03-يوليو-2024
شهد مخيم نور شمس مؤخرًا عمليات نوعية للمقاومة (منصة إكس)

شهد مخيم نور شمس مؤخرًا عمليات نوعية للمقاومة (منصة إكس)

شهدت الضفة الغربية المحتلة، مؤخرًا، ارتفاعًا في نوعية عمليات التي تنفذها المقاومة وتحققيها إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، وهو ما دفع بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى متابعة جهود المقاومة في إدخال الأسلحة إلى الضفة الغربية.

ويتخوف الاحتلال من نجاح المقاومة، في خطوة قادمة، من إدخال "العبوات القياسية"، ما قد يفرض عليه ذلك تحدّيًا كبيرًا قد لا يكون متجهزًا له.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالًا لمراسلها العسكري، آفي أشكنازي، كشف فيه عن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل "مكثف" يوميًا في جميع أنحاء الضفة الغربية، في كل مخيمات اللاجئين والتجمعات الحضرية والريفية، ضمن عمليات "جزّ العشب"، بينما يقوم مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات فلسطينية أخرى بتشكيل مجموعات مقاومة، في محاولة إلحاق الضرر بقوات الاحتلال في ما تسميها "أوكار الرعب" المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة.

شهدت الأيام الأخيرة سقوط العديد من الجنود والضباط من حيش الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة، جراء إطلاق النار عليهم أو تفجير عبوات ناسفة استهدفت مركباتهم

شهدت الأيام الأخيرة سقوط العديد من الجنود والضباط في مناطق مختلفة من الضفة، جراء إطلاق النار عليهم أو تفجير عبوات ناسفة استهدفت مركباتهم، خاصة في مخيمي جنين ونور الشمس بالقرب من طولكرم.

وخلال الأسبوع الماضي، تم استخدام عبوتين ناسفتين ضد جيش الاحتلال، مما أدى إلى خسائر "باهظة" في صفوفه، فقد قتل ضابط برتبة نقيب وجرح 16 جنديًا بمخيم جنين، كما قتل جندي وأصيب آخر جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في مخيم نور الشمس.

وبحسب أشكنازي، فإن هذا يعني أن تهديد العبوات بات مقلقًا جدًا لجيش الاحتلال، ويعيد لأذهانه تلك "الفترة العصيبة" التي تواجد فيها الجيش في جنوب لبنان في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، حيث درّب الإيرانيون مقاتلي حزب الله على استخدام العبوات الناسفة، لإلحاق الأذى بقوات الاحتلال، والتسبّب في سقوط العديد من الخسائر البشرية في صفوفه. 

ويزعم المحلل العسكري لـ"معاريف" أنّ "البصمة الإيرانية" تظهر بوضوح في الضفة الغربية، سواء عبر تدفق الوسائل القتالية أو التدريب، وبعضها يتم عبر المواقع الإلكترونية.

وقد حدّد الجيش الإسرائيلي التهديد، وتعمل قيادته الوسطى على الحدّ من قدرات المقاومين الفلسطينيين، مدعيًا أنّ "جميع الرسوم التي تم العثور عليها حتى الآن حصيلة الإنتاج الذاتي، وليست رسومًا نموذجية، لأن المواد التي تصنع منها العبوات ذات استخدام مزدوج من الأسمدة وسواها، ولهذا فإن تأثيرها مقارنة بكمية المادة المتفجرة منخفض جدًا، وأحد أجهزة الشحن الشائعة هو شاحن بالون الغاز المملوء بمواد كيميائية من أجل إحداث انفجار بقوة كبيرة".

وأوضح أشكنازي أنّ جيش الاحتلال "قام بتأسيس عقيدة قتالية في الغارات على الضفة الغربية للحفاظ على قواته أثناء العمليات، حيث قام سلاح الهندسة بتحييد عدة عبوات من خلال كشف الأرض باستخدام جرافات دي 9، وبالتالي إزالتها، كما أنه يستخدم وسائل تكنولوجية لتعطيل الترددات"، زاعمًا أنه منذ بداية حربه على غزة، اكتشف مئات العبوات الناسفة المزروعة، وفي الوقت نفسه، تم الاستيلاء على عدة مئات منها وتستخدم كحشوات تفريغ، ويعمل الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" على تحديد مواقع الذخائر، وإخراجها من الخدمة، وقد تم تفجير 50 منها.

وأشار أشكنازي أنّ "الجيش والشاباك يدركان بالفعل أن المختبرات المخصصة لتحضير العبوات الناسفة والمتفجرات تبذل جهودًا كبيرة لإدخال وسائل القتال للضفة الغربية، وهذا هو أحد أكبر التحديات التي يواجهها".

وهناك خشية في  أن تتمثل الخطوة التالية قيام إيران وتنظيمات المقاومة بإدخال "المتفجرات القياسية" كتلك المستخدمة في لبنان في مراحل سابقة، ما يجعل أحد أهداف عملياته الواسعة داخل مخيمات اللاجئين هو تدمير البنية التحتية لمختبرات المتفجرات.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه حتى الآن لم تنفجر أي من تلك العبوات الناسفة، ولكن يمكن أن يحدث ذلك في أي لحظة، وفقًا لمسؤول في القيادة المركزية،  لذا يقوم جيش الاحتلال بفحص العديد من المساحات والمباني.