17-يونيو-2024
صاروخ نووي باليستي

ازداد الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية بنسبة 13 بالمئة في العام الفائت 2023، وفق تقديرات مجموعة الضغط التابعة للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية "آيكان".

ووصل الإنفاق على الأسلحة النووية إلى مستوى قياسي يقدّر بحوالي 91.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 10.7 مليار دولار مقارنةً بالعالم السابق. ويعود هذا الارتفاع إلى الزيادة الحادة في ميزانيات دفاع الدول النووية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي مرحلة حرجة تتسم بعدم اليقين الجيوسياسي، سواء بسبب الحرب في أوكرانيا أو الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وتُعتبر الولايات المتحدة أكبر منفق بميزانية تبلغ 51.5 مليار دولار، وهو رقم أعلى بكثير من ميزانية الصين التي حلّت ثانيًا بـ11.9 مليار دولار، ثم روسيا ثالث أكبر منفق بـ8.3 مليار دولار، وبريطانيا 8.1 مليار دولار.

يعود هذا الارتفاع إلى الزيادة الحادة في ميزانيات دفاع الدول النووية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا

وفي المرتبة الخامسة جاءت فرنسا بميزانية قدرها 6.1 مليار دولار. أما دول الهند وباكستان و"إسرائيل"، التي تملك برامج نووية غير معلنة، فأوضحت "آيكان" أن تقدير ميزانياتها أمر معقد بسبب الافتقار إلى الشفافية لكونها دول استبدادية.

وحذّرت سوزي سنايدر، إحدى مؤلفي البحث الذي أصدرته "آيكان"، من أن الدول النووية: "في طريقها إلى إنفاق 100 مليار دولار سنويا على الأسلحة النووية"، لافتةً إلى أنه يمكن استخدام هذه الأموال في البرامج البيئية والاجتماعية بدل الإنفاق على الأسلحة النووية.

وأوضحت: "كان من الممكن استخدام هذه المليارات لمكافحة تغير المناخ وإنقاذ الحيوانات والنباتات التي تحافظ على الحياة على الأرض من الانقراض"، وذلك إضافةً إلى: "تحسين الخدمات الصحية والتعليمية"، وغيرها من الخدمات في مختلف أنحاء العالم.

وارتفع الإنفاق على الأسلحة النووية خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 34 بالمئة (23.2 مليار دولار). وخلال هذه الفترة، ازداد الإنفاق في الولايات المتحدة وحدها بنسبة 45 بالمئة، ثم بريطانيا بنسبة 43 بالمئة. وفي ضوء المعطيات الراهنة، فإنه من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على الأسلحة النووية 100 مليار دولار في 2024.

وكان معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) قد أعلن مؤخرًا ارتفاع عدد الرؤوس الحربية النووية النشطة، حيث بلغ عددها 9585 رأسًا بعد زيادة الصين لترسانتها من الرؤوس النووية التي ارتفعت من 400 إلى 500 رأس.

وتمتلك كل من الولايات المتحدة وروسيا نحو 90 بالمئة من الرؤوس الحربية في العالم، إذ تمتلك موسكو 4380 رأسًا نوويًا، مقارنةً بـ3708 رؤوس تمتلكها واشنطن.

وفي السياق، قال باحثو سيبري: "من المقدر أن روسيا نشرت حوالي 36 رأسًا حربيًا إضافيًا مع القوات التشغيلية عما كانت عليه في كانون الثاني/يناير 2023". وعلّق مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل في "سيبري"، ويلفريد وان، على زيادة عدد الرؤوس النووية: "لم نر أسلحة نووية تلعب مثل هذا الدور البارز في العلاقات الدولية منذ الحرب الباردة".

وفي المقابل، لا يزال عدد الرؤوس النووية في فرنسا على حاله 290 رأس، وكذلك المملكة المتحدة 225 رأس، رغم أنها أعلنت قبل 3 سنوات عزمها زيادة الحد الأقصى لعدد الرؤوس الحربية التي ترغب في تخزينها إلى 260 رأسًا حربيًا، في ضوء التهديدات النووية الروسية والصينية.