تميز بعض أبرز مشاهير قراء القرآن في اليمن قديمًا، بتأسيسهم لمدارس خاصة في تلاوة القرآن في العالم الإسلامي، غير أنهم مع ذلك لم يحظوا بشهرة واسعة خارج نطاق بلادهم. ومن هؤلاء على سبيل المثال شيخ القراءات السبع، الفقيه الحافظ محمد حسين عامر والقارئ محمد حسين القريطي والشيخ حسن بن علي العريض.
تعد اليمن من بين أبرز الدول الإسلامية التي خرجت قراء متمكنين، وإن لم يحظوا بالشهرة الواسعة التي حظي بها غيرهم
وتعدت شهرة البعض الآخر اليمن وصولًا إلى كافة مناطق العالم الإسلامي، دون أن يعرف عشاقهم أن أصولهم تعود لليمن، مثل الشيخ علي عبدالله جابر، والذي كان إمامًا بالمسجد الحرام في مكة، والقارئ فارس عباد.
وبالجملة فإن اليمن من أبرز الدول الإسلامية في إخراج القراء المتمكنين، كما المنشدين. ويعيش بعض من ما يزال منهم على قيد الحياة، ولا يزال مقيمًا في اليمن، ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة، جراء استمرار الحرب التي تدخل عامها الرابع في البلاد، مثل الشيخ الحافظ يحيى الحليلي، وغيره من القراء.
القراء القدامى
من أشهر القراء القدامى، القارئ محمد حسين القريطي الذي ولد في صنعاء عام 1922. وارتبط صوته بشهر رمضان، حيث كانت إذاعة صنعاء في عهد المملكة اليمنية المتوكلية، تبث تلاواته. واستمرت حتى اندلاع ثورة 26 أيلول/سبتمبر 1962.
وفي العهد الجمهوري لليمن، كانت القناة الأولى بالتلفزيون اليمني تبث تلاواته بانتظام قبيل صلاتي الفجر والمغرب طيلة سنوات عديدة، حتى ارتبط صوت القريطي في أذهان اليمنيين بشهر رمضان.
ومن مشاهير القراء في ذلك الحين أيضًا الشيخ أحمد محبوب، والذي حفظ القرآن كاملًا في سن صغيرة. وكان من أشهر القراء في عصره، وتفرد بصوته الجهوري.
تعرض الشيخ محبوب للاعتقال من قبل النظام الإمامي في اليمن على خلفيه نشاطه الثوري بعد فشل الثورة الدستورية عام 1948، فمكث في السجن سنين عديدة. ثم بعد نجاح ثورة 1962، عُين في مناصب سياسية عديدة، كان آخرها رئيسًا في مكتب التوجيه والإرشاد بوزارة الأوقاف اليمنية، حتى توفي في الثالث من آذار/مارس 1995.
ومن أعلام المقرئين في اليمن، الشيخ محمد حسين عامر، مؤسس مدرسة "القراءة اليمنية الحديثة للقرآن الكريم". عاصر محمد حسين عامر كبار القراء في العالم الإسلامي مثل الشيخ محمود خليل الحصري، والذي قال عنه "هو أقرأنا لكتاب الله".
ولد الشيخ محمد حسين عامر عام 1938 في قرية الظواهرة بمحافظة ذمار، وفيها نشأ. حفظ أجزاءً من القرآن على يد والده، كما درس فترة زمنية في المدرسة الشمسية، قبل أن ينتقل إلى مدينة صنعاء، ودرس في جامعها الكبير وكذا في دار العلوم العليا.
وفي خمسينات القرن المنصرم، بثت إذاعة صنعاء تلاوات الشيخ عامر لأول مرة، بعدها تناقلت إذاعات كل من عدن وتعز والحديدة قراءاته، وحينها عمت شهرة الشيخ محمد حسين عامر كافة المناطق اليمنية.
كان الشيخ عامر منشدًا أيضًا، وله العديد من التواشيح والأناشيد المسجلة. وقد عرف عنه زهده، حتى قال عنه صديقه الشيخ لطف الجوزي لـ"الترا صوت": "كان رحمه الله متعففًا عن ملذات الدنيا رغم تقرب الحكام والقادة السياسيين منه. من الصعب اليوم أن نجد زاهدًا كالشيخ عامر في عصرنا هذا".
قراء مخضرمون
ومن بين أبرز قراء اليمن المخضرمين، الشيخ يحيى أحمد محمد الحليلي، وهو اليوم شيخ المقارئ اليمنية. في صباه، درس في الجامع الكبير بصنعاء على يد الشيخ محمد حسين عامر والشيخ حسن باصهيب.
يقول الشيخ لـ"الترا صوت": "كان والدي يحرص على أن أحفظ القرآن. كان يعلمني ذلك، وبدوري أردد ما حفظته عند مشايخي في الجامع الكبير بصنعاء. وقد تعلمت حفظ القرآن بالقراءات السبع وبالروايات المختلفة".
وللحليلي الفضل في تأسيس مئات حلقات القرآن في المناطق الشمالية باليمن، كما أن له الدور الكبير في تعليم العديد من المكفوفين القرآن.
وساهم الحليلي في تخريج آلاف القراء في اليمن والوطن العربي عبر جمعيات ومعاهد القرآن داخل اليمن، وبترأسه عدة لجان تحكيم في مسابقات محلية ودولية.
قراء خارج اليمن
غادر عشرات من القراء اليمنيين بلادهم إلى دول الخليج خاصة، وزاد عدد المغادرين بعد الحرب. وقد لمع نجم بعضهم وذاع صيته بشكل كبير، بعد أن تداولت تلاواتهم عبر العديد من المحطات الفضائية والإذاعية، وحتى على مواقع الإنترنت.
ومن أعلام المقرئين في اليمن، الشيخ محمد حسين عامر، وكان منشدًا أيضًا. وقد قال عنه الشيخ الحصري: "هو أقرأنا لكتاب الله"
ومن بين أبرز هؤلاء القراء: علي بن عبدالله علي جابر، وعبدالله بصفر، وشيخ أبوبكر الشاطري، وثلاثتهم من محافظة حضرموت. وهناك أيضًا إدريس بن محمد أبكر وأحمد المصباحي من محافظة ذمار، وفارس عبدالرحمن عباد من محافظة إب.