15-يوليو-2024
أثبتت تحقيقات حقوقية مشاركة العاروب في قمع المتظاهرين بجامعة حلب (فيسبوك)

أثبتت تحقيقات حقوقية مشاركة عمر العاروب في قمع المتظاهرين بجامعة حلب (فيسبوك)

عبر حقوقيون ونشطاء سوريون عن مخاوفهم من مشاركة مجرم حرب ضمن وفد النظام السوري إلى دورة الألعاب الأولمبية التي ستجري في باريس، أواخر الشهر الجاري، أو في دورة الألعاب البارالمبية التي يشارك فيها رياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة أواخر آب /أغسطس المقبل.

يتعلق الأمر بنائب رئيس مكتب الإتحاد الرياضي السوري العام ورئيس اللجنة الوطنية السورية للألعاب البارالمبية، والعضو السابق في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، عمر العاروب، الذي كان نائبًا لكتائب البعث التي شاركت في قمع المظاهرات المناهضة للنظام في حلب عام 2011.

فقد، طالب المجلس "السوري البريطاني" ومقره لندن، بأن لا يقود شخص يدعى عمر العاروب "المنتخب السوري" إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس".

وكشف المجلس أن العاروب هو أحد أتباع بشار الأسد، وقام بقمع الاحتجاجات الطلابية بوحشية خلال الثورة السورية أثناء عضويته في المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سوريا. وأمر شخصيًا بإلقاء الطالبات من نوافذ الطابق الرابع، وكوفئ على ولائه للنظام بدور قيادي في الوفد الأولمبي السوري.

قام عمر العاروب بتجنيد طلاب للإبلاغ عن المتظاهرين والمشاركة في الحملة القمعية العنيفة ضد الاحتجاجات. وقام بتسليحهم بالهراوات، والأسلحة النارية، وأعطى الأوامر لاستخدام العنف

وأكد التحالف أنه من المرجح أن يحاول العاروب حضور المباريات في باريس، لذا لا يمكننا أن ندع هذا يحدث، معتبرين أن "باريس 2024 ليست مكانًا لمجرمي الحرب".

وأعدّ المجلس عريضة وقع عليها آلاف الأشخاص تطالب اللجنة الأولمبية الدولية بمنع عمر العاروب من حضور الأولمبياد.

يذكر أن المجلس نشر، الشهر الماضي، تحقيقًا استمر لمدة عام كشفت عن جرائم حرب محتمله ارتكبها الاتحاد الوطني لطلبة سوريا خلال الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد بين عامي 2011 و2013.

وبيّن التحقيق كيف أصبح الاتحاد الوطني لطلبة سوريا فرعًا أمنيًا فعليًا في الحرم الجامعي، وكيف ارتكب أعضاء الاتحاد "جرائم تعذيب واعتقال وعنف قائم على النوع الاجتماعي" بالتنسيق المباشر مع أجهزة أمن الأسد، مما حول مكاتب اتحاد الطلبة إلى فرع أمني فعلي داخل الحرم الجامعي. وكيف كان أعضاء الاتحاد ينفذون دوريات في باحات الجامعة ومبانيها، لمراقبة أي نشاط معارض للنظام، وقمعهم العنيف لأي نشاط طلابي واعتقالهم للطلاب وتعذيبهم ثم تسليمهم للأجهزة الأمنية.

وأرفق التحقيق شهادات 20 من الطلاب والأستاذة الجامعيين السابقين وعائلات الضحايا، مقرونة بعمليات البحث في المصادر المفتوحة التي أجراها فريق تحقيقات المجلس السوري البريطاني، تحدثت عن كيفية لعب الاتحاد "دورًا حيويًا في الاختفاء وقتل وتدمير أرواح لا حصر لها"، مطالبين بتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة إلى العدالة.

وقدم المشارك في التحقيق محمد شحادة  شهادة على شاشة تلفزيون "سوريا" في حلقة تناولت الجرائم التي قام بها أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في حرم الجامعات السورية. 

من جهتها، أكدت المشاركة في التحقيق، ياسمين النحلاوي، لموقع "دوتشيه فيليه" الألماني، على "وجود نمط من القمع المنهجي ضد طلاب الجامعات، بما في ذلك الاعتقالات والتعذيب في الحرم الجامعي".

وأضافت النحلاوي: "ما نعرفه هو أن العاروب قام بتجنيد طلاب آخرين للإبلاغ عن المتظاهرين والمشاركة في الحملة القمعية العنيفة ضد الاحتجاجات. ونعلم أنه قام بتسليحهم بالهراوات، والأسلحة النارية، ولدينا شهادات أنه أعطى الأوامر لاستخدام العنف، دون أن يؤدي إلى الموت. وأنه أصدر تعليماته برمي الطلاب المعارضين للنظام من نوافذ سكن الطلاب، وأمر طلابه أيضًا بضرب الرجال على أعضائهم التناسلية بشدة حتى يصابوا بالعقم".

وكشف الموقع الألماني أنه تلقى بيان من اللجنة الأولمبية عبر البريد الإلكتروني تتعلق بمشاركة العاروب جاء فيه: "فيما يتعلق بمثل هذه الادعاءات، هناك العديد من المنظمات الأخرى، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، التي هي في وضع أفضل للتحقيق فيما إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة أم لا".

فيما قال مصدر من باريس: إنه "لأسباب تتعلق بالأمن والخصوصية، لم يتمكنوا من تقديم تفاصيل حول ما إذا كان العاروب يحمل بطاقة هوية الألعاب البارالمبية، لكن جميع الطلبات يجب أن تتم الموافقة عليها من قبل السلطات الحكومية المختصة".

وأضاف المصدر أن "العاروب لن يتمتع بأي نوع من الحصانة الدبلوماسية لمجرد دوره الأولمبي، لكن سيكون من الصعب ببساطة اعتقال العاروب في باريس.  هناك بعض الخيارات القانونية، فرنسا قادرة على اعتقال الأفراد الذين ارتكبوا أعمال التعذيب في الخارج، ولكن هناك حدود لكيفية استخدام هذا القانون".

من جهته، أفاد مصدر دبلوماسي في الحكومة الفرنسية لـ "دوتشيه فيليه": "طلبات المشاركة في الألعاب البارالمبية قيد المراجعة حاليًا، وستخضع لتحقيقات الأمنية الإدارية المعتادة".

أما اللجنة "البارالمبية السورية" فنفت ما قالت إنها "مزاعم ضد العاروب"، وأضافت: "هذه المزاعم لدوافع سياسية". ولم توضح اللجنة ما إذا كان العاروب سيسافر إلى باريس مرة أخرى.

يذكر أن جدالًا وقع في فرنسا العام الماضي، هي نشرت وسائل إعلام فرنسية عمر العاروب، العاصمة الفرنسية باريس في نهاية آب/أغسطس الماضي، كرئيس للجنة الوطنية البارالمبية السورية، تحضيراً لأولمبياد باريس 2024.

ونشرت وسائل إعلام فرنسية صورة للعاروب أمام برج إيفل مأخوذة عن حسابه الشخصي في فيسبوك، وأخرى خلال لقاء مع رئيس النظام بشار الأسد، وثالثة وهو يرتدي اللباس العسكري الخاص بمليشيات الأسد.

وتمكن فريق تحرير مراقبون في قناة "فرانس 24" كذلك من العثور على الصور الأصلية التي نشرها مقاتلون من كتائب البعث بأنفسهم عام 2018 على فيسبوك، تظهر هذه الصور بالفعل العاروب مرتديًا زي كتائب البعث.

صورة أخرى، حجبت عن العامة على منصة فيسبوك وأرسلت إلى هيئة تحرير مراقبين "فرانس24"، تظهر العاروب مع مجموعة من عناصر كتائب البعث في ريف حماة، في نيسان/أبريل 2017.

وأوضح الفريق أن الرجل متهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق إنسان، وقد زار العاصمة الفرنسية بين 24 و29 آب/أغسطس، للمشاركة في ندوة لرؤساء بعثات اللجان البارالمبية الوطنية.

كما قام المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وهو منظمة سورية غير حكومية تدافع عن الحريات مقرها باريس، بجمع شهادات لمقربين سابقين لعمر العاروب، عن دوره في ارتكاب الانتهاكات بحق طلبة جامعة حلب.