26-يونيو-2024
نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي

(Getty) خطاب سابق لـ نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي

وجهت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة طلبًا جماعيا إلى الكونغرس الأميركي لسحب الدعوة الموجهة لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإلقاء خطاب أمامه في الرابع والعشرين من تموز/يوليو المقبل، بدعوى أنه لا يمثلهم.

ونُشر المقال الذي تضمن الطلب في صحيفة نيويورك تايمز باسم كلّ من رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم الإنسانية ديفيد هاريل، ومدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق تامير باردو، والمديرة السابقة لقسم المهام الخاصة في مكتب المدعي العام الإسرائيلي تاليا ساسون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وعالم الأحياء الإسرائيلي آرون تشيشانوفر، والروائي وكاتب المقالات ديفيد غروسمان.

واستهل الموقعون مقالهم بالقول: "عادة، نحن الإسرائيليين نعتبر هذه الدعوة اعترافًا بالقيم المشتركة بين بلدينا، وبادرة ترحيب من أقرب أصدقائنا وحلفائنا، الذي ندين له بشدة وأخلاقيًا. لكن الكونغرس اقترف خطأً فادحا".

واعتبر المقال أن ظهور نتنياهو في واشنطن "لن يمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيكون بمثابة مكافأة لسلوكه الفاضح والمدمّر تجاه بلدنا".

دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس كان ينبغي أن تكون مشروطة بالخروج بخطة لإنهاء الحرب في غزة وتأمين حرية المحتجزين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل

وأكد الموقعون على المقال بأن نتنياهو يدفع إسرائيل نحو الهاوية بسرعة مثيرة للقلق، "إلى الحدّ الذي قد يجعلنا نخسر في نهاية المطاف البلد الذي نحبه"، حسب قولهم.

كما شدد كاتبو المقال على أن نتنياهو "فشل لغاية اليوم في الخروج بخطة لإنهاء الحرب في غزة، وعجز عن تأمين حرية العشرات من المحتجزين". معتبرين أن "دعوة الكونغرس، على أقل تقدير، كان ينبغي أن تكون مشروطة بحل هاتين القضيتين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل".

وأشار المقال إلى أن نتنياهو "يشكل العقبة الرئيسية أمام تشكيل تحالف إقليمي أوسع، ووضع تصوّر لحلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع رفضه مرارًا وتكرارًا خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لإبعاد حركة حماس عن السلطة في غزة، من خلال إنشاء قوة لحفظ السلام".

كما بين موقعو المقال أن شريحةً واسعة من الإسرائيليين فقدت ثقتها في حكومة نتنياهو، "الذي يتشبث بالسلطة بفضل الغالبية البرلمانية الهشة، التي تتجاهل المحنة التي يعيشها عشرات آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد هجوم حماس وفي الشمال جراء هجمات حزب الله في لبنان، وعائلات الرهائن، التي تشكل قوة عاتية في إسرائيل الآن"، وفق قولهم.

يذكر أنّ هذا المقال الجماعي تزامن مع توترٍ في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، حدث على إثر مهاجمة نتنياهو في مقطع مسجل، إدارة بايدن التي اتهمها بمواصلة حجب أسلحة وذخائر عن إسرائيل، وهو الأمر الذي أثار ضدّه غضب الإدارة الأميركية، حيث وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي تصريحات نتنياهو بأنها "مهينة".

كما ألغت واشنطن على إثر ذلك الخطاب اجتماعًا كان مقررًا عقده بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين حول إيران، قبل أن تتراجع عن ذلك، حيث نقل موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الأربعاء، عن 5 مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن "واشنطن وتل أبيب اتفقتا على عقد اجتماع مشترك بشأن إيران في تموز/يوليو المقبل".

وفي الوقت الذي حاول فيه مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن، يوآف غالانت، رأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها، أصر نتنياهو على أن تسجيله كان "خطوةً ضرورية لإتاحة تدفق السلاح" وفق تعبيره.

مضيفًا: "كنت أتوقع أنّ الأمر سيكون مرتبطًا بهجمات شخصية عليّ من الداخل والخارج، لكنني مستعد للتعرّض لهجمات شخصية في سبيل أمن إسرائيل، وبصفتي رئيسًا للحكومة فإنّ من واجبي بذل كل ما في وسعي من أجل ضمان امتلاك المقاتلين الوسائل القتالية الأفضل" حسب زعمه.