01-سبتمبر-2023
خاي زِي ومختاراته الشعرية (الترا صوت)

خاي زِي ومختاراته الشعرية (الترا صوت)

لم يعش الشاعر الصيني خاي زِي (1964 – 1989)، واسمه الحقيقي تشا خاي شينغ، سوى 25 عامًا طغت الكآبة على السنوات الأخيرة منها، كما أنه لم يصبح شاعرًا إلا قبل انتحاره بسنواتٍ قليلة كتب خلالها العديد من القصائد حول صراعه الداخلي الذي نتج عن حنينه إلى مسقط رأسه أثناء دراسته الجامعية في بكين، التي كان انتقاله إليها وإقامته فيها مرحلة فارقة في حياته، والخطوة الأولى نحو نهايتها، إذ لم يتحمل زي وطأة الحياة فيها وفي الصين عمومًا، فقرر الانتحار عبر إلقاء نفسه أمام قطار في السادس والعشرين من آذار/ مارس عام 1989.

ترك زِي خلفه إرثًا شعريًا مميزًا يتمحور حول سيرته الذاتية. وتذكر المترجمة المصرية يارا المصري في تقديمها لكتاب "أحتضن نمرًا أبيض وأعبر المحيط"، الذي يضم مختارات من أشعاره، أن صديقه شي تشوان قد وصفه بأنه: "نقيًا، حساسًا، مبدعًا، ضجرًا في الوقت نفسه، يمكن أن يُجرح بسهولة، مُغرمًا بالأرض المقفرة".

القصيدة المختارة هنا "برجُ القفز بالمِظلَّات" مأخوذة من مختارات أعدتها يارا المصري، وصدرت عن "منشورات تكوين" تحت عنوان "أحتضن نمرًا أبيض وأعبر المحيط" عام 2022.


برجُ القفز بالمِظلَّات

أنا في أحدِ صباحاتِ الشمالِ الموحشة

في أحدِ صباحات الشمال

أشتاقُ إلى شخصٍ

أنا بعضُ مخطوطاتٍ شعرية

أنتِ قصيدة

أرغبُ في احتضانِ أزهارِ الأزاليا الحمراءِ

التي تغطي الجبل

عندما دخلتُ بهدوءٍ إلى برجِ القفزِ بالمِظلَّات

أدركتُ بوضوح

أنَّ أمامَه نهرًا كبيرًا

ومرجًا شماليًّا شاسعًا

يجعلني الجمالُ منتشيًا، دائمًا

وكان هناك شخصٌ بالفعل

قد بدأَ ينيرُ لي

على تلك المنصة الصغيرة، النائية والمزدحمة

تكونين كالنجوم تضيءُ لي طريقي

أعلى هذا الجبل

لماذا أستطيعُ رؤيةَ

زهرةِ أزاليا واحدةٍ جميلةٍ كهذه؟

أستطيعُ أن أرى زهرةً واحدةً فقط

وكانت بالفعل حمراء وجميلة

في هذه الليلة

أسكنُ في الجبل

في داخلِ المنزل

أمامي ماءُ نبعٍ جارٍ

أو ربما صوتُ خريرِ جدول

برجُ القفزِ بالمظلَّاتِ الهادئ

أيها المنزلُ المسحورُ افتحْ بابَك

ودعني أبقى للأبدِ في بابِ السعادة

تلك القممُ المتماوجةُ في الشمال

بعيدًا

عليها تسعُ زهراتٍ فقط.