16-سبتمبر-2024
الاقتصاد الروسي

(Getty) روسيا تبسط هيمنتها المالية على شرقي أوكرانيا

سلّطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على السيطرة المالية لروسيا على شرقي أوكرانيا عبر قيام البنوك الروسية الكبيرة بفتح فروعٍ لها هناك، وذلك في الوقت الذي تعمل فيه موسكو على تعزيز قبضتها على المناطق التي سيطرت عليها.

وتؤكد الصحيفة البريطانية أنّ الكرملين شجّع الشركات على دخول المناطق الأوكرانية التي تمت السيطرة عليها مع اندلاع الحرب مع أوكرانيا عام 2022.

وتلاحظ الصحيفة أنه: "في حين لا تزال العديد من العلامات التجارية تتجنب هذه المناطق خوفًا من العقوبات الغربية ومخاطر إدارة الأعمال في منطقة حرب، فإنّ أكبر بنوك الدولة في روسيا مثل: سبيربنك وفي تي بي، بدأت في الاستجابة لدعوة إدارة الكرملين".

ونقلت "فايننشال تايمز" عن بنك "سبيربنك"، الذي خضع لعقوبات غربية عام 2022، قوله إنه افتتح 130 ماكينة صرف آلي و48 موقعًا في ما تصفه موسكو بـ"مناطقها الجديدة" في شرق وجنوب أوكرانيا، إضافةً إلى فروع كاملة. وأضاف البنك الروسي أنه خدم بالفعل ما يقرب من 70 ألف شخص ويخطط لتوسيع أعماله في هذه المناطق.

حثّ الكرملين البنوك والمؤسسات المالية والتجارية في روسيا على العمل في مناطق سيطرة روسيا شرقي أوكرانيا 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا الشركات الحكومية الروسية هذا العام إلى إنشاء متاجر في المناطق الواقعة شرقي وجنوبي أوكرانيا، وقال لقادة القطاع المالي الروسي: "إنكم بحاجة إلى البدء في دخول هذه الأراضي بحماس أكبر والبدء في العمل هناك. فكل ما كنتم تخشونه من العقوبات قد حدث بالفعل. فما الذي قد تخافون منه إذن؟".

وتشمل فروع "سبيربنك" الجديدة 6 مكاتب متنقلة في ماريوبول، وهي المدينة التي دمرتها القوات الروسية بالكامل في الأشهر الأولى من الحرب، وفق الصحيفة البريطانية.

كما أعلن بنك "في تي بي" الذي يخضع هو الآخر للعقوبات منذ عام 2022- أنه سيبدأ في خدمة العملاء في مكاتب ماريوبول بحلول نهاية العام، وتم تصوير رئيسه، أندريه كوستين، وهو يفتتح أول فرع في مدينة لوغانسك الأوكرانية التي تمت السيطرة عليها.

وبحسب المسؤولين الروس، فإنّ حركية البنوك الروسية في تلك المنطقة عملية دمج اقتصادي لها في الاقتصاد الروسي. وفي هذا الصدد، تنقل وكالة أنباء "تاس" الحكومية الروسية عن أندريس كوستين قوله: "هذا ليس مجرد مكتب جديد. هذه مرحلة مهمة أخرى من عملية دمج المنطقة في اقتصاد البلاد".

وإلى وقتٍ قريب، كانت شركات التجزئة الروسية الكبرى والبنوك والشركات الأخرى حذرةً من العمل بشكل علني في مناطق مثل شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، والتي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014.

لكن من الملاحظ أنّ بنك "سبيربنك" عاد، كذلك، إلى شبه جزيرة القرم وافتتح أول مكتب له هناك العام الماضي بعد إغلاق عملياته في عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه الجزيرة.

وبدأت شركات استهلاكية أخرى في الظهور في الأراضي شرقي وجنوبي أوكرانيا، لكن معظم سلاسل التجزئة والعلامات التجارية الروسية المعروفة لا تزال حذرةً من دخول السوق هناك.

ووفقًا لبيانات مصلحة الضرائب الروسية، تم تسجيل أكثر من 2500 شركة فيما تصفه موسكو بـ"المناطق الجديدة" في عام 2023، ويُعتقد أن هذه الشركات تتألف من مزيج من الشركات التي تم إنشاؤها حديثًا والشركات التي أعيد تسجيلها أو مصادرتها.

ومنذ ذلك الحين، وجد العديد من الأوكرانيين الذين فروا من مناطق السيطرة الروسية أنّ متاجرهم قد تم الاستيلاء عليها ونقلها إلى ملاك آخرين محليين جدد أو وافدين روس، وفق ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقريرها.