الترا صوت – فريق التحرير
في اجتماع المجلس الأمني المصغر لدولة الاحتلال اقترح جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" على القيادة السياسية الإسرائيلية إقامة مسيرة الأعلام في ساحة حائط البراق بالقدس المحتلة. واجتمع المجلس الأمني المصغر اليوم الثلاثاء، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، لاتخاد قرار بشأن إقامة المسيرة التي دعت إليها منظمات يهودية من جماعة الصهيونية الدينية الخميس المقبل.
في اجتماع المجلس الأمني المصغر لدولة الاحتلال اقترح جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" على القيادة السياسية الإسرائيلية إقامة مسيرة الأعلام في ساحة حائط البراق بالقدس المحتلة
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد طالب بإلغاء المسيرة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخل على الخط مطالبًا المفتش العام للشرطة بتقديم بدائل وتحديد موعد ومسار آخرين لمسيرة الأعلام، وذلك في الوقت الذي أصبح فيه نتنياهو مهددًا بالإزاحة من منصبه رئيسًا للوزراء.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاملت إدارة بايدن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟
من جهتها، رفضت جماعات يمينية متطرفة فكرة المسار البديل وهددت بتنظيم مسيرة مصغرة تمر من داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة. وقد اعتبر زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش قرار الشرطة بتغير مسار مسيرة الأعلام "رضوخًا واستسلامًا" لما سماه الإرهاب وتهديدات حركة حماس.
وفي ذات السياق "هدد عضو الكنيست إيتمار بن غفير عضو حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك " قائلًا بأنه يتمتع بحصانة برلمانية ولا يوجد أي قانون يفرض عليه أن ينسق ذلك مع الشرطة الإسرائيلية.
وتعتزم منظمات يهودية من تيار الصهيونية الدينية تكرار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس القديمة وباب العمود، ويتزامن إعلانها مع حملة انتهاكات تقودها سلطات الاحتلال داخل الخط الأخضر والقدس المحتلة ومدن الضفة الغربية، أدت إلى اعتقال عشرات النشطاء بينهم منى الكرد وشقيقها ومراسلة الجزيرة جيفارا البديري قبل أن تطلق قوات الاحتلال سراحهم تحت ضغط الشارع، وتُنذر هذه الاستفزازات بحسب بعض المصادر بانفجار الأوضاع من جديد.
وبحسب وكالات إعلام إسرائيلية فقد دعت المنظمات اليهودية المستوطنين إلى التجمع في القدس يوم الخميس المقبل للتجول ورفع الأعلام مع أداء بقية الممارسات المصاحبة لهذا النشاط من غناء ورقص "فوق أرض صهيون" على حد تعبيرها. وكان من المقرر أن تنطلق فعاليات النشاط من باب العمود، ثم يتجه حشد المستوطنين بعدها صوب باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى، حيث حائط البراق مرورًا بالبلدة القديمة، ومحيط المسجد الأقصى وأبوابه وصولًا إلى ساحة البراق.
ودرج المستوطنون أثناء هذا النشاط على ترديد هتافات عنصرية ضد العرب، وشتائم نابية ضد النبي محمد. وجاء في بيان للتنظيمات اليهودية الاستيطانية التي دعت للمسيرة ما نصّه: "نطالب بتوحيد القدس للأبد. نعود للسير في شوارع القدس، وفي روش مروم مع الأعلام الإسرائيلية، نغنّي ونرقص لأرض صهيون والقدس".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، قد طالب بإلغاء "مسيرة الأعلام" الاستفزازية على إثر التهديدات والتحذيرات التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وجاء في بيان صادر عن مكتب غانتس أنه "بعدما استمع إلى تقدير الموقف الأمني والجهود العملياتيّة المطلوبة من الجيش والشرطة، خلص الوزير إلى الطلب بألا تجري "مسيرة الأعلام" في القدس بالخطة التي توجب جهدًت أمنيًا خاصًا، ومن الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية".
وإن كانت سلطات الاحتلال قد دأبت سنويًا على حماية هذه الفعاليات واتخاذ "إجراءات عنصرية مشددة تطال آلاف المقدسيين داخل أسوار البلدة القديمة، ومحيط المسجد الأقصى، بحيث تعيق حركة تنقلهم، بالإضافة إلى استفزازات المستوطنين والاعتداء على الممتلكات".
هذا وحذّر نائب محافظ القدس عبد الله صيام من المسيرة، لافتًا إلى أنها قد تدفع إلى انفجار جديد في المدينة. وقال صيام في حديث صحفي: "هذه المسيرات هي استكمال لتلك التي تم التخطيط لها في الثامن والعشرين من رمضان، ودفاع المقدسيين عن مقدساتهم مرتبط بعقيدتهم وليس بمدة زمنية معينة".
بدورها حذّرت حركة حماس من مغبة ما وصفتها بـ"الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس"، وذلك بالسماح من جديد لما يُسمى "مسيرة الأعلام" بالمرور عبر باب العامود. وفي هذا الصدد قال الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة في تصريح صحفي، "إن خطوة الاحتلال هذه تأتي بهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب يوم نسفت مقاومة شعبنا الباسلة في الضفة والقدس والداخل وفي مقدمتها صواريخ المقاومة من غزة العزة والبطولة عليهم كبرهم، وأدخلتهم الملاجئ بعد أن كانوا يخططون لتدنيس المسجد الأقصى يومها بآلاف من مستوطنيهم".
كان من المفترض أن تنظم مسيرة الأعلام في ال 28 من شهر رمضان الماضي الموافق 10 أيار/مايو، لكن قصف المقاومة لأهداف في مدينة القدس قبل موعد المسيرة أدى لهروب المستوطنين
يُذكر أنه كان من المفترض أن تنظم مسيرة الأعلام في ال 28 من شهر رمضان الماضي الموافق 10 أيار/مايو، لكن قصف المقاومة لأهداف في مدينة القدس قبل موعد المسيرة أدى لهروب المستوطنين إلى الملاجئ وإلغاء المسيرة.