يتواصل حضور مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور باعتبارها ساحة الاشتباكات الرئيسية في حرب السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط انعدام الحركة في المدينة، نتيجة الاشتباكات.
وطوال يوم أمس، شهدت مدينة الفاشر قصفًا مدفعيًا على الأحياء الغربية والجنوبية من قبل قوات الدعم السريع، وردت عليها مدفعية الجيش السوداني في ذات التوقيت، كما حلق الطيران الحربي الذي نفذ ضربات جوية ضد قوات الدعم السريع.
وفي الوقت نفسه، يستمر انقطاع الكهرباء عن المدينة نتيجة الاشتباكات، لليوم السادس على التوالي، بحسب مصادر لـ"الترا سودان".
تتحدث مصادر عن تواصل القصف المدفعي العنيف على مدينة الفاشر
وقال مصدر من سكان المدينة: "سقط الرصاص بكثافة عالية على الأحياء السكنية غرب وجنوب ووسط الفاشر، التي تضم الأحياء السكنية والمستشفى الجنوبي والحامية العسكرية للجيش". وأوضح أن الدعم السريع حشدت مقاتلين إضافيين حول الفاشر حسب الأنباء الواردة.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت يوم الإثنين وفق تصريح صحفي، نشر ثلاثة قطع عسكرية تستهدف الجزيرة والنيل الأبيض، وتثير هذه الأنباء المخاوف من توسيع نطاق الحرب
وقال الصحفي معمر إبراهيم من الفاشر لـ"الترا سودان" إن القصف المدفعي تجدد خلال فترة الظهيرة وتوقف عند حلول المساء من يوم الإثنين، ومن ثم بدأ إطلاق النيران بكثافة عالية من أسلحة ثقيلة، والرصاص انهمر على المنازل.
وتحدثت تقارير إعلامية عن تحركات للقائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو في ولاية شمال دارفور للإشراف على المعارك العسكرية.
وجاء القصف اليوم وأمس، بعد أيام من القصف المروع على مدينة الفاشر، يطال كافة مناطق المدينة، من قبل قوات الدعم السريع. ما أدى إلى سقوط ضحايا وتعطيل عمل المنظومة الصحية.
وتقول العاملة الإنسانية نهلة حسن لـ"الترا سودان" إن الفاشر تقع في أقصى شمال دارفور وأي تهديد عليها من الدعم السريع أو السيطرة تعني وضع نفسها وجهًا لوجه أمام إقليم كردفان والشمالية وخلفها إقليم كامل تحت سيطرته، بالتالي التقدم إلى هذه المناطق وهي مطمئنة إلى خط الإمداد من تشاد وليبيا.
وترى نهلة حسن أن الفاشر يجب أن تحصل على اهتمام الدولة لمنع سقوطها على يد الدعم السريع لأن حياة 1.5 مليون مدني في خطر وترجح أن تتحول الأوضاع إلى مرحلة كارثية.
وتعتقد حسن أن تسليط الضوء على وضع المدنيين ومصيرهم إذا سقطت على يد الدعم السريع يجب أن يحظى بأولوية، وأن تضع الدولة استراتيجية إعلامية ودبلوماسية لتسليط أنظار العالم على هذه الأزمة.
وتقول نهلة إن التعامل الإعلامي بالنسبة للدولة في أزمة الفاشر "ضعيف للغاية"، ولم يحصل المدنيون هناك على الاهتمام الإعلامي لقضيتهم الإنسانية والعادلة في العيش الكريم والأمان والحصول على الغذاء، بل إن ما تفعله قوات الدعم السريع أمام العالم شيء يبعث على القلق إزاء الصمت الدولي.
اتهمت وزارة الخارجية السودانية منظمات دولية بالتقاعس عن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى ولاية شمال دارفور بحجة عدم وجود ممرات آمنة.
وقالت الخارجية إن عملية الإسقاط الجوي التي نفذها الجيش السوداني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الإثنين، توضح أن هناك طرق ممكنة لإيصال الإغاثة إلى المدنيين.
وأوضحت الخارجية السودانية في بيان، اليوم الثلاثاء، أن "الحكومة في إطار الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه المواطنين والأوضاع الإنسانية الناتجة عن عدوان المليشيا الإرهابية أسقطت أمس الاثنين 20 طنًا من الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية بولاية شمال دارفور"، بحسب البيان.
وشددت الخارجية السودانية على أن تقاعس المنظمات الدولية عن إيصال المساعدات بحجة عدم وجود ممرات آمنة غير مبرر، خاصة وأن تنفيذ الاستجابة الإنسانية لم تتجاوز الـ 5%.
وناشدت الخارجية السودانية المجتمع الدولي بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، خاصة الأدوية والمستهلكات الطبية. كما دعت إلى إدانة الدعم السريع، وقالت إن الدعم السريع تتمادى في قصف المستشفيات في الفاشر وتقصف الأحياء المدنية والمرافق العامة المدنية ومخيمات النازحين.