أعلن وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، أن "الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة"، وذلك غداة تفجيرات واسعة النطاق طالت أجهزة اتصالات اللاسلكي في لبنان في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وذلك بعد وقت قصير من تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة".
وشهدت مناطق مختلفة في لبنان سلسلة انفجارات استهدفت أجهزة اللاسلكي من طراز "بيجر" و"إيكوم"، يومي الثلاثاء والأربعاء ، وبحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية، فإن الانفجارات أسفرت عن سقوط 37 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 2931 بجروح، واتهمت الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال، بالإضافة إلى "حزب الله، وقوف حكومة الاحتلال وراء هذه التفجيرات.
"حزب الله" يتوعد بـ"حساب عسير"
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن غالانت قوله خلال اجتماع مع قادة عسكريين وأمنيين كبار، بينهم رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، أمس الخميس، إن "هذه مرحلة جديدة من الحرب، فيها فرص كبيرة، لكنها تنطوي أيضًا على مخاطر كبيرة".
أعلن وزير الأمن في حكومة الاحتلال، أن "الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة"، وذلك بعد وقت قصير من تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله"، أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة"
وأوضح غالانت: "أجرينا سلسلة من المناقشات المهمة خلال الأيام الأخيرة، وبناءً على ذلك فإن العمليات العسكرية على الحدود الشمالية (مع لبنان) مستمرة"، مضيفًا "حزب الله يشعر بالغضب (جراء تفجيرات أجهزة اللاسلكي)، وسنستمر في عملياتنا العسكرية".
وأعاد غالانت التأكيد أن هدف "إسرائيل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، ومع مرور الوقت سيدفع حزب الله ثمنًا متزايدًا"، وفق تعبيره، وتقول وسائل إعلام عبرية، إنه جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
تصريحات غالانت جاءت عقب كلمة لأمين عام "حزب الله"، وصف فيها تفجير أجهزة اللاسلكي، بأنه "عملية إرهابية كبرى، أو إبادة جماعية، أو جرائم حرب، أو إعلان حرب، يمكن أن نسميه أي شيء، ونحن سنسميه مجزرتي الثلاثاء والأربعاء"، مشيرًا إلى أن الحزب توصل لنتائج شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات، لكنه ينتظر التأكد الكامل قبل إعلانها.
وأقر نصر الله بأن الحزب تلقى "ضربة كبيرة وقاسية أمنيًا وإنسانيًا" عبر هذه التفجيرات، واصفًا إياها بأنها "غير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان، وكذلك غير مسبوقة على مستوى لبنان والصراع مع العدو الصهيوني"، مؤكدًا أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة"، وأن حكومة الاحتلال لن تستطيع "إعادة سكان شمال إسرائيل مهما فعلتم، وهذا تحدٍ، والطريق الوحيد هو وقف العدوان على غزة والضفة الغربية".
وفي تعليقه على التقارير التي تحدثت عن مناقشة جيش الاحتلال حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية، قال نصر الله: "إذا أقمتم حزامًا أمنيًا داخل الأراضي اللبنانية فسيتحول هذا الحزام إلى كمين وجهنم بالنسبة لكم"، وتابع متوعدًا الاحتلال الإسرائيلي بـ"قصاص عادل وحساب عسير"، ردًا على تفجير أجهزة اللاسلكي، مشيرًا إلى أن "حزب الله" هو من سيحدد زمان ومكان وطبيعة الرد.
تضرر 300 منزل في مستوطنة "المطلة"
إلى ذلك، أعلن "حزب الله"، أنه شن 17 هجومًا على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل، اليوم الجمعة، وهو ما يشكل أكبر عدد هجمات يشنه الحزب ضد "إسرائيل" منذ 98 يومًا، ورابع أكبر معدل هجمات منذ الثامن تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، أمس الخميس، عن مقتل قائد سرية لوجستية في الكتيبة 299 التابعة للواء 300 "برعام" الإقليمي، بالإضافة إلى مقتل من الكتيبة 51 في لواء جولاني، فضلًا عن إصابة تسعة جنود آخرين، جراء تعرضهم لهجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة من قبل "حزب الله".
#لبنان | وصل عدد ضحايا تفجيرات الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها "حزب الله" إلى 32 شهيدًا والجرحى إلى 3250 مصابًا في ظل توقعات بتزايد الأعداد الأيام المقبلة. pic.twitter.com/3y59qBvTW5
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 19, 2024
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية، أمس الخميس، أن جيش الاحتلال شن عشرات الغارات في جنوب لبنان في تكثيف كبير للقصف، وبحسب وسائل إعلام عبرية، هاجم جيش الاحتلال 70 هدفًا في 20 دقيقة جنوبي لبنان.
إلى ذلك، أفادت صحفية "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، بأن "تقديرات الأضرار تشير إلى أن 50 منزلًا في المطلة (بالجليل الأعلى شمال الأراضي المحتلة) تضررت مساء الخميس"، وأضافت أن "300 منزل تضررت بمستوطنة المطلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر نتيجة الهجمات من لبنان، وهو ما يعادل نصف منازلها (المطلة)".
ونشرت الصحيفة العبرية عددًا من الصور للمنازل التي تضررت بصورة كبيرة، مشيرة إلى أنه "لم يحدث مثل هذا الضرر من قبل"، وأوضحت أن "الصواريخ الثقيلة ضربت وسط البلدة، ودمرت منازل بالكامل وانهارت وأصيبت بأضرار جسيمة، وبدت وكأنها في يوم ما بعد عاصفة".
وفي تطور جديد على الحدود الجنوبية للبنان، تحدثت معلومات عن أسر جيش الاحتلال لجثماني شهيدين من "حزب الله" اليوم الجمعة، لكن مصدر في الحزب قال لـ"العربي الجديد"، إن "ما صدر من أنباء حتى الساعة هو مرتبط بما يقوله إعلام الاحتلال. نحن نتابع الموضوع، وسنصدر بيانًا بهذا الشأن عندما تحسم الأمور".
وكان جيش الاحتلال قد قال في بيان، أمس الخميس، إنه "خلال نهاية الأسبوع، سينفذ الجيش الإسرائيلي أنشطة في مناطق التدريب (مناطق النار) في المنطقة الشمالية"، وشدد على أن "الدخول إلى مناطق التدريب محظور ويشكل خطرًا على الحياة ويضر بنشاط القوات".
مخاوف من اجتياح إسرائيلي لجنوب لبنان
في تعليقه على خطاب نصر الله، والتوتر المتصاعد بين "حزب الله" وحكومة الاحتلال، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، أن الجانبين "يدركان التكلفة الباهظة للحرب، مما يزيد من حذرهم في اتخاذ القرارات"، مشيرًا إلى أنه "إذا كانت إسرائيل تأمل من خلال هذا التحرك في قطع العلاقة بين غزة ولبنان، يتضح من خطاب نصر الله العلني على الأقل، أنها حققت نتيجة عكسية".
وأظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نُشر في صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، أن 60 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن على "إسرائيل" شن هجوم استباقي ضد "حزب الله" حتى لو كان ثمن ذلك توسيع الحرب، فيما يرى 20 بالمئة أن هذه الخطوة خاطئة، بحسب موقع "عرب 48".
ووفقًا لمسؤولين عرب تحدثوا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن العديد من الدول العربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة أعربوا عن خشيتهم من اجتياح إسرائيلي محتمل لجنوب لبنان، وأضافوا أن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيثُ سادت مخاوف خلال الفترة الماضية بتحول حرب شاملة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي إلى حرب إقليمية في المنطقة.
#تقرير | إسرائيل زودت حزب الله بأجهزة "البيجر" المفخخة عن طريق شركة وهمية. pic.twitter.com/tt4geRqsq4
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 19, 2024
وقال موقع "أكسيوس"، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ألغى زيارته إلى "إسرائيل" التي كانت مقررة مطلع الأسبوع المقبل، ونقل عن مصدر مطلع، أن إلغاء الزيارة "كان نتيجة لتوترات في المنطقة، واعتبارات تتعلق بجداول بعض القادة في المنطقة"، وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، كان من المقرر أن يزور أوستن دولة قطر، والسعودية.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل مع جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.
ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.