أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن لدى بلاده القدرة التقنية على صناعة القنبلة النووية، لكن هذا البرنامج ليس على أجندة عملها. وشدد إسلامي في مقابلة نشرتها اليوم الاثنين وكالة فارس للأنباء على "عدم وجود أيّ خلل في التعامل بين منظمة الطاقة النووية الايرانية والوكالة الدولية"، مضيفًا أن "كل القدرات والبرنامج النووي الإيراني تحت إشراف الوكالة".
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن لدى بلاده القدرة التقنية على صناعة القنبلة النووية ولكن هذا البرنامج ليس على أجندة عملها
وأكد المسؤول الإيراني أن "إيران قد أطفأت جميع كاميرات المراقبة التابعة للاتفاق النووي، لكي لا يكرر الطرف المقابل اتهاماته الواهية لنا المبنية على الادعاءات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "إيران لن تشغّل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أزالتها في حزيران/يونيو حتى يتمّ إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015"، نافيًا وجود أي "أنشطة سرية في البرنامج النووي الإيراني، إذ إن تخصيب اليورانيوم لا يجري من دون تنسيق مع الوكالة الدولية". يذكر أن رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي قد كشف في لقاء سابق عن أن لدى بلاده القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكنه أكد بأن لا قرار في بلاده لصنع واحدة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها درست المقترحات التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي إنه من "الممكن أن نتوصل إلى نتيجة تتعلق بموعد المفاوضات في المستقبل القريب"، معلنًا ترحيب بلاده بأي مبادرة تساعد على التوصل إلى اتفاق.
وتحدث كنعاني عن أن "إيران أبلغت الجانب الأوروبي بوجهة نظرها"، مضيفًا أنه "خلال الأيام الماضية تبادلنا بشكل جاد رسائل بشأن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع المنسق الأوروبي، إنريكي مورا"، في إشارة إلى المقترح الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وأكد كنعاني "وجود تحركات وجهود لأطراف أخرى أيضًا". هذا وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده "لطالما قدمت المبادرات خلال المفاوضات"، معتبرًا "عملية التفاوض هي الطريق المنطقي والمعقول للتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام يضمن منافع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار الاتفاق النووي وخاصة المنافع الاقتصادية".
من جانبه، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أمس الأحد إن "بلاده قدمت مقترحاتها الجوهرية والشكلية من أجل التوصل إلى ختام سريع لمفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي". ونشر كبير المفاوضين الايرانيين تغريدة على تويتر كتب فيها "قدمنا أفكارنا المقترحة من حيث الجوهر والشكل لتمهيد الطريق أمام ختام سريع لمفاوضات فيينا، التي تهدف إلى إصلاح الوضع المعقد والضار الناجم عن الانسحاب الأمريكي الأحادي وغير القانوني". وأضاف كني "نعمل على كثب مع شركائنا في خطة العمل المشتركة الشاملة، وخصوصًا المنسق الأوروبي، لمنح الولايات المتحدة فرصة أخرى لإظهار حسن النيات والتصرف على نحو مسؤول"، مشيرًا إلى أن "طهران ردت على اقتراح جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي"، ومؤكدًا أن "إيران مستعدة لاختتام المفاوضات في وقت قصير إن كان الطرف الآخر مستعدًا للأمر ذاته".
وكان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد كشف الأسبوع الماضي أنه قدّم مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعا الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب أزمة خطيرة. وكتب بوريل في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "النص ليس اتفاقًا مثاليًا"، لكنه "يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكنًا بصفتي وسيطًا في المفاوضات". وأشار بوريل إلى أن "الحل المقترح يتناول كل العناصر الأساسية ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
كان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد كشف الأسبوع الماضي أنه قدّم مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني
يشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة حول إحياء الاتفاق النووي في فيينا قد تم تعليقها في آذار/مارس الماضي بسبب تباين الآراء بين واشنطن وطهران حول عدد من النقاط الخلافية، ولم يستطع الوسطاء الأوروبيون تقريب وجهات النظر، ليعود الجانبان مرة أخرى نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي لإجراء مباحثات غير مباشرة في الدوحة لكن من دون تحقيق اختراق أو ردم للهوة بين الجانبين.