02-سبتمبر-2024
العقيدة النووية الروسية

(AFP) تأتي تعديلات موسكو ردًا على دغم الغرب لأوكرانيا وتوغل الأخيرة في كورسك

في تصريحٍ هو الأكثر حسمًا حسب وكالة "رويترز"، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن موسكو قررت إدخال تعديلاتٍ على عقيدتها النووية، وذلك ردًّا على ما ترى أنه تصعيد غربي للحرب في أوكرانيا، في إشارة إلى توغل القوات الأوكرانية المستمر في مقاطعة كورسك الروسية، وحصول كييف على حزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وحلفائها من طرف واشنطن.

وبالتزامن مع الإعلان الروسي تعديل العقيدة النووية الروسية، أعلنت روسيا أيضًا عن إحباط هجومٍ واسع النطاق شنّته كييف باستخدام أكثر من 100 مسيّرة.

تعديل العقيدة النووية

قال سيرغي ريابكوف إن: "العمل على تعديل العقيدة النووية لروسيا في مرحلةٍ متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات"، مضيفًا أن القرار: "مرتبطٌ بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون" فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.

باتت موسكو أكثر اقتناعًا أكثر من أي وقت مضى أن الغرب عازم على إلحاق هزيمة استراتيجية بها في أوكرانيا

ووفقًا لمرسوم أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2020، تنصّ العقيدة النووية الروسية الحالية على أن روسيا: "قد تستخدم أسلحةً نووية في حالة وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة".

ومنذ عدة أشهر، قاد محللون عسكريون روس حملةً من أجل حثّ بوتين على أن يغير العقيدة النووية لبلاده، بما يقلل من شروط استخدام الأسلحة النووية، وذلك من أجل "إفاقة أعداء روسيا في الغرب"، على حد تعبيرهم.

ويبدو أن حملة المحللين العسكريين الروس وجدت آذانًا صاغية في الكريملن، ويشار في هذا الصدد إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين في حزيران/يونيو من العام الجاري عندما قال إن العقيدة النووية: "أداةٌ حية ربما تتغير وفقًا لما يجري في العالم".

لكن تعليقات ريابكوف الصادرة أمس الأحد، تعدّ حسب "رويترز"، أوضح تصريحٍ حتى الآن يؤكد أن تغييراتٍ على العقيدة النووية الروسية ستتم بالفعل.

ودأبت روسيا منذ بداية الحرب على أوكرانيا، على اتهام الدول الغربية باستغلال أوكرانيا لشن حربٍ عليها بالوكالة، وذلك بهدف إنزال "هزيمةٍ إستراتيجية" بروسيا وتفكيكها، وهو ما تنفيه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، حيث تصرّ واشنطن والحلفاء على أنهم: "يساعدون أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة حرب عدوانية ذات أسلوب استعماري تشنها روسيا".

وبالعودة للتغييرات على العقيدة النووية الروسية، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في شباط/فبراير الماضي، عن وثائق روسية مسربة توضح معايير استخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال المراحل الأولى من الحرب مع قوة كبرى، بما في ذلك الصين، التي تعد حليفًا مقربا لموسكو.

وتشمل الوثائق: "29 ملفًا عسكريًا روسيًا سريًا تم إعدادها بين عامي 2008 و2014"، تناقش مبادئ التشغيل لاستخدام الأسلحة النووية.

وبحسب الصحيفة، فإن تلك الوثائق السرية تكشف أن "عتبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أقل مما اعترفت به روسيا علنًا"، وفقًا للخبراء الذين راجعوا الوثائق وتحققوا منها.

وبحسب مدير مركز "كارنيغي روسيا أوراسيا" في برلين، ألكسندر غابويف، فإن: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها وثائق مثل هذه منشورة في المجال العام. إنها تظهر أن العتبة التشغيلية لاستخدام الأسلحة النووية منخفضة جدًا إذا لم يكن من الممكن تحقيق النتيجة المرجوة من خلال الوسائل التقليدية".