تبدو البلاد في السنوات الأخيرة برنامجًا من برامج الواقع، التي نختبر فيها حياتنا في ظروف قصوى وينقلها التلفاز بشكل مباشر على الهواء. أحلامنا، وآمالنا، وخططنا المستقبلية التي تبخرت مع كومة الركام الاقتصادي، أصبحت معرضًا على شاشات الواقع. وهي كذلك فضائحنا وموتنا وتهالك سبل العيش التي صارت مادة للتقارير اليومية، التي نجلد بها أنفسنا. ومن ميزات برامج الواقع أنها تضع شروطاً وحدودًا مسبقة على المشتركين لا يستطيعون تجاوزها، وهي نوع من أنواع المختبر.
نحن في مرحلة الارتطام، الارتطام المتكرر. تخيلوا كرة مطاطية تُرمى من علو شاهق لترتطم وترتد وترتطم مجددًا.. هو ذا حال بلادنا اليوم
في هذا المختبر اللبناني المحاصر بالهاوية من كل جوانبه، والموعود بالارتطام، يعيش الناس بلا أمل، وبتسليم مطلق. في هذا البرنامج هناك فقرات نشاهدها كل يوم، فقرات نعرفها كلنا كالخبز المفقود، والرصاص الطائش أو المقصود، البنزين الطائر، والدولار المحلق وغيرها. إلا أننا، في موسم الانتخابات المستجد هذا، نبدو أمام فقرات جديدة، فقرات ربما تستوقفنا فنصف مشهدها كي نفهمه، وربما تقودنا لمعرفةٍ أفضل لما نعيشه، أو من يدري؟ ربما تغيّر اللغة السائدة في برنامج الواقع هذا المسمى "لبنان".
الفقرة الأولى: الجدار
قبل أيام قليلة رُفع الجدار من أمام المجلس النيابي. وفي المساحة التي خلقها هذا المشهد، نبتت المشاعر السياسية في البلاد. قبل عنه "الجدار العازل" في إشارة إلى "جدار الفصل العنصري" الذي بناه الاحتلال في فلسطين. بينما وصفه البعض بـ "جدار برلين" في إشارة بلاغية لكونه يتبع لرئيس المجلس النيابي، ولكون انهيار جدار برلين كان نقطة العبور نحو حياة جديدة. في التشبيهين مغالاة ثقيلة الدم فظة، إلا أن ذلك هو صنو البلاغة اللبنانية في الاقتباس والتشبيه، وارتكاب النص السياسي بوصفه موضوعًا انشائيًا في مسابقة من التعبير الكتابي. لكن فلننظر إلى التشبيهين ونفكر.
جدار الفصل العنصري يفصل بين مستعمرٍ وشعب مكافح. المستعمر بآلته العسكرية الدموية، التي خبرناها وعرفناها، وعرفها الفلسطينيون أكثر منا بكثير، تحمي المستوطنين المستثمرين في الأرض المسروقة كي يعيشوا بازدهار ورخاء. بينما نرى في المقابل فلسطينيين يعيشون في أقسى الظروف، ويتعرضون لخطر القتل يوميًا. جدارٌ يمثل، في الفهم العام له، الفصل بين قاتل وقاتل، بين مجرم وضحية.
جدار برلين كان جدارًا يفصل بين شعب واحد في دولتين، وكانت سيرة انهياره تعني، كما وصفتها بروباغندا ذاك الزمان، بداية الحلم بأوروبا موحدة، والوعد بالازدهار المشترك بين الشرق والغرب، بما هو وعدٌ بالحياة الهانئة الحرة. لنتجاوز الآن النقاش عما إذا كان الوعد حقيقيًا أم زائفًا، ولنتمسك بهذه الصورة التي يريد اللبناني أن يرى فيها انهيار الجدار.
نعود إلى مشهد إزالة بعض الجدران التي تحيط بساحة النجمة، حيث مبنى مجلس الشعب اللبناني، وإسقاط التشبيهين على الحدث. هكذا أرادت صيغة المبالغة اللبنانية أن تصور دخول النواب التغييريين الجدد إلى البرلمان، بكونهم، في نظر مؤيديهم، القادرين على خرق الجدار بين المجرم والضحية في رمزية جدار الفصل العنصري، والقادرين على حمل الحلم والوعد بالحياة الهانئة الحرة. يرسم لنا هذا المشهد، والتعليقات المرافقة له، العنوانين الرئيسيين لخطاب "التغييريين" اللبنانيين حتى اللحظة وصورتهم عن أنفسهم: "نحن من اقتحم الجدار الذي يفصل بين القلة الحاكمة وبين الشعب، ونحن من نحمل حلم الرخاء والهناء للشعب".
الفقرة الثانية: العرس
إلى استوديو "صار الوقت"، الذي يحكمه المذيع الخبير ومحاور عتاة السياسة في لبنان، دخل النواب التغييريون بلباس المنتصرين القادمين من المعركة للاحتفال. كان المشهد غريبًا على أعين المشاهدين. فللمرة الأولى تظهر مجموعة من السياسيين على بلاط الإعلام اللبناني بصورة المحتفى بهم، يستقبلهم أنصارهم بالهتاف للثورة، ويمتنع المذيع المعروف عن نقدهم وإحراجهم بالأسئلة، بل ويؤكد أيضًا، على مدار أكثر من أربع ساعات، أن حلقته هذه مخصصة للاحتفال وتقديم النواب الجدد إلى المجتمع بصفتهم "مختلفين".
سأنحاز إلى نوابنا التغيريين الجدد لا لأنهم طاهرون منزهون، ولا لأنهم منبثقون عن أصوات الانتخابات، بل لأنهم، شئنًا أم أبينا، محسوبون علينا
صورة حلقة "صار الوقت" الاحتفالية هذه، لا تختلف في الحقيقة كثيرًآ عما صوره الإعلام عن عملية الانتخاب الحاصلة خلال الأسابيع الماضية. عملية وصفت بالعرس الوطني، خلال تصويت المغتربين اللبنانيين المصطفين طوابير أمام السفارات للتصويت "للتغيير". عرس توَّجه التغييريون بنجاح غير متوقع في العديد من الدوائر الانتخابية الصعبة، وشهد خروقات بالجملة للوائح "السلطة"، واحتفالات على الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بانتصار "ناس منا" دخلوا إلى البرلمان.
فلننظر إلى المشهد من عين مواطن "تغييري": هي بلاد تعيش في الهاوية اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، محاصرة بجدار يفصل "طبقتها" الحاكمة عن شعبها المقهور، فإذا بمجموعة من السياسيين تخترق الجدد الجدار إلى الجهة المقابلة بعد أن أمضت السنتين الأخيرتين، وبعضهم أكثر من ذلك بكثير، في سياق تحركات 17 تشرين وما تلاها، والتي سميت ثورة. هؤلاء النواب "منا" ونحن منهم إذًا. هم أبناء الشعب الذي انتفض وثار، فهُزم ثم قاوم والآن وصل إلى قبة المجلس التمثيلي".
مشهد آخر يُرسم في عيون الناظرين، له بطله المخترق لصفوف السياسة التقليدية، والقادم من صفوف الشعب.
الفقرة الثالثة: كلام سرفيسات
فلندخل إلى سرفيس في شوارع لبنان، ولنفتح حديثًا سريعًا مع السائق، أو الركاب الذين نتشارك معهم المقاعد. يمكننا أن نتخيل بداية الكلام ونهايته حول الوضع الاقتصادي، وحال الليرة والدولار، وحقيقة أننا سُرقنا.
"البارحة تمت سرقتنا، واليوم بينما تدور الأرض حول نفسها ستتم سرقتنا من جديد". لا يمكن الاختلاف على هذه العبارة في لبنان، لأنها عبارة صحيحة كل الصحة ويمكن ترديدها في كل صباح بلا خوف أو مواربة. تبدو كما لو أنها "الحقيقة" بشكلها الكامل حول البلد المنهوب، إلا أن المشكلة تحدث عندما يتم ربط السرقة بسارق ومسروق. من منا السارق ومن منا المسروق؟ كيف تمت السرقة وكيف لازالت تتم حتى الآن؟
مديح الشعبوية
نحن إذًا أمام حالة تشبه تلفزيون الواقع، الذي نكون فيه أمام الكاميرا وخلفها. ونكون أيضًا المشتركين والمشاهدين في الوقت نفسه. نجد أنفسنا مشاهدين لمعاناتنا الشخصية في بلاد تقترب من الارتطام والكارثة. تُرسم لنا صورة لجدار يفصل الأقلية الحاكمة، وهي متغيرة في كل جمهور من الجماهير اللبنانية، عن الشعب المقهور. ولهذه الصورة بطل يخترق الجدار قادمًا من عند الشعب ليكلمنا ويخبرنا بما نعلم، أي بأنه تمت سرقتنا، وأن مؤسسات الدولة اللبنانية فاشلة ومهترئة، وأن حيتان المال أو العسكر يتربصون بنا في زاوية من الزوايا. نخاف، نعم، لكننا نعلم أن فيها الكثير من الحقيقة. إلا أننا، في الآن عينه، نعلم تمامًا أنها صورة للشعبوية في أجلى مظاهرها. صورة التحريض الخالي من الخطاب، وصورة الاتهام الخالي من القدرة، وصورة الانقسام الاجتماعي الخالي من مقومات المواجهة الاجتماعية.
وضعنا صعب، وسيكون أصعب وأصعب في السنين القليلة القادمة، لكن إذا بدأنا العمل الآن يمكننا الوصول إلى مستقبل أفضل
في ثمانينات القرن المنصرم، انتشر في اليونان مقولة لأندرياس باباندريو، أحد أكثر السياسيين اليونانيين شعبوية، يعتبر فيها أنه: "ليس هناك مؤسسات، وحده الشعب يتكلم". قد تبدو هذه الجملة عنوانًا ممتازًا في إحدى صفحات الجرائد اللبنانية، وعلى لائحة الأخبار في فيسبوك أو تويتر. وبالتأكيد سيحبها الكثير من اللبنانيين، بما في ذلك الحزبيون التقليديون الكارهون للدولة "الظالمة" والمقصرة بحقهم في مناطقهم وجهاتها، وكذا التغييريون ممن رسموا صورة 17 تشرين بأجسادهم. باللبناني نقول له كلام سرفيسات، وهو الكلام السياسي الحاضر في حياة اللبنانيين اليوم، اللهم إلا قلة من المناضلين الرافعين للصوت.
في هذا المختبر الحي الذي نعيش فيه، وأمام المشاهد المرسومة وقلة حيلة المواطنين على التأثير، لا بد إذًا من المشاركة في رسم الصورة وفي التقاط المشهد. لا بد من التقاط كاميرات البرنامج وتوجيهها إلى صورة قد نخطفها من سياق الدراما المعدة سلفًا كي نرسم طريق نجاة.
في فيلم "ترومان شو" الأمريكي المنتج سنة 1998، يعيش شاب اسمه ترومان في حياة مصطنعة يعدها له صانعو برامج الواقع، غير أنه ينتبه إلى ذلك ويقرر مغادرة البرنامج إلى الحياة الخارجية. ومع أنها قد لا تكون مثالية بالقدر التي كانت عليه حياته في مدينته المصممة له خصيصًا، إلا أنه يخوض المغامرة.
المغامرة اليوم في لبنان ضرورية لمن يريد تغيير حياته ومستقبل البلاد. والمغامرة هنا، بما أننا نحن أنفسنا المشاهدون والفاعلون، تتمثل في شقين. لذلك لا بد لكل من يريد أن يقول قولًا في السياسة في هذا المشهد، أن يركب الموجة ويتوسل الشعبوية في الخطاب، وإلا سيتكلم في الطاحون، فالمشهد أقوى منه ومنا جميعًا. لكننا عندها سنقع في معضلة أن أغلب الخطابات الشعبوية فارغة ولا رؤية لديها للمستقبل. كما أنه، في المقابل، من الصعب على أي جهة أن تحتمل الخطاب غير الشعبوي لثقل الملفات والأسئلة المرتبطة به. ولذلك لا بد من الانضمام إلى جوقة الخطاب الشعبوي. لكن هل يمكن أن نرفق ذلك، ولو على المدى الطويل، بمحاولة تكوين رؤية، أو حتى رؤى، للمستقبل؟
انحياز
سأنحاز إلى نوابنا الجدد، وبالأخص الذين خرجوا من صفوف التظاهرات وقدّموا أنفسهم بوصفهم من أبناء 17 تشرين. وأدعوكم معي إلى هذا الانحياز. ننحاز ليس لأنهم طاهرون منزهون، ولا لأنهم منبثقون عن أصوات الانتخابات، فأي انتخابات في بلاد تحتلها عصابات لا زالت تحكمها! ننحاز للنواب الجدد لأنهم، شئنا أم أبينا، محسوبون علينا، نحن من نراهن على بناء وطن لأبنائه ونرى للمستقبل، ومن انخرط، حراكًا بعد حراك، في كل محاولة "تغيير" في البلاد. فلنقرأ المشهد جيدًا ولنر أن هناك آمالًا وترقّبًا من أغلب اللبنانيين عند النظر إلى أداء "التغييريين". وعليه، هؤلاء وللأسف هم نوابنا، حتى ولو لم ننتخبهم. سيحاسبنا على أدائهم أهل القرى، ومعارفنا من جماهير الأحزاب الأخرى. سينظرون إلينا ويقولون "هؤلاء جماعتك"، ولن نستطيع يومًا، ومهما شرحنا، أن نغير المعطى الذي رسمته معادلة المختبر/تلفزيون الواقع هذه بأنهم هم "النواب التغييريون".
تبدو البلاد في السنوات الأخيرة برنامجًا من برامج الواقع، التي نختبر فيها حياتنا في ظروف قصوى وينقلها التلفاز بشكل مباشر على الهواء
نحن في مرحلة الارتطام، الارتطام المتكرر. تخيلوا كرة مطاطية تُرمى من علو شاهق لترتطم وترتد وترتطم مجددًا.. هو ذا حال بلادنا اليوم. ومفترق الطريق الذي آن أوانه يشي بكوارث أكبر من التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية، أولها بدعة الصندوق السيادي لأملاك واستثمارات الدولة، وتوجيهه لخدمة ديون المصارف على حساب العاملين وأصحاب المهن والمستفيدين من الخدمات العامة. وهذا ليس كل الغيث، بل ليس أسوأه أيضًا، فالأسئلة القادمة من طراز: كيف يمكن أن نمول الاقتصاد؟ كيف يمكن أن يكون هناك عمل؟ هي أكبر وأصعب من مسألة حقوق المودعين، حتى لو كانت هذه أسئلة متصلة.
في حال كهذه، وفي ظل المشهد هذا، لا مجال لأن يُترك النواب التغييريون على هواهم، لأن أداءهم اليوم سيؤثر على حياتنا القادمة، على مستقبل البلاد، وكذلك على الفرص القادمة لبناء المستقبل. لذلك نعم، علينا أن نرى المستقبل، أن نراه على الشاكلة التي نحب، وأن نريد ونرى الفرص حين تسنح. وضعنا صعب، وسيكون أصعب وأصعب في السنين القليلة القادمة، لكن إذا بدأنا العمل الآن يمكننا الوصول إلى مستقبل أفضل، نطمح إليه. لذلك لا يمكن ترك هؤلاء النواب يتصرفون على هواهم، فهم نوابنا شاؤوا أم أبوا، انتخبناهم أم لم ننتخب، شئنا أم أبينا.
خيال
ولنر إلى الأمر بأن اختراق هؤلاء النواب للجدار المترافق مع الارتطام الهائل، يمكن أن يكون فرصة للتدخل في الخطاب العام، وفي التأثير على الرأي العام اللبناني وأمزجته. لكل من النواب الجدد مساحته السياسية التي يتحرك ضمنها، ولكل منهم أفكاره وأطره. قد يكون بعضها معادٍ لما نؤمن به ونظنه، وقد يكون بعضها ملوثًا برغبات الاستئثار الشخصي بالسلطة أو بالمال.
لكن ماذا لو نُسجت المجموعات الضاغطة على هامش حراكهم النيابي؟ ماذا لو يندفع آلاف من الشابات والشبان اللبنانيين إلى ورش من الكتابة والتفكّر والعمل، لنقد تجربة التشريع أو مساندته، لتحديد الأولويات وبناء الأفكار الجديدة والضغط لأجلها؟ ماذا لو يُبنى على هامش هؤلاء النواب الجدد، الذين قد يظهر من بينهم شخصيات فذة قائدة وقد يسقط بعضهم في أهواء الكرسي والتحاصص، تيارات فكرية وسياسية تضغط عليهم وتناقشهم وتساندهم إن تعاونوا؟
نعم، حالنا أشبه ببرنامج واقعي على شاشات التلفاز، مأساتنا قصته ونحن أبطاله. إلا أننا في بلاد المسرحية هذه، لا يمكن أن نستخف بمشهد كسر الجدار، فربما يظهر في العمل والتفكّر الطريقُ إلى المستقبل الذي ننشده. فإن أردنا أن يتحسن حالنا بعد عشر سنوات، لا بد من العمل. وإذا ما أردنا العمل، فعلينا أن نبدأ في الحال. فالأسئلة كثيرة، وكلها ملحّة ومتأزمة ومترابطة. وإن لم يكن هناك طريقة لمنع الارتطام، فليكن إذًا ارتطامًا جميلًا.
في النهاية، سأدع الجدال عند هذا الحد، وأضع عناوين للقضايا الملحّة التي تحتاج إلى تخطيط وتفكير وربط للإجابات مع الناس:
- الحماية الاجتماعية: غذاء، طبابة، تعليم، سكن، النظافة العامة.
- الحريات العامة والحريات، والحقوق الفردية،
- العدل وقضية انفجار مرفأ بيروت.
- ضمان المداخيل الفردية والأسرية: التوظيف، التقاعد، المداخيل الاغترابية.
- إعادة رسملة الاقتصاد، تمويل المبادرة الاقتصادية، ضمنًا القطاع المصرفي لا حصرًا.
- الحاجة الملحة لتحديث البنية التحتية، كهرباء، مواصلات، اتصالات، مياه.
- التحدي البيئي، مكافحة التلوث، التوازن بين المساحات الحضرية والطبيعية، التوازن في استغلال الموارد، الدور في التحدي البيئي العالمي.
- العملة الوطنية.
- الدفاع: مسؤولية الدولة في حماية المواطنين، السلاح الأهلي، سلاح الحزب، سلاح العشائر، سلاح المافيات.
- العلاقات الخارجية والإقليمية.
من منا يريد أن يشارك في هذا النقاش؟ فلنضغط لايك ونبدأ من الغد.