عندما بدأت إسرائيل في قصف الضاحية الجنوبية لبيروت في غارات جوية أسفرت إحداها عن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، كانت الانفجارات القوية تثير الخوف والرعب بين سكان الضاحية.
تحدثت زهرة، الحامل في شهر الثامن، لوكالة "رويترز" للأنباء، أنها تخشى أن يسقط جنينها جراء شدة الانفجارات". "لم يكن الطفل يتحرك، وكنت خائفة جدًا من حدوث شيء ما، لا سمح الله. لكن في النهاية شعرت به"، كما تقول زهرة.
تحدثت زهرة، الحامل في شهر الثامن، لوكالة "رويترز" للأنباء، عن أنها تخشى أن يسقط جنينها جراء شدة الانفجارات"
الصواريخ التي رأتها والحرائق التي اندلعت، وسماع الانفجارات في كل وقت، جعلتهم لا ينامون. تلفت زهرة إلى أن هناك أشخاصًا من حولهم ينامون في الشوارع أو ينامون في سياراتهم.
مثل غيرها من سكان الضاحية، حزمت زهرة وزوجها وابنيها، البالغين من العمر 17 و10 سنوات، ما استطاعوا حمله من أغراض ونزحوا إلى أجزاء أخرى من العاصمة بيروت، التي تهتز مع كل انفجار.
استخدمت العديد من المدارس في العاصمة كمراكز لإيواء النازحين، وأصبحت بالفعل مليئة بعشرات الآلاف من النازحين الذين هربوا من جنوب لبنان في الأيام الأخيرة بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة. وأصبحوا بين عشية وضحاها لا يجدون مكانًا يذهبون إليه.
تشير "رويترز"، إلى أن عدم اليقين لدى سكان الضاحية جعلهم يغادرون مساكنهم إلى وسط مدينة بيروت وأماكن أخرى من العاصمة، بعد تصعيد إسرائيل عدوانها على لبنان.
من بين هؤلاء، علي حسين علاء الدين، البالغ من العمر 28 عامًا، الذي يبدوا ضائعًا، فهذا القصف هو الأقسى منذ عقود. بالكاد كان لديه ما يكفي من الوقت لإحضار الدواء إلى والده، فقد أصابت إحدى الغارات مبنى بجوار بنايتهم.
يقول علي: "لا أعرف حتى أين نحن. كنا ندور في دوائر طوال الليل"، وأضاف: "لقد اتصلنا بالمنظمات غير الحكومية وكذلك أشخاص قادرين على المساعدة منذ الصباح"، وتابع: "مجموعات الإغاثة تقدم معلومات متغيرة باستمرار حول أماكن النزوح".
"لقد اتصلنا بالجميع، إما أن يكون الرقم مغلقًا أو مشغولًا أو أنهم سيرسلوننا إلى مكان ما. منذ الساعة 1:00 صباحًا أصبحنا في الشوارع"، هكذا يصف علي حالهم.
أما دلال ضاهر، التي تنام في العراء بميدان الشهداء في وسط بيروت، فتقول: إن "أرواح اللبنانيين تعتبر رخيصة، حيث تقوم إسرائيل بتنفيذ ضرباتها بدون هوادة".
"إن حلقت طائرة ورقية فوق إسرائيل، فسيسبب ذلك اضطرابًا لا نهاية له. ولكن بالنسبة لنا، الجميع هنا مشردون، لكن العالم والأمم المتحدة جميعهم صامتون حيال ذلك، كما لو أننا لسنا بشرًا"، تصف دلال المشهد.