23-يوليو-2024
صادرت السلطات العراقية كميات قياسية من الكبتاغون العام الماضي

شهد العراق طفرة هائلة في تجارة واستهلاك المخدرات (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة من أن العراق تحول إلى "محور" مهم لتهريب المخدرات، بعد أن شهد طفرة هائلة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية.

جاء ذلك في تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، أمس الإثنين، كشف فيه أن السلطات العراقية صادرت، العام الماضي، كميات قياسية من حبوب الكبتاغون المخدّرة بلغت 24 مليون قرص، قُدرت قيمتها بين 84 و144 مليون دولار.

ولفت التقرير إلى أن مضبوطات الكبتاغون ارتفعت بنحو ثلاث أضعاف بين العامين 2022 و2023، مشيرًا إلى أن: "المضبوطات في العام الماضي هي أعلى بمقدار 34 مرة من تلك التي ضُبطت في العام 2019".

كشف التقرير أن السلطات العراقية صادرت، العام الماضي، كميات قياسية من حبوب الكبتاغون المخدّرة بلغت 24 مليون قرص، قُدرت قيمتها بين 84 و144 مليون دولار

وذكر التقرير أن 82% من الحبوب المضبوطة بين عامي 2019 و2023 مصدرها سوريا، و17% مصدرها لبنان.

وغالبًا ما تعلن السلطات العراقية عن ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون الذي يُهرّب بشكل أساسي من سوريا، والتي باتت مصدرًا  رئيسيًا لتصنيع تلك الحبوب المخدرة.

وحذر التقرير الأممي من أن: "العراق معرض لأن يصبح محورًا متزايد الأهمية بالنسبة لمنظومة تهريب المخدرات عبر الشرق الأوسط والأدنى، حيث يقع العراق في نقطة تقاطع منظمة عالمية معقدة لتهريب المخدرات".

وبحسب التقرير، يتحول العراق تدريجيًا أيضًا إلى ممر لتهريب "الميثامفيتامين"، ومصدره الأساسي جنوب غرب آسيا وخصوصًا أفغانستان، نحو دول الخليج وأوروبا. وسجّلت في العراق زيادة في المضبوطات تناهز ستة أضعاف بين 2019 و2023.

يأتي التقرير بالتزامن مع المؤتمر الذي عقد في بغداد حول مكافحة المخدرات، فقد افتتح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، أعمال مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات، الذي تشارك فيه وفود على مستوى وزراء الداخلية وأجهزة مكافحة المخدرات من تسع دول عربية وإقليمية، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وجامعة نايف للعلوم الأمنية، فضلًا عن مشاركة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة الذي نشر التقرير.

وقال السوداني، في كلمة الافتتاح، إن: "مكافحة المخدرات مسؤولية تتحملها الدولة بكل أجهزتِها وأذرعِها، كما تتحملها مجتمعاتنا بجميع عناوينِها الاعتبارية العاملة".

وأشار كذلك إلى وجود ترابط بين الإرهاب وعصابات المخدرات لخلق مناطق معزولة، تخرج عن سيطرة القانون.

وأكد أن العراق منفتح على كل تعاون أو جهد مع الأشقاءِ والأصدقاء، مشددًا على دعم: "كل جهد يستهدف القضاء على بؤر سموم المخدرات ومحطات تصنيعها، ويقطع سلاسلها، ويقدم مرتكبيها للعدالة، لأنها جريمة عابرة للحدود".

هذا، وأوصى المشاركون في المؤتمر، عبر البيان الختامي، بـ: "تعزيز آليات العمل المشترك واعتماد مبدأ التكامل في العمل الأمني من أجل قطع طرق تهريب المخدرات".