لا يحفظُ من الأغنياتِ إلا أغنيات الحلي
لكن مؤكدًا يا جامِعَ ألم الريح في قبضةِ زمانك
أنه مثلما يموت
الأولياء الصالحين
وعاملوا حانات السعدون
مثلما ماتَ
شكّار شاحوذ بائع مصقول طفولتِنا
سيموتُ الناس جميعًا وسعدي الحلي
لذا لا تقل:
"للأب في أغلاطهِ شؤون"
كل ما نحب يموت
كل ما نحب يوضع في قالب تأجيل اللحظة المقبلة
لكن في غنائك موروثه الممتد من الجسرِ
حتى آخر أيقاع الليل
تَحضر روحه من بابل.. إلى حي "الطعس"
لذا غنِّ.
إلى الأشياء التي لا تساعدني على نسيانِ
أيّامنا
أهدي الفصل الأول من حياتي،
للأشياء التي لا تساعدني على نسيانِ
الذهاب إلى المستنقع وتلطيخ قمصانًا من تعب أبوينا بالطين
أهدي ثلث حياتي،
إلى الأشياء التي أبكتنا مرةً أخرى
إلى محاولتنا بالفرارِ من العالمِ
لراحةِ يديّ أمي
أهدي عمري.
نفهم الحياة غدًا.. لا يهم نحبها أو لا نحبها
أقبِّل بزجاجاتِ عرقكِ
لنشرب
فكرة من أختار لنا اسماءنا
ونركض بطفولتنا
وراء كرة الأيّام المصنوعةِ من اللهو
ومثل قطٍ ينسى دائمًا النقص الذي في ذيله
أسمع ما أقول:
أن الحياة التي نحاول فهمها
رجلٌ يقترب لكنه لن يصل
لن يلمس شيئًا.
مثلك لا يموت ولا يحيا
يبقى معلقًا
بين اللوعةِ وماذا يَفعل بعد اللوعة.
ولنفترض مثلًا أنك مت
سأكتب عنك شعرًا بأدواتٍ جديدة
ولنفترض أنني مت
أنت لا تملك فلسفة القصيدة
ولكن هلّا قدمتَ لي معروفًا
وسألتني: لماذا لم تبق معلقًا
لماذا لم يصلح غيابك النقص
في ذيلِ القط.
تلازمني كلمة شاطئ في كل مرةٍ أكتب فيها
حاولت لفظ مفردة مكنسة
ولكن الشاطئ في فمي يشغلُ مساحةً أكبر
هكذا تفيض الإجابة عن حياتي
كلما سألني عمر سعد ماذا نصنع بحياةٍ لم نطلبها من أحد؟!
*
سيأتي
يوم بلا مرحٍ أو جموح يصيرُ فيه غيابك
نقصٌ
لتخريب هذهِ القصيدة لا أكثر
فمثلك لا يموت ولا يحيا
يبقى معلقًا
في لوعتهِ.