14-أكتوبر-2024
منظومة ثاد

صورة غير مؤرخة لإطلاق صاروخ اعتراضي من منظومة ثاد (رويترز)

اعتبرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الحكومية أن الأزمة الإقليمية والصراعات الجارية قد تتفاقم إذا نشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد" في "إسرائيل"، وذلك في تعليقها على إعلان واشنطن، أمس الأحد، عزمها نشر منظومة الدفاع الجوي تحسبًا للرد الإيراني على الرد الإسرائيلي المرتقب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "البنتاغون"، أمس الأحد، إنه بناءً على طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وافق وزير الدفاع، لويد أوستن، على نشر بطارية الدفاع الصاروخي "ثاد" في "إسرائيل" مع فريق من المشغلين، مضيفًا أن الخطوة تأتي لتعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

"قد تعزز تصرفات إسرائيل العدوانية"

وحذرت الصحيفة الصينية من أن نشر منظومة الدفاع الجوية "ثاد" قد يؤدي إلى كسر توازن القوى في المنطقة، مضيفة أنه "إذا تم تنفيذ هذه الخطوة، فإن تهديد إيران تجاه إسرائيل سوف يضعف، وستكون إسرائيل قادرة على القيام بأعمال أكثر مباشرة وحزمًا ضد إيران ودول إقليمية أخرى دون قلق".

الأزمة الإقليمية والصراعات الجارية قد تتفاقم إذا نشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد" في "إسرائيل"

وأشارت "غلوبال تايمز" إلى أن "هذا من شأنه أن يكسر توازن القوى في المنطقة، وسيجبر طهران على اتخاذ إجراءات لمنع حدوث ذلك"، موضحة أنه "من خلال مهاجمة إيران وغيرها من القوى المناهضة لإسرائيل في المنطقة، تبني الحكومة الإسرائيلية عن عمد بيئة أمنية خطيرة لنفسها وتصنع عمدًا أكبر عدد ممكن من الأعداء".

وتابعت الصحيفة الصينية مضيفة "أن هذا من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على إنفاق المزيد من الموارد لحماية إسرائيل وسيكسب المزيد من الدعم والإمدادات من الولايات المتحدة"، وتابعت مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ثابت في اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستحمي إسرائيل دون قيد أو شرط، ولهذا السبب فإن إسرائيل لا تشعر بالقلق بشأن التصرف بعدوانية".

واعتبرت أنه "بسبب التسامح أو الدعم من الولايات المتحدة، أصبحت تصرفات إسرائيل أكثر فظاعة على نحو متزايد، حيث تطلق القوات الإسرائيلية النار الآن على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة"، في إشارة لاستهدف قوات السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في جنوب لبنان خلال الأيام الماضية.

وختمت الصحيفة الصينية الحكومية تقريرها بالقول، إنه "كلما كان الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل أكبر، كلما تصرفت إدارة نتنياهو بشكل أكثر فظاعة، وكلما أصبحت أكثر خطورة وعزلة وكراهية في المنطقة وبين المجتمع".

ماذا نعرف عن صواريخ منظومة "ثاد"؟

وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن منظومة "ثاد" الدفاعية جرى تصميمها وتطويرها من قبل شركة "لوكهيد مارتن" لأول مرة في عام 1992، والهدف منها اعتراض الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وبعد عدة تجارب فاشلة، نجحت لأول مرة عام 1999.

وهذه المنظومة عبارة عن قاذف صاروخي متحرك على عربة يبلغ طولها 12 مترًا، وبعرض نحو 3 أمتار، وتحمل العربة قذائف اعتراضية مزودة بنظام استشعار لتمييز الأهداف الحقيقية والكاذبة، ومحطة رادار، ومركز قيادة وسيطرة متحرك.

ويوضح "العربي الجديد" أن المنظومة تعمل على إسقاط الصواريخ المعادية في المرحلة النهائية من رحلتها، أي قبل وصول الصاروخ للهدف تطلق المنظومة قذيفتها الاعتراضية نحوه بنظام "أضرب لتقتل" الذي يدمر رؤوس الصواريخ القادمة.

ويبلغ نطاق النظام 200 كم، فيما تبلغ سرعة الصاروخ ثمانية أضعاف سرعة الصوت، وبإمكانه التصدي لأهداف حتى ارتفاع 150 كم داخل الغلاف الجوي وخارجه. من جانبه، لفت الخبير العسكري، منير شحادة، في حديث لـ"التلفزيون العربي"، إلى أن منظومة "ثاد" مخصصة للصواريخ الفرط صوتية.

وبحسب شحادة، كانت واشنطن قد سلمت لـ"إسرائيل" منظومة "ثاد" في عام 2019، مشيرًا إلى أن الحديث عن أن عناصر أميركية ستقوم بإدارة هذه المنظومة يدل على أن جيش الاحتلال لم يستخدمها بشكل فعال أثناء الضربة الإيرانية السابقة.

وأوضح شحادة أن الولايات المتحدة صنعت منظومة "ثاد" التي تبلغ سرعتها 8 ماخ، ما يمكنها أن تكون مؤثرة على الصواريخ الفرط صوتية التي تطلقها إيران، وأضاف "يعتقد أن روسيا هي من صنعت أسرع صاروخ فرط صوتي وصلت سرعته إلى 21 ماخ"، معبرًا عن اعتقاده بأن إيران صنعت صواريخ وصلت سرعتها إلى 19 ماخ.

وختم شحادة حديثه لـ"التلفزيون العربي" بالقول، إن صواريخ منظومة "ثاد"، لن تكون فعالة في حال استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية تصل سرعتها إلى ما بين 18 و19 ماخ، فيما تستطيع هذه المنظومة أن تكون فعالة تجاه الصواريخ التي تتراوح سرعتها ما بين 5 إلى 8 ماخ.