يقول خبراء إن العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، يُعدّ من بين أكثر الحملات دموية، وتدميرًا في التاريخ المعاصر.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن ثلثي المباني في شمال غزة، وربع المباني في خان يونس جنوب القطاع تم تدميرها، بحسب ما جاء في تحليل بيانات القمر الاصطناعي، "كوبرنيكوس سنتينل-1"، الذي أجراه خبراء في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب.
ثلثا المباني في شمال غزة، وربع المباني في خان يونس جنوب القطاع تم تدميرها، بحسب ما جاء في تحليل بيانات القمر الاصطناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1"
وتقول الوكالة، إنه بعد أكثر من شهرين من العدوان، تعرض قطاع غزة لدمار أكبر من الدمار الذي لحق بحلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
ولم يذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة. ولكن من خلال شظايا الانفجار التي تم العثور عليها في الموقع وتحليل لقطات الغارة، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي تم إسقاطها على القطاع المحاصر هي أمريكية الصنع. ويقولون إن الأسلحة تشمل قنابل تزن 2000 رطل (900 كيلوغرام) وهي تستخدم لاختراق التحصينات، والتي قتلت المئات في المناطق المكتظة بالسكان.
ورغم ادعاء الجيش الإسرائيلي، أن كل "ضربة تتم الموافقة عليها من قبل مستشارين قانونيين للتأكد من أنها تتوافق مع القانون الدولي". لكن خبراء الأسلحة تمكنوا من استخلاص النتائج من خلال تحليل شظايا الانفجار الموجودة في الموقع، وصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقولون إن النتائج لا تقدم سوى نظرة خاطفة على النطاق الكامل للهجمات الجوية.
وأجرى تحليل بيانات القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1" الخبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب، كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن. هوك من جامعة ولاية أوريغون. اللذان كشفا أن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريبًا خلال الأسبوعين الأولين فقط من الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة. ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء القطاع تعرضت لأضرار، منها ما لا يقل عن 56 مدرسة كانت بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين. وقال المراقبون إن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجدًا و3 كنائس.
وفي غارة جوية بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر على مخيم جباليا للاجئين، يقول الخبراء إن قنبلة تزن 2000 رطل قتلت أكثر من 100 مدني.
وقد حدد الخبراء أيضًا شظايا قنابل "SPICE"، الذكية ودقيقة التأثير، وتزن 2000 رطل، وهي مزودة بنظام توجيه "GPS" لجعل الاستهداف أكثر دقة. وقال كاستنر إن "القنابل من إنتاج شركة الدفاع الإسرائيلية رافائيل".
ويقوم الجيش الإسرائيلي أيضًا بإسقاط قنابل "غبية" غير موجهة. وأشار العديد من الخبراء إلى صورتين نشرتهما القوات الجوية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الحرب تظهران طائرات مقاتلة محملة بقنابل غير موجهة.
ولإيضاح صورة الدمار الذي يشهده قطاع غزة، تحدث المؤرخ العسكري الأمريكي روبرت بيب، للوكالة قائلًا: إنه "بين عامي 1942 و1945، هاجم الحلفاء 51 مدينة وبلدة ألمانية كبرى، ودمروا حوالي 40-50% من مناطقهم الحضرية"، وأضاف: أن "هذا يمثل 10% من المباني في جميع أنحاء ألمانيا، مقارنةً بأكثر من 33% في جميع أنحاء المباني غزة"، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية تبلغ مساحتها 140 ميلًا مربعًا فقط (360 كيلومترًا مربعًا).
بين عامي 1942 و1945، هاجم الحلفاء 51 مدينة وبلدة ألمانية كبرى، ودمروا حوالي 40-50% من مناطقهم الحضرية، وهذا يمثل 10% من المباني في جميع أنحاء ألمانيا، مقارنةً بأكثر من 33% في جميع أنحاء المباني غزة
وأكد بيب: أن "الحملة على غزة هي واحدة من أشد حملات العقاب المدني في التاريخ"، وتابع: "حملات القصف في غزة هي الأكثر تدميًرا على الإطلاق".
ووفقًا لتحقيق سابق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" خلال حملة الامريكية لهزيمة "داعش" في العراق، بين عامي 2014 و2017، فقد نفذ التحالف الدولي ما يقرب من 15 ألف ضربة في جميع أنحاء العراق. وبحسب "Airwars"، وهي مجموعة مستقلة مقرها لندن تتتبع الصراعات الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي فقط، 22 ألف غارة على غزة.