01-يوليو-2024
توفي كاداريه عن عمر يناهز 88 عامًا (AFP)

(AFP) توفي كاداريه عن عمر يناهز 88 عامًا

غيب الموت الروائي الألباني المعروف إسماعيل كاداريه، عن عمر ناهز 88 عامًا، في إحدى مستشفيات العاصمة الألبانية تيرانا، وفق ما أفاد به ناشره، والمستشفى التي وصل إليها، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأعلنت إدارة مستشفى "تيرانا" أنّ كاداريه توفي إثر أزمة قلبية، موضحةً أنّه "وصل إلى المستشفى من دون أي علامات على أنه لا يزال على قد الحياة، فحاول الأطباء إنعاش قلبه، لكنه توفي قرابة الساعة 6.40 صباحًا بتوقيت غرينتش، 8.40 بالتوقيت المحلي".

كاداريه الذي يعد من أبرز كتاب ألبانيا، قال في حديث سابق مع وكالة "فرانس برس" حول نظام أنور خوجا الذي حكم بلاده لعقود: "الجحيم الشيوعي، مثل أي جحيم آخر يخنق، لكن الأدب يتحول إلى قوة حياة، قوة تساعدك على البقاء على قيد الحياة، لهزيمة الدكتاتورية".

وقال أيضًا: "الأدب أعطاني كل ما أملكه اليوم، أضفى معنى حياتي، أعطاني الشجاعة للمقاومة، والسعادة، والأمل في التغلب على الصعاب".

وُلد إسماعيل كاداريه في 28 كانون الثاني/ يناير 1936، بمدينة جيروكاستر جنوب ألبانيا، خلال فترة حكم النظام الملكي.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وانسحاب القوات الإيطالية عام 1945، أعلن عن تأسيس الجمهورية، وكان كاداريه في ذلك الوقت يبلغ من العمر 9 سنوات، ودخلت ألبانيا حقبة جديدة تحت ظل الدكتاتور الستاليني أنور خوجا، الذي استمر في حكم البلاد لمدة 40 عامًا.

حصل على دبلوم في التربية من جامعة "تيرانا" عام 1956. وفي أواخر الخمسينيات، انتقل إلى موسكو، ودرس في معهد "غوركي"، لكن عاد مطلع الستينيات إلى تيرانا بعد القطيعة السياسية بين ألبانيا والاتحاد السوفييتي، حيث سيقضي الثلاثين عامًا المُقبلة من حياته في شقته بالعاصمة الألبانية.

أصبح اسم كاداريه له حضورًا على المستوى الأدبي، فقد أصدر العديد من الروايات من بينها: الحصار" (1970)، و"السجل في الحجر" (1973)، و"نوفمبر العاصمة" (1975)، و"الشفق من سهوب الآلهة الشرقية"، و"مشكاة العار" (1978)، و"الجسر" (1978)، وهي الروايات التي استلهمها من التراث الألباني والحكايات والأساطير.

وكانت روايته "قصر الأحلام" (1981) التي تناول فيها القمع والرعب، عبر رواية تتناول إنشاء الإمبراطورية العثمانية أرشيفًا ضخمًا لرصد أحلام رعاياها في كل مكان وتحليلها، وكانت الرواية سببًا لدخول في صراع مع بعض أجنحة السلطة.

لكن كاداريه حافظ على علاقة شخصية قوية مع أنور خوجا، الذي عيّنه نائبًا في البرلمان لمدة 12عامًا، كما ترأس المعهد الثقافي التي كان يتبع لزوجة خوجا.

 في العام 1990 لجأ كادريه إلى فرنسا، وتحصل على صفة لاجئ سياسي، وهنا كان التحول الكبير، فكانت كتابته اللاحقة تعبيرًا عن قطيعته مع نظام أنور خوجا، متخليًا عن الأفكار التي تمجد النظام، ليُعلنَ عام 1992 القطيعة بينه وبين نظام خوجة، مستوحيًا في روايته "الهرم" (1992) حكاية رفض الفرعون المصري "كيوبس" دفنه في هرم كأسلافه، كرمز لرغبة أنور خوجا في أن يدفن في هرم ضخم في قلب العاصمة تيرانا.

في عام 2003 نشر روايته "الظل" التي قيل إنه كتبها سرًا في فترة حكم أنور خوجا، تناولت الصراع الصامت على السلطة بعد وفاة خوجا، مقارنًا بين أحوال ألبانيا في ظل حكمه وواقعها في القرون الوسطى.