09-سبتمبر-2024
نقل محمود الهمص صور معاناة الفلسطينيين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي (AFP)

(AFP) نقل محمود الهمص صور معاناة الفلسطينيين في غزة جراء العدوان الإسرائيل

فاز المصور الفلسطيني محمود الهمص بالجائزة الذهبية للأخبار "Visa d’Or News" في مهرجان "Visa pour l'Image"، الذي نظم في مدينة بربنيون بفرنسا، وذلك عن تغطيته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفور الإعلان عن نيله الجائزة التي تعد أعرق جائزة للمصورين الصحافيين في العالم، كتب الهمص في صفحته على منصة "فيسبوك": "فزت اليوم بجائزة فيزا بور ليماج الجائزة الكبري للصحافة (الفيزا دور) في فرنسا عن مجموعة صور متسلسلة لتغطية الحرب على غزة. نسأل الله أن نكون قد ساهمنا بنقل الصورة ومعاناة شعبنا للعالم ونسأل الله أن يكون عملًا محركًا لتضامن أكبر مع شعبنا ".

ولم يتمكن الهمص، الذي يعمل مصورًا مع وكالة "فرانس برس" وغادر غزة منذ عدة أشهر، من حضور حفل تسليم الجائزة بسبب تأخر إصدار تأشيرة الدخول، لكن من المتوقع أن يزور الصحفي الفلسطيني فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لما أكده المعاون في رئاسة تحرير وكالة "فرانس برس"، ستيفان آرنو، الذي تسلم الجائزة نيابة عنه. 

نسأل الله أن نكون قد ساهمنا بنقل الصورة ومعاناة شعبنا للعالم ونسأل الله أن يكون عملًا محركًا لتضامن أكبر مع شعبنا

وقال المصور الفلسطيني، خلال مقابلة عبر الفيديو مع مؤسس المهرجان، جان فرانسوا لوروا، وتم عرضها أثناء حفل تسليم الجائزة: "آمل أن توصل الصور التي نلتقطها رسالة واضحة للعالم، وهي أن هذه الحرب والمعاناة الناجمة عنها يجب أن تتوقف".

وأضاف: "أمضيت طفولتي في غزة، وخلال 23 عامًا من التصوير الصحفي، عايشت كل الحروب والنزاعات"، وتابع: "لكن هذه الحرب مختلفة وغير مسبوقة منذ اليوم الأول"، لافتًا إلى أنه وزملائه واجهوا: "وضعًا معقدًا للغاية، بدون أي خطوط حمر أو حماية. استُهدفت مكاتب الصحفيين، الذين من المفترض أن يُحترموا في زمن الحرب".

وقال أيضًا: "العديد من الصحفيين قتلوا وأصيب آخرون، وفقدت شخصيًا العديد من الأصدقاء والأحباء. ومع ذلك، فإننا كافحنا للحفاظ على سلامة عائلاتنا. ورغم الخطر الدائم، فإني واصلت تغطية النزاع لأنها رسالتي، وهي الرسالة التي اخترتها عندما اخترت الصحافة كمهنة".

وتابع: "حافظت على هدوئي من أجل عائلتي ولإتمام مهمتي حتى اللحظة الأخيرة. وآمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة إلى العالم مفادها أن هذه الحرب ومعاناة الناس بسببها يجب أن تنتهي".

من جهته، قال نائب مدير الأخبار في "وكالة فرانس برس"، إيريك بَرادا، المسؤول عن قسم التصوير: "قام محمود وزملاؤه الصحافيون والمصورون في وكالة فرانس برس في قطاع غزة بعمل استثنائي على جميع الأصعدة، رغم الظروف الصعبة التي عاشوها مع عائلاتهم وأحبائهم. إنه عمل مذهل من جميع النواحي، ويصعب تصديقه. وستبقى شهاداتهم خالدة في التاريخ".

واعتمدت وكالة "فرانس برس" على الصحافيين العاملين في مكتبها بغزة لتغطية العدوان منذ انطلاقه.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض مبنى مكتب الوكالة، الذي كان قد أخلي قبل بضعة أيام، لقصف من قبل دبابة إسرائيلية، وفقًا لتحقيق أجرته الوكالة وعدد من وسائل الإعلام الدولية. 

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، عبّر صحافيو وكالة "فرانس برس" عن تضامنهم مع زملائهم في قطاع غزة، مطالبين من السلطات الإسرائيلية تأمين أمنهم والسماح لهم بمغادرة القطاع لحماية أنفسهم.

وفي مقر الوكالة الرئيسي في باريس وفي عدد من المكاتب في أنحاء العالم، حمل صحافيون بشكل رمزي صور زملائهم التسعة في غزة، في مبادرة نظمتها إدارة الوكالة بالتنسيق مع النقابات وجمعية الصحافيين.

يذكر أنه سبق لمحمود الهمص أن فاز بجوائز عدة، منها الجائزة الأولى في فئة "القصة الإخبارية" لتغطيته الحرب على غزة في الدورة العاشرة لجوائز إسطنبول للصور، التي نظمتها وكالة أنباء "الأناضول"، في نيسان/أبريل 2024.

كما نال في عام 2018 الجائزة الأولى لمراسلي الحرب في الدورة الخامسة والعشرين من جائزة "بايو – كالفادوس" عن صورة للمتظاهر الفلسطيني صابر الأشقر وهو يرشق حجارة خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال مسيرة العودة الكبرى، على السياج الفاصل بين القطاع ومستوطنات غلاف غزة، وحصلت هذه الصورة على جائزة "فارين" الدولية للصورة في كانون الأول/ديسمبر 2018.