هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأميركية باستئناف إنتاج أسلحة نووية متوسطة المدى في حال مضيها في خطتها لنشر صواريخ في ألمانيا أو أي دولة أوروبية أخرى.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين خلال بحري في سان بطرسبرغ، بمشاركة سفن صينية وهندية وجزائرية، أكد فيه مصعّدًا خطابه ضد الولايات المتحدة، أنه: "إذا نفذت الولايات المتحدة مثل هذه الخطط، فسنعتبر أننا تحررنا من الوقف الأحادي الجانب الذي تم اعتماده مسبقًا بشأن نشر قدرات هجومية متوسطة وقصيرة المدى"، مشددًا على أن: "تطوير عدد من الأنظمة من هذا النوع في مرحلته النهائية" في روسيا.
وأضاف بوتين في كلمته محذرًا واشنطن: "سنتخذ إجراءات رد بنشرها، مع الأخذ في الاعتبار أفعال الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في أوروبا ومناطق أخرى من العالم".
حذّر الكرملين، في منتصف تموز/يوليو الجاري، من أن نشر أميركا صواريخ بعيدة المدى في أوروبا سيجعل عدة عواصم أوروبية هدفًا للصواريخ الروسية
وتابع الرئيس الروسي قائلًا: "ستكون مواقع روسية مهمة تابعة لإدارة الدولة والجيش في نطاق هذه الصواريخ (...) وستكون مدة وصول هذه الصواريخ التي يمكن أن تجهز في المستقبل برؤوس حربية نووية، إلى أراضينا حوالي 10 دقائق".
وأشار بوتين إلى أن هذا الوضع يذكر بأحداث الحرب الباردة المرتبطة بنشر صواريخ "بيرشينغ" الأميركية متوسطة المدى في أوروبا، لافتًا إلى نشر الولايات المتحدة صواريخ "تايفون" متوسطة المدى في الدنمارك والفيليبين خلال تدريبات أجرتها مؤخرًا.
وفي تعليقه على إعلان واشنطن، رد الكرملين، في منتصف تموز/يوليو الجاري، بالتحذير من أن نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى في ألمانيا قد يجعل من العواصم الأوروبية هدفًا للصواريخ الروسية.
وظل استخدام هذا النوع من الأسلحة التي يتراوح مداها ما بين 500 إلى 5500 كيلومتر، محظورًا بموجب معاهدة الحد من الأسلحة النووية، الموقعة بين واشنطن وموسكو خلال حقبة الباردة، حتى عام 2019 الذي انسحب فيه الطرفان من المعاهدة، واتهم كل منهما الآخر بعدم الامتثال لها.
رغم ذلك، تعهدت موسكو في حينها بأنها ستلتزم بوقف إنتاج هذا النوع من الصواريخ إذا لم تنشر الولايات المتحدة صواريخ على مسافة قريبة من روسيا.
ويأتي تصعيد بوتين ضد واشنطن بعد إعلان الأخيرة في تموز/يوليو الجاري، نيتها وبرلين: "البدء بعمليات نشر عرضية لقدرات قصف بعيدة المدى" في ألمانيا خلال عام 2026. وتشمل الأسلحة التي تعتزم واشنطن نشرها في ألمانيا صواريخ من طراز "إس إم-6"، وصواريخ أرض جو بعيدة المدى ومتعددة الاستخدام، وصواريخ "توماهوك"، عدا عن صواريخ فرط صوتية لا تزال قيد التطوير.