشآت عسكرية وليس نفطية أو نووية بإيران".
يشار إلى أنّ العلاقات المصرية الإيرانية تشهد نشاطًا متزايدًا نحو مزيد من التنسيق بشأن قضايا المنطقة، فضلًا عن تطوير مستويات العلاقات الثنائية، ويذكر في هذا الصدد أنّه من المرجح بحسب معلومات لصحيفة العربي الجديد أن يزور وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، القاهرة خلال أيام "لبحث مجموعة من الملفات المشتركة ورؤية البلدين للتطورات الإقليمية. ومن المقرّر أن يلتقي في زيارته المرجحة بنظيره المصري، بدر عبدالعاطي، ورئيس جهاز المخابرات المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي".
ويتضمن جدول الزيارة المتوقعة لعراقجي، حسب العربي الجديد، "مباحثات بشأن ملف الوضع في منطقة البحر الأحمر واليمن، وتطورات الوضع في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافةً إلى مناقشة سبل وقف التصعيد في ظل الرد الإسرائيلي العسكري المحتمل على إيران، حيث من المقرر أن ينقل عراقجي رسالةً نصية من الرئيس الإيراني بشأن التحركات الرامية لتهدئة الوضع في الإقليم".
يشار إلى أنّ المنطقة تشهد حراكًا دبلوماسيًا واسعا منذ الهجوم الصاروخيّ الإيراني الواسع على الأراضي المحتلة، وهو هجوم جاء على إثر اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بطهران في أثناء وجوده للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، واغتيالها أيضًا للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية.