كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن الولايات المتحدة قررت عدم فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"، إحدى كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبت انتهاكات جسيمة في الضفة الغربية، وذلك في خطوة تتناقض مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي كانت تعتزم فرض عقوبات على الكتيبة الإسرائيلية.
وقال "أكسيوس" إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحدث أمس الجمعة، مع وزير الدفاع في جيش الاحتلال، يوآف غالانت، وأبلغه أنه قرر إنهاء التحقيق في كتيبة "نيتسح يهودا" بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى أن واشنطن قررت عدم فرض عقوبات على الوحدة، وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار.
وأشار الموقع الأميركي إلى أن عدم فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" يمثل "إنجاز دبلوماسي كبير" لغالانت، الذي أجرى في الأشهر الأخيرة محادثات مع بلينكن ومسؤولين أميركيين كبار آخرين، في محاولة لإثبات أن جيش الاحتلال اتخذ خطوات لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أعضاء الكتيبة.
وصف "أكسيوس" عدم فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" بأنه "إنجاز دبلوماسي كبير" لوزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت
وبحسب "أكسيوس" فإنه لو تم فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"، فإن ذلك سيكون خطوة غير مسبوقة من جانب إدارة بايدن، وقد تلحق الضرر بجيش الاحتلال، والعلاقات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة.
وكان السيناتور الأميركي، باتريك ليهي، قد أصدر قانونًا في عام 1997 يحظر تقديم المساعدات الخارجية الأميركية، وبرامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع إلى وحدات الأمن والجيش والشرطة الأجنبية المتهمين بشكل موثوق بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي كبير أن بلينكن قرر أن الكتيبة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إلا أن المعلومات التي قدمتها "إسرائيل" على مدى الأشهر الثلاثة الماضية أظهرت أن جيش الاحتلال عالج سلوك الكتيبة، والمخاوف الأميركية.
وقال المسؤول الأميركي إن جيش الاحتلال قدم للولايات المتحدة أدلة على أن الجنديين اللذين شاركا في الحادث قد تم تسريحهما من مهامهما، ولن يتم استدعاؤهما للخدمة الاحتياطية، مشيرًا إلى أن التحقيق الجنائي ضدهما لم يتحقق لأن الشهود الفلسطينيين رفضوا الإدلاء بشهاداتهم.
وأضاف المسؤول الأميركي أن جيش الاحتلال أظهر للولايات المتحدة أنه اتخذ خطوات إضافية بشأن الوحدة لتجنب مثل هذه الحوادث، بما في ذلك تغيير عملية الفحص للجنود الذين يريدون الانضمام إلى الوحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: "كما أعلنا في نيسان/أبريل (الماضي)، وجدت وزارة الخارجية بعد مراجعة دقيقة أن حوادث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل وحدتين من قوات الدفاع الإسرائيلية ووحدتين من السلطات المدنية قد تم علاجها بشكل فعال".
وأضاف: "واصلت الوزارة (الخارجية) خلال الأشهر القليلة الماضية مراجعة وحدة إضافية لتقييم المعلومات الجديدة التي قدمتها حكومة إسرائيل"، مشيرًا إلى أنه "بعد مراجعة هذه المعلومات بشكل شامل، قررنا أن الانتهاكات التي ارتكبتها هذه الوحدة تم علاجها بشكل فعال أيضًا".
غسيل رياضي.. كيف تقوم إسرائيل بالتغطية على جرائمها عبر الرياضة؟ pic.twitter.com/9XDPDQUblM
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) August 1, 2024
وتم تأسيس كتيبة "نيتسح يهودا" كوحدة خاصة بالجنود المتدينين المتطرفين، وجميع أعضائها من الرجال، وخلال السنوات الماضية أصبحت الوحدة المتمركزة في الضفة الغربية وجهة للعديد من "شباب التلال"، وهي مجموعة استيطانية يمينية متطرفة لم يتم قبول الشباب منها في أي كتيبة من كتائب جيش الاحتلال.
وكانت الكتبية تتبع سابقًا للواء "ناحل" تحت مسمى "هناحال هحريدي"، وهو واحد من ألوية النخبة في جيش الاحتلال التي كانت تركز على "شباب الطليعة المقاتلة"، وجاء اسم الكتيبة "نيتسح يهودا" من اختصار الأحرف باللغة العبرية "نوعر تسفائي حريدي"، الذي يعني "شباب عسكري حريدي".
وذكر موقع "العربي الجديد" أن الكتيبة شاركت في القتال في القطاع لأول مرة منذ إقامتها، ونقل عن تقارير صحفية أن الكتيبة شاركت في عمليات في بيت حانون شمالي قطاع غزة في الثامن من آذار/مارس الماضي، إضافة إلى مشاركتها في عمليات دهم وتدمير مبانٍ في القطاع.