ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، السبت، مجزرتين في مدرسة الفاخورة التي تؤوي مئات النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وفي مدرسة تل الزعتر في مدينة بيت لاهيا، راح ضحيتهما العشرات بين شهيد وجريح ومفقود.
وأفادت وكالة "الأناضول"، نقلًا عن مصادر طبية ومحلية، بأن جثامين الشهداء تغطي ممرات مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشيرةً إلى صعوبة نقل العدد الكبير من الشهداء.
ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تتبع للأونروا وتؤوي نازحين
وفي إدانتها لها، قالت الخارجية الفلسطينية إن مجزرة الفاخورة: "دليلًا جديدًا يثبت أن حرب إسرائيل المعلنة على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني".
وأكدت أن دولة الاحتلال وجّهت بارتكابها لهذه المجزرة التي استهدفت مدرسة تابعة للأونروا: "إهانة جديدة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة"، معتبرةً أنها: "تستخف بجميع المطالبات الدولية غير المؤثرة التي تدعو لحماية المدنيين".
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن إسرائيل "ستُحاسب على المجزرة"، وذلك في بيان نشرته على منصة "تلغرام" جاء فيه: "لن نرحل عن هذه الأرض وستحاسبون على مجزرتكم في مدرسة الفاخورة وجرائمكم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين طال الزمن أو قصر".
وأضافت الحركة: "إننا باقون على هذه الأرض، ولا هجرة بعد اليوم، مهما فعلتم وارتكبتم من مجازر وجرائم يندى لها جبين البشرية، وسيأتي اليوم الذي تحاسبون فيه، بقوة العدل والحق، ولن يكون لكم مهرب من دفع الثمن طال الزمن أو قصر".
بدوره، قال المفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، في تغريدة عبر منصة "إكس"، إنه تلقى: "صورًا ومقاطع فيديو مروعة لعشرات القتلى والمصابين في مدرسة أخرى تابعة للأونروا يحتمي بها آلاف المُهجرين شمال قطاع غزة". ودعا إلى وقف هذه الهجمات مشدّدًا على ضرورة ألا تُصبح أمرًا اعتياديًا.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خُضر، إن مشاهد القتل والدمار في أعقاب الهجمات على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في غزة – والتي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال والنساء – مروّعة ومفجعة.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها مدرسة الفاخورة للقصف، إذ قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، وإصابة 55 آخرين.
ولليوم الـ43 على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمدنيين في مناطق متفرقة في قطاع غزة، مخلّفًا مئات الشهداء والجرحى في وقت لم تعد فيه مستشفيات قطاع غزة قادرة على التعامل معهم بسبب نقص المستلزمات الطبية، وانقطاع الكهرباء عنها نتيجة نفاد الوقود، الذي تسبب أيضًا بتوقف سيّارات الإسعاف عن العمل، ما يعني أنها لم تعد قادرة على نقل المصابين للمستشفيات.