قال النائب عن حزب "فرنسا الآبية" اليساري، سيباستيان ديلوغو: إنه "يفضل أن يكون على الجانب الصحيح من التاريخ على الالتزام بقواعد الجمعية الوطنية".
وخلال مسيرة تضامنية مع فلسطين جرت، مساء أمس الأربعاء، في شوارع باريس، صرح ديلوغو لوكالة "رويترز" للأنباء: إنها "المرة الأولى التي يتم فيها رفع علم أجنبي في الجمعية العامة، ولكنه مناسب بالنظر إلى ما هو على المحك، عندما يكون لدينا أشخاصًا، مثلنا، على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط يتعرضون للذبح".
وكانت الجمعية العامة الفرنسية (البرلمان) قد علقت عضوية النائب ديلوغو لمدة 15 يومًا وتقليص راتبه إلى النصف لمدة شهرين، لتلويحه بالعلم الفلسطيني في مقر الجمعية. وهي أقصى عقوبة يمكن أن تصدرها الجمعية الوطنية.
هي المرة الأولى التي يتم فيها رفع علم أجنبي في الجمعية، ولكنه مناسب بالنظر إلى ما هو على المحك
ورفع النائب عن "فرنسا الآبية" علم فلسطين في الجمعية الوطنية، خلال جلسة مساءلة للحكومة، التي عقدت يوم الثلاثاء، وجرى خلالها التطرق إلى الوضع في قطاع غزة، ما تسبب في تعليق إجراءات الجلسة لمدة ساعة، غادر على إثرها النائب ديلوغو رافعًا علامة النصر.
وقبل ذلك، سأل ديلوغو رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال عن موقف بلاده بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنّه لم يجب.
وأدانت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون بيفيه، المنتمية للمعسكر الرئاسي، تصرف النائب ووصفته "بالسلوك غير المقبول" ولا يمكن التهاون فيه".
وعلق النائب اليساري عما حدث، من خلال منشور نشره في حسابه على منصة "أكس"، مستشهدًا بمقولة للمناضل والفيلسوف الفرنسي الجزائري فرانز فانون: "نحن لا شيء على الأرض إذا لم نكن أولًا وقبل كل شيء عبيدا للقضية، قضية الناس، وقضية العدالة والحرية"، وأضاف: "لا توجد عدالة، لا يوجد سلام".
معتبرًا العقوبة بأنها "ميدالية، لأن مجزرة تحدث في هذه اللحظة في فلسطين"، متهمًا حكومة بلاده بأنها "متواطئة مع ما يحدث، لأنها تبيع الأسلحة، وتساهم في تسليح الجيش الإسرائيلي، بينما تقوم حكومة يمنية متطرفة بإبادة شعب كامل".
🇵🇸 L’Histoire s’écrit. Elle ne retiendra que les noms des braves.@sebastiendelogu pic.twitter.com/A38C7luVuz
— David Guiraud (@GuiraudInd) May 28, 2024
وفور خروجه من مبنى الجمعية العامة، شارك النائب الفرنسي في مسيرة تضامن مع فلسطين، ورقص على أنغام أغنية "أنا دمي فلسطيني".
ولقي تصرف النائب ديلوغو استحسانًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول مستخدموها على نطاق واسع صورة البرلماني رافعًا العلم الفلسطيني، واصفين ما قام به البرلماني بالحدث التاريخي.
يذكر أنّ النائب سيباستيان ديلغو، أنتخب عن الدائرة السابعة لبوش دو رون في العام 2022، وكان يعمل بائعًا ثم عمل كوكيل أمن وأخيرًا سائق سيارة أجرة، وشارك في المعركة ضد "أوبر" في العام 2016، ثم انضم إلى حزب "فرنسا الآبية" اليساري خلال الانتخابات التشريعية لعام 2017.