08-يوليو-2024
أنفت الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات للترويج لروايتها للحرب (منصة إكس)

أنفت الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات للترويج لروايتها للحرب (منصة إكس)

تنفق إسرائيل ملايين الدولارات للترويج لمنشورات دعائية عبر وسائل التواصل تدعم سرديتها في الحرب المتواصلة على غزة منذ تسعة شهور، والتي أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من 125 ألف فلسطيني من سكان القطاع.

ومنذ بداية العدوان، قامت العديد من الوزارات بصياغة ومشاركة محتوى مؤيد لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.

وشملت هذه الجهود صرف أموال وموارد حكومية كبيرة، بهدف توفير محتوى إعلامي داعم للرواية الإسرائيلية.

فقد كشفت مديرة دائرة الإعلان والتسويق والعلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، حاجيت كوهين، أنه منذ بداية الحرب، أنفقت الوزارة عشرة ملايين شيكل على الدعاية الإسرائيلية، 40 % منها ذهبت للإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي".

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن رئيس قسم المبادرات في وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية رون برومر، قوله: "القسم أنفق 23 مليون شيكل على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب  على غزة".

فيما نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 37 ألف محتوى بلغات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى أربعة مليارات شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمديرة إدارة مكافحة معاداة السامية بالوزارة، روث كوهين دار.

أنفقت المنظمات المناصرة لإسرائيل أكثر بـ100 مرة مما أنفقته المجموعات المؤيدة للفلسطينيين على منصتي "فيسبوك" و"انستغرام"

 

ورغم هذا الانفاق الهائل، إلا أن بعض المنصات رفضت مشاركة محتويات نشرتها الوزرات الإسرائيلية. فقد رفضت منصة "تيك توك" مشاركة المحتويات التي تحمل شعار "معًا سننتصر" الذي تبنّاه جيش الاحتلال طيلة عدوانه المستمر على قطاع غزة. وترفض المنصة أيضًا مشاركة أي محتوى يحمل رموزًا إسرائيلية بحسب الشكاوى التي قدمتها إسرائيل ضد المنصة.

وخلال اجتماع لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات الإسرائيلية، الذي جرى الأسبوع الماضي، انتقد رئيس اللجنة عوديد فورر، الحكومة لعدم احرازها تقدم في المقترحات التي تفرض عقوبات على منصات التواصل الاجتماعي التي تسمح بالمحتوى "المعادي للسامية"، ويقصد بذلك كل محتوى يفضح جرائم الاحتلال في غزة.

وقال فورير خلال جلسة النقاش: "على "إسرائيل أن تتبنى تشريعًا أوروبيًا يتعلّق بفرض عقوبات على شبكات التواصل الاجتماعي"، وأضاف: "لقد قدّمتُ مشروع قانون في طريقه إلى لجنة وزارية لمنح الحكومة الأدوات المناسبة لمحاربة معاداة السامية على الشبكات الاجتماعية. أطلب من جميع أعضاء الكنيست دعم هذا الاقتراح".

 ودعت اللجنة ممثلين من مختلف الشبكات الاجتماعية لحضور الاجتماع، لكن لم يشارك أي منهم.

وكانت مجلة "بوليتيكو" الأميركية قد أجرت تحليل توصلت فيه إلى أن المنظمات المناصرة لإسرائيل أنفقت أكثر بـ100 مرة مما أنفقته المجموعات المؤيدة للفلسطينيين على منصتي "فيسبوك" و"انستغرام".

وقالت المجلة: إن "الإنفاق المشترك على فيسبوك وإنستغرام يزيد على مليوني دولار، وإن هذا الإنفاق، على الرغم من عدم التنسيق بشأنه، يظهر كيف تحاول الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشكيل الرأي العام بين الأميركيين، خاصة الأجيال الشابة التي تشكك بشكل متزايد في إسرائيل".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، جندت إسرائيل الكثير من المؤثرين للترويج للدعاية الإسرائيلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لإعادة تشكيل الرأي العام العالمي وتبرير الجرائم بحق الفلسطينيين وتجريدهم من الصفات الإنسانية، وتقليل حدة التفاعل مع معاناتهم، لكن هذه الجهود لم تأتي بالنتائج المتوقعة، خاصة في ظل انحياز الشباب في الغرب بشكل كبير للرواية الفلسطينية، مع تواصل جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.