16-أغسطس-2024
روت سماح حكايتها وحكاية عائلتها (التلفزيون العربي)

روت سماح حكايتها وحكاية عائلتها (التلفزيون العربي)

تعد عائلة أبو عيطة من العائلات الغزية التي شُطب أفرادها من السجلات المدنية، إذ ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحقها في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، راح ضحيتها أكثر من 50 شخصًا أغلبهم نساء وأطفال، وبهذا وُثقت الجريمة في سجل جرائم الاحتلال ضد الإنسانية.

وفي لفتة لتكريم ذكرى شهداء عائلة أبو عيطة، استضاف "التلفزيون العربي" في إستديوهاته، في لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، الناجية الوحيدة من العائلة، السيدة سماح أبو عيطة، لتقديم عناوين الأخبار وتروي حكاية عائلتها التي ارتكب الاحتلال مجزرة بحقها في مخيم جباليا.

قدمت سماح نفسها قائلةً: "أنا سماح أبو عيطة فلسطينية من غزة.. استشهد أكثر من خمسين من أفراد عائلتي.. بينهم والدي المهندس جمال الدين أبو عيطة، ووالدتي آمال أبو عيطة، وأشقائي بسام وباسم وصلاح وطارق ويزن.. وشقيقاتي سهيلة وأحلام وعائلاتهم جميعًا".

استضاف التلفزيون العربي  الناجية الوحيدة من  عائلة أبو عيطة، السيدة سماح، لتقديم عناوين الأخبار، وتروي حكاية عائلتها، وذلك في مبادرة تكريمية لشهداء قطاع غزة

تحدثت سماح عن والدها جمال الدين، وعن قصة نجاحه في تأسيس مشروعه الخاص، إذ كان رجلًا عصاميًا كون نفسه بنفسه، وبدأ من الصفر ليصبح صاحب شركة للأجبان والألبان في قطاع غزة، التي حصلت على شهادة "ISO"، المتعلقة بأنظمة إدارة الجودة، رغم صعوبة الحياة في غزة قبل الحرب.

أما أخوتها السبعة فقالت سماح إنهم من خريجي الجامعات، وبسبب الأوضاع الصعبة في غزة فشلوا في الحصول على وظيفة كحال الشباب هناك، فالتحقوا بالعمل في شركة والدهم.

ومع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، رفض والد سماح مغادرة شمال القطاع، وخاطبها قائلًا: "كنا نلوم أهلنا في عام 1948 أنهم خرجوا من بيوتهم، لن نفعل مثلهم".

شارك جمال الدين أبو عيطة في جهود الإغاثة لمساعدة النازحين، إذ كان يخاطر بحياته وينقل منتجات شركته إلى مراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات لإطعام النازحين، رغم القصف.

توثيق أسماء عائلة أبو عيطة على لوح معلق في إحدى مدارس الأنروا
نازحون في إحدى مدارس الأونروا وثقوا أسماء ضحايا مجزرة عائلة أبو عيطة على سبورة (ويكيبيديا)

وحين كانت سماح تسأله، لماذا تخاطر بحياتك؟ من يريد المساعدة فأبواب الشركة مفتوحة؟ كان جوابه: "الناس تستحي"، وأضاف: "السفينة التي لله لا تغرق".

ومع اشتداد القصف الإسرائيلي في شمال غزة، تم استهداف منزل سماح لتنزح وزوجها وبناتها في رحلة طويلة نحو الجنوب، لينتهي بهم الحال في خيمة برفح.

إلا أن علاقة سماح بعائلتها لم تنقطع، إذ كان والدها يتصل بها يوميًا عند آذان الفجر للاطمئنان عليها. وقبل يومين من استشهاده عبر عن أمنيته بانتهاء الحرب لرؤيتها وبناتها، فسألته سماح: هل أخطأت حين خرجت من الشمال؟ فكان جوابه:" لا، أنتِ خرجتي ونحن صامدون وباقون، أنتِ اجتهدتِ ونحن اجتهدنا ولكل أجر في اجتهاده". وكانت هذه آخر مكالمة بين سماح ووالدها. فقد حرمه الإجرام الإسرائيلي من تحقيق أمنيته برؤيتها وبناتها.

تستذكر سماح بغصّة علاقتها بعائلاتها، وتستعيد في حديثها لمّة العائلة كل خميس في حقل مجاور للشركة. كان والدها يأتي بكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، وسط الضحكات والفرح والحياة الجميلة.

كما تحدثت عن أحفاد العائلة الذين "كانوا بدورهم يحلمون بدخول الجامعة وكانوا دعاة حياة، إلا أن الاحتلال قضى على أحلامهم بالشهادات العلمية، فنالوا ما هو أسمى منها: الشهادة في سبيل الله".