01-سبتمبر-2024
فلسطينيون يعاينون ما خلّفه القصف الإسرائيلي على خانيونس

تعرضت مختلف مناطق قطاع غزة لقصف عنيف منذ منتصف الليلة الماضية (رويترز)

يوم جديد من القصف والرعب عاشه أهالي قطاع غزة الذين ودّعوا أكثر من 60 شهيدًا منذ فجر يوم أمس السبت، يُضافون إلى أكثر من 40.691 شهيدًا ارتقوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع قبل 331 يومًا، إضافةً إلى 94.060 مصابًا.

وتركّز القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، حيث استُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر غارة طالت منزلًا لعائلة حنظل في منطقة التوبة بمخيم جباليا فجر اليوم الأحد.

وقصفت مدفعية الاحتلال حي السلام شرق بلدة جباليا، ومحيط منطقة زمو. فيما أغارت طائراته على منطقة قليبو وعدة مناطق أخرى شمال قطاع غزة.

وتعرض حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، لقصف مدفعي عنيف تزامن مع شن طائرات الاحتلال عدة غارات جوية استهدفت محيط الكلية الجامعية جنوب المدينة، ومحيط مستشفى الدرة بمنطقة التفاح شرق غزة، دون أنباء عن إصابات.

يسعى جيش الاحتلال إلى تقويض الجهود الأممية لإطلاق حملة التلقيح ضد شلل الأطفال من خلال الاستهداف المستمر للمستشفيات والمراكز الصحية

وفي وسط قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال شمال مخيم النصيرات، وشارع صلاح الدين مقابل مدخل الزوايدة غرب مخيم المغازي، بالقذائف المدفعية. كما شنّت طائراته الحربية عدة غارات على المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حيث نسفت عدة مربعات سكنية، عدا عن قصف منطقة المواصي، غرب المدينة، بالقذائف المدفعية.

وأفادت وسائل إعلام محلية بتعرض محيط حي المحطة، وسط خانيونس، والمناطق الجنوبية الشرقية من المدينة، لقصف مدفعي مكثف تزامن مع شن طائرات الاحتلال غارات على بلدة الفخاري جنوب شرق خانيونس.

إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 40.691 شهيدًا و94.060 مصابًا وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء يوم أمس السبت.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ48 الماضية, 5 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 89 شهيدًا و205 إصابات، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وارتكب جيش الاحتلال، مساء أمس السبت، مجزرة راح ضحيتها عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون معظمهم من الأطفال، في محيط مستشفى المعمداني في مدينة غزة، وذلك بعد ساعات على إعلان وزارة الصحة بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن استهداف المستشفى يأتي في إطار الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المنظومة الصحية في قطاع غزة، بحيث لا يعود هناك أي مكان آمن لتقديم الخدمات الصحية لآلاف الجرحى والمرضى بالقطاع.

وأشار القدرة، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أن جيش الاحتلال استهدف 155 مؤسسة صحية في قطاع غزة، خرج منها 33 مستشفى عن العمل، و64 مركز رعاية أولية منذ بدء حربه المستمرة على القطاع، مضيفًا أن المستشفى المعمداني يعتبر الوحيد الذي يقدم الخدمات الجراحية والطارئة للفلسطينيين في مدينة غزة.

واعتبر أن استهداف المستشفى ينسف كل الجهود لاستمرار العمل في القطاع الصحي شمال وجنوب القطاع، وأنه بمثابة إعلان واضح من قبل جيش الاحتلال لتقويض الجهود الأممية لإطلاق حملة التلقيح ضد شلل الأطفال، التي تنطلق اليوم الأحد وتستمر حتى الـ12 من الشهر الجاري، مطالبًا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بـ: "الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان حتى نقوم بواجبنا بتنفيذ حملة التلقيح في كافة محافظات قطاع غزة".

وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قد أكدت بأن الأنباء بشأن هدنة مؤقتة في غزة من أجل حملة التلقيح، غير صحيحة، مضيفةً أن ما سيحدث هو السماح بممر آمن للوصول إلى نقاط تلقي التطعيم، ولساعات محددة، فقط.

انتشال جثامين 6 محتجزين إسرائيليين

أما ميدانيًا، فقد أعلنت "ألوية الناصر صلاح الدين"، اليوم الأحد، أنها استهدفت جرافة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقذيفة تاندوم في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك في عملية مشتركة مع "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وكانت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت أمس السبت أنها قنصت أحد جنود الاحتلال في مناطق التوغل في حي الزيتون بمدينة غزة، بالاشتراك أيضًا مع "كتائب القسام".

وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، أنه انتشل جثث 6 محتجزين إسرائيليين من نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، مضيفًا في بيان أن: "جثث كارميل جات، وإيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ-بولين، وألكسندر لوبانوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو نُقلت إلى إسرائيل".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه: "كان من المفترض الإفراج عن اثنين من الأسرى القتلى في المرحلة الأولى لصفقة محتملة"، وذلك وسط استمرار انتقادات المعارضة الإسرائيلية لحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتهمونه بالتخلي عن الأسرى وتركهم للموت، من خلال وضع شروط تعجيزية تحول دون التوصل إلى صفقة للتبادل ووقف الحرب مع حركة "حماس".

اعتقالات وعملية إطلاق نار بالضفة

وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم جنين، فيما قُتل 3 من أفراد الشرطة الإسرائيلية في عملية إطلاق نار قرب حاجز ترقوميا غرب الخليل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على عدة مركبات من بينها سيارة شرطة.

وذكرت أن المسلحين انسحبوا من المكان بعد تنفيذ العملية، فيما فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا على بلدة إذنا غربي الخلال، قبل اقتحامها.

ولا تزال العملية العسكرية في جنين مستمرة، حيث دفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات إلى المدينة، خاصةً الحي الشرقي منها الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين قواته وفصائل المقاومة الفلسطينية. فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت 4 طالبات جامعيات فلسطينيات في مدينة الخليل فجر اليوم الأحد.