لليوم الـ331 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها بحق المدنيين في قطاع غزة المحاصر، حيث أدى عدوانه الهمجي حتى الآن إلى حصيلة مروّعة من الضحايا، وصلت إلى 40.738 شهيدًا، و94.154 مصابًا، وجلّ الشهداء والمصابين من النساء والأطفال، ناهيك عن آلاف المفقودين.
"المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" سلّط الضوء على جرائم خطيرة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهو لم يستثن المسنين بجرائمه، إذ كشف في بيان له، اليوم الأحد، أنه وثّق في حصيلة غير نهائية استشهاد 2122 مسنًا من الذكور والإناث، خلال 330 يومًا من العدوان على غزة، وهو ما يقارب 4% من عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع، ويمثّل 2% من إجمالي عدد المسنين فيه.
استعرض المرصد الأورومتوسطي شهادات مروعة تروي جرائم الاحتلال بحق المسنين، منهم من تم حرقه حتى الموت، ومنهم من أعدمه ميدانيًا
كما أشار الأورومتوسطي إلى أن هذه الجرائم التي تكررت مئات المرات لا توجد لها أية مبررات، خاصةً في وقت تواجه فيه هذه الفئة الهشة من المدنيين معاناة مضاعفة، بعد أن حولتها "إسرائيل" إلى أهداف مشروعة منذ بدء هجومها الواسع على القطاع، ونوّه المرصد الحقوقي إلى أن الغالبية من هؤلاء المسنين قضوا سحقًا تحت أنقاض منازلهم، أو مراكز الإيواء التي لجأوا إليها، بعدما قصفتها الطائرات الإسرائيلية على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، كما استهدف العشرات منهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية.
واستعرض المرصد الأورومتوسطي شهادات مروعة تروي جرائم الاحتلال بحق هؤلاء المسنين، وأوضح أن فريقه الميداني وثق العثور على جثماني المسنين "وجيه مصباح شعث" (71 عامًا) وزوجته "صباح شعث" (65 عامًا) بعدما أعدمهما الجيش الإسرائيلي بالرصاص في منزلهما في خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأبرز المرصد الحقوقي أنه وثق سابقًا عشرات الشهادات الصادمة عن تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية تعرض لها عشرات المسنين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في قطاع غزة.
#غزة| نحو 4% من قتلى حرب الإبادة الإسرائيلية من المسنين، والأورومتوسطي يوثق عشرات حالات الإعدام ضدهمhttps://t.co/Wc5e6ZREFN
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) September 1, 2024
ومن تلك الحالات المروعة يأتي إعدام المسنة "نايفة رزق السودة" (92 عامًا)، وحرقها في خلال اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مجمع "الشفاء" الطبي في نيسان/أبريل الماضي، كذلك شهادة ابنتها للمرصد الأورومتوسطي، والتي شرحت التفاصيل المروعة لإعدام والدته المسنة، نذكر من هذه التفاصيل: "وجدوا أمي على السرير في الغرفة المحترقة بالكامل، كان جسدها متفحمًا، ولم توجد سوى القليل من العظام المتبقية من جسد أمي حينها. يبدو أنهم قتلوها أو أحرقوها حيّة داخل المنزل".
كما أشار الأورومتوسطي إلى توثيق اعتقال قوات الاحتلال العشرات من المسنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيهم رجال ونساء، تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، وتعرضوا خلالها إلى عمليات تعذيب وتنكيل وحرمان من الحقوق الأساسية ودون أي مراعاة لحالتهم الصحية أو سنهم المتقدم، وحرموا من الحصول على العلاج، ما تسبب في استشهاد العديد منهم في مراكز الاعتقال والسجون الإسرائيلية.
وجدد "المرصد الأورومتوسطي" تحذيره بأن خطر الموت يتهدد جديًا عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، بالنظر إلى أن 69% من هؤلاء المسنين يعانون من أمراض مزمنة، وأغلبهم لم يتلق أية رعاية صحية بسبب تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للقطاع الصحي هناك على نحو منهجي وواسع النطاق، بالإضافة إلى الحصار التعسفي الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة، ومنعها المتواصل لإدخال المستلزمات الطبية، والغذاء الكافي.