10-سبتمبر-2024
توسيع الاستيطان

جنود إسرائيليون يعتلون دبابة لجيش الاحتلال في غزة (رويترز)

تتواصل التقارير التي تتحدث عن مخطط رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للمرحلة المقبلة من العدوان على غزة المتواصل منذ 11 شهرًا، والتي تشير إلى تحضير الاحتلال الإسرائيلي للاستيطان في غزة، وضم شمال القطاع لـ"إسرائيل".

وكانت تقارير عبرية سابقة قد ذكرت أن جيش الاحتلال يدرس خطةً لتهجير ما تبقى من سكان شمال غزة، بهدف تضييق الخناق على فصائل المقاومة الفلسطينية في المنطقة، ودفعها لمواجهة خيار الموت أو الاستسلام.

"إسرائيل" تحاول استكمال الاستيطان في شمال غزة

وقال رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" العبرية، ألوف بن، في مقال تحليلي، أمس الاثنين، "تدخل إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب على غزة، حيث ستحاول استكمال سيطرتها على شمال القطاع حتى محور نتساريم (الذي أنشأه الاحتلال وسط القطاع ويفصل شماله عن جنوبه)".

تدخل إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب على غزة، حيث ستحاول استكمال سيطرتها على شمال القطاع حتى محور نتساريم

وبحسب ما جاء في المقال التحليلي، فإن "المنطقة سيتم إعدادها تدريجيًا للاستيطان اليهودي والضم لإسرائيل، اعتمادًا على درجة المعارضة الدولية التي ستنشأ بعد مثل هذه الخطوات".

وتابع مضيفًا: " إذا تم تنفيذ الخطة، فسيتم إخراج السكان الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة من هناك، كما اقترح العقيد احتياط، غيورا آيلاند، بمساعدة التهديد بالمجاعة وغطاء حماية حياتهم، بينما يطارد الجيش الإسرائيلي مسلحي حماس في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "نتنياهو يحلم بتوسيع أراضي إسرائيل، وسيكون هذا انتصاره المطلق".

وأكد رئيس تحرير الصحيفة العبرية، أن الدخول إلى المرحلة الجديدة من الحرب "بدأ بإعلان بيروقراطي صدر في 28 آب/أغسطس الماضي، حول تعيين العميد، إلعاد غورين، رئيسًا للجهود الإنسانية المدنية في قطاع غزة ضمن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية".

وقال بن، إن: "هذا اللقب الطويل الذي سيحمله غورين سيبقى حتى يتم وضع اختصار له من قبل الجيش الإسرائيلي، يعادل رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية"، مضيفًا: "عمليًا يجب أن يطلق عليه حاكم غزة".

مخطط لطرد "الأونروا"

وبحسب رئيس تحرير "هآرتس"، فإنه "في الخطوة التالية، أصدر نتنياهو تعليماته للجيش الأسبوع الماضي بالاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بدلًا من المنظمات الدولية"، وأضاف أن "رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، أبدى تحفظات، محذرًا من الخطر على الجنود والتكاليف الباهظة، لكن، نتنياهو لم يقتنع ويتمسك بموقفه".

وأشار بن، إلى أنه مع السيطرة على دخول المساعدات "ستتاح لإسرائيل فرصة طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من غزة دفعة واحدة وإلى الأبد، والتي يعتبرها اليمين الإسرائيلي مشروعًا مناهضًا للصهيونية"، وفق تعبيره.

وأوضح قائلًا: " في غضون ذلك، ستواصل حماس سيطرتها على المنطقة الواقعة بين محور نتساريم ومحور فيلادلفيا على حدود مصر، في ظل تطويق وحصار إسرائيل، التي ستتولى تسليم المساعدات"، لافتًا إلى أن "هذا هو معنى تصريح نتنياهو بخصوص المحور (التي قال فيها): الحدود بين غزة ومصر ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية".

أما فيما يخص المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع، فقد قال بن، إن: "تنازل نتنياهو عن إعادة المختطفين الإسرائيليين، وتركهم للتعذيب الرهيب والموت في أنفاق حماس، يهدف إلى قلب الأمور رأسًا على عقب على (رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى) السنوار".

وختم رئيس تحرير الصحيفة العبرية مقاله التحليلي بالقول: "بدلًا من أن يكون (المحتجزون) المختطفون ثروة للحصول على مقابل ثمين من إسرائيل، سيصبحون عبئًا على الفلسطينيين ومبررًا لإسرائيل لاستمرار الحرب والحصار والاحتلال. وهكذا تدخل إسرائيل المرحلة الثانية من حربها مع حماس".

يجدر الذكر، أن المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إيتمار آيخنر، كان قد ذكر في تقرير سابق، أن نتنياهو عقد نهاية الأسبوع الماضي جلسة نقاش استراتيجي وعصفٍ ذهني مع مسؤولين بالجيش من أجل تحقيق تقدمٍ في الحرب على غزة، وذلك في ظل استمرار تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

وبحسب آيخنز، فإن النقاش أثار احتمال أن "يُضطر" الجيش إلى إعداد المرحلة الرابعة من خطته ذات المراحل الثلاث في غزة، حيث يجري الآن النظر في مرحلةٍ أخرى (الرابعة)، وهي أساسًا طرد السكان من شمال قطاع غزة، ومن ثم محاصرة فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف آيخنز أن جميع السكان في المنطقة، الذين يقدر عددهم بحوالي 300 ألف شخص، وفقًا لجيش الاحتلال، "سيضطرون إلى المغادرة فورًا عبر الممرات الآمنة التي يحددها الجيش".

ووفقًا لهذه الخطة، "يتم إعطاء مهلة أسبوع للفلسطينيين لإخلاء مساكنهم بعد فرض حصارٍ عسكري كامل على المنطقة، حيث سيؤدي ذلك إلى ترك خيارين للمقاتلين: إما الموت أو الاستسلام"، حسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية.