1
السنواتُ كفيلةٌ بعطبِ الناس
وشطبِ فوضاهم،
قصيدةُ القوتِ سأكتبُها حتمًا
وأرسمُها بالفائضِ من المرض.
ليس لي الآن سوى الله،
وبعض الموتى الطيّبين.
2
كم لبثتُ أنصبُ الفخاخَ
لسربِ المروءةِ،
وما من رقادٍ شفيف
ينهرُ طولَ حراستي.
3
أناشيد نهفو إليها، مَن يرى الموتى وهم يغادرون؟ يا غياهب النجوم يا صديقتي، الحال منطمس، مظلمٌ ولا تنفع معه رعشةُ أسلافٍ مرتجلة. في كلِّ تثاؤب اصطحبُ معي المصاطب لتغفو دافئةً بين مشترياتي القديمة، أنصتي أيتها الأقفاص لرسم النهار وهو يدلي بخسائري،
مللتُ أن أناطحَ خيامًا ليست لي أبدًا صلواتُها
مللتُ أن أنصتَ لطائر الموتِ الواثقِ من عدم اكتراثي لطيرانه، مللتُ الأبناء اللامرئيين المتخفّين وراء ملعقةِ السعادة؛ سوف لن أكتب عن أنين الأرض المخفقِ من عفونة أبنائه؛ أيتها الأناشيد، أخسرُ الأعراس كلَّها
بأمل ألا أنزلق في الورق ولا في الحياة
فعظامي طريةٌ وقرويةٌ، وصمتي أرضٌ وغيمة.
4
لا رائحة مثل بكارة الينابيع، لا وليمة لعطشي غير ابتكار حلمتين ورديتين لكِ، فيكِ المحبة بطنٌ لا تشبع؛
كم علَّمنا الأقلامَ أن تشطفَ اسمَكِ الغافي على هزال نزوحنا، كلما مرت جثثُ الأيام مسرعةً من تحت كياسة أصابعنا النزيهة بالمعنى،
نحفظ جيدًا شتائمَكِ التي تتقن مكرَ الفصول كأنها الصخر؛
العيون التي شتمتْنا كانت تضع شظف القلوب عدساتٍ لها.
الحب فطنةُ عراءك في صيف الوداع،
الوداع التفاتةٌ يستحي منها بريقُ المطر.
5
لا تنزل من سكرِكَ
حتى يُفتح لك البابُ على مصراعيه
سأسكر وأدع للملح وئامَ الجُرح
سأكتب أغنيةً
لعضِّ رحيلكَ؛
أيها الحافرُ في المتانة كل نحافتها
سفرك شديد النور
سيرهق الدار بعتمة الجدران،
الطاعة بعض سلوكك
لكنك عصيٌّ على الهضاب،
كن طيّعًا
أيها المرتفع!
كن السؤال وانتباهه
كن وعورة الدرب لمشي الإجابة؛
لا أنقاض يترك هذا السفر
بل شهامة الندى التي تنطس عينيك،
يا بخيل الوجود
يا مياه عطش القيلولة،
ما الذي يُغري اللذةَ باحتساء سفرك؟
يا تخويف اليفاعة من مستقبلها،
يا مشع الخيوط وصنوها
محكمٌ وقواكَ ساقية العتبات عند إيابها.