أوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الحياة بشكلٍ كامل في قطاع غزة، وكان من بين ضحايا قصفه، الطلبة والأساتذة والمدارس والجامعات، إذ دمر العشرات من المؤسسات التعليمية، وحول بعضها إلى مواقع عسكرية.
كما تحولت المدارس، إلى مواقع اللجوء الأساسية في قطاع غزة، نظرًا لحالة النزوح الواسعة في القطاع، إذ تحولت المدارس إلى مراكز إيواء، فيما أفادت مصادر لـ"الترا صوت" عن تحول ما تبقى من مباني الجامعات أيضًا إلى مراكز نزوح. إذ قالت المصادر، إن جامعة القدس المفتوحة التي دمر فرعها في شمال غزة وتضرر الآخر في مدينة غزة، أصبح موقعها في مدينة رفح مركزًا للإيواء.
قام جيش الاحتلال بتدمير 103 مدرسة وألحق أضرارًا جزئية بـ309 مؤسسة تعليمية أخرى
وبحسب الحكومة الفلسطينية في غزة، قام جيش الاحتلال بتدمير 103 مدرسة وألحق أضرارًا جزئية بـ309 مؤسسة تعليمية أخرى.
وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بالمؤسسات التعليمة والتهجير الشامل للتلاميذ والطلبة، يواصل الفلسطينيون في القطاع جهودهم لتدارك الانقطاع عن الدراسة بسبب الحرب، من خلال مبادرات فردية وجماعية داخل مراكز الإيواء.
ومن بين تلك المبادرات ما قام به مركز رواد الأمل للتعليم والتدريب في دير البلح بوسط غزة، حيث قام بتأسيس برنامج لتعليم آلاف الأطفال الذين تعطل تعليمهم بسبب تضرر المدارس والقصف الإسرائيلي.
اقرأ/ي: قوارض وحشرات وأفاعي سامة.. معاناة أخرى في قلب الحرب في غزة
فيديو | رسوم متحركة للنازحين في الخيام ضمن "سينما المخيم"
فيديو | "ماما لا تقصي شعري".. الحرب تسلب الأطفال شعرهم
وتهدف مبادرة "مشروع الخيام التعليمية"، بالتعاون مع المعلمين، إلى افتتاح خيمة يطلق عليها اسم "اقرأ"، وإعداد فصول دراسية مؤقتة حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من مواصلة تعليمهم.
ويقول مدير مركز رواد الأمل للتعليم والتدريب في غزة شاكر الدرة: إنه من أطلق المشروع لتعليم الأطفال النازحين، تحت اسم "الخيم التعليمية"، داعيًا "أحرار العالم والإنسانيين" إلى دعم هذه الفكرة في جميع أنحاء القطاع.
وكشف الدرة أن حوالي 1000 طالب في أحد الملاجئ كانوا يخططون لحضور الفصول الدراسية بين الساعة 8 صباحًا حتى 5/6 مساءً.
وأضاف: "ينتظر الأطفال وأسرهم منذ الصباح للتسجيل، هناك اهتمام كبير، نريد دعمهم لهذه الفكرة وهذا المشروع"، وتابع: "رغم القصف والدمار والظروف الصعبة في غزة، سنعمل من أجل الحفاظ على حياتنا وتعليم أطفالنا في غزة".
تأتي هذه المبادرات بعد تحذير خبراء أمميين من "إبادة تعليمية متعمدة" في قطاع غزة، عقب تدمير أكثر من 80% من المدارس.
وقال 19 خبيرًا ومقررًا أمميًا مستقلًا، في بيان مشترك، إنه "مع تضرر أو تدمير أكثر من 80% من مدارس غزة، قد يكون التساؤل معقولًا عما إذا كان هناك جهد متعمد لتدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو عمل يعرف باسم الإبادة التعليمية".
وأوضح الخبراء أن "الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلًا آخرًا من الفلسطينيين من مستقبلهم".
وشدد الخبراء على أن "هذه الهجمات ليست حوادث معزولة، إنما تمثل نمطًا ممنهجًا من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني"، وأضافوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".
وأكد الخبراء: أنه "لا يمكن التسامح مع الهجمات على التعليم. ويجب على المجتمع الدولي أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن أولئك الذين يستهدفون المدارس والجامعات سيتحملون المسؤولية"، وأضاف بيان الخبراء: أن "المساءلة عن هذه الانتهاكات تشمل الالتزام بتمويل وإعادة بناء النظام التعليمي".
واعتبر الخبراء أنهم "مدينون لأطفال غزة بدعم حقهم في التعليم وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر سلامًا وعدلًا".
وبعد ستة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد أكثر من 5479 طالبًا و261 معلمًا و95 أستاذًا جامعيًا، وأصيب أكثر من 7819 طالبًا و756 معلمًا، مع تزايد الأعداد كل يوم. كما لا يحصل ما لا يقل عن 625 ألف طالب على التعليم وفق ما جاء في البيان.