دعت مُحققة الأمم المتحدة الأولى، التي سُمح لها بزيارة سجن غوانتانامو، إلى توفير علاج إعادة تأهيل عاجل للمعتقلين الذين عذبتهم في أعقاب 11 أيلول/ سبتمبر، من أجل علاج إصاباتهم الجسدية والنفسية الشديدة والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
في شباط/ فبراير، سُمح لني أولين بدخول غير مسبوق إلى مركز الاعتقال في غوانتانامو حيث لا يزال 30 معتقلًا محتجزًا حتى اليوم
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قالت المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية أثناء مكافحة الإرهاب فيونوالا ني أولين، إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تعويض الأضرار التي ألحقتها بضحايا التعذيب.
وأشارت إلى أن العلاج الطبي الحالي، سواء في السجن أو للمحتجزين المفرج عنهم إلى بلدان أخرى، غير كافٍ للتعامل مع مشاكل متعددة مثل إصابات الدماغ، والإعاقات الدائمة، واضطرابات النوم، والذكريات الماضية، واضطراب ما بعد الصدمة غير المعالج.
وقالت: "هؤلاء الرجال جميعهم ناجون من التعذيب، وهي جريمة بموجب القانون الدولي، وهم بحاجة ماسة إلى الرعاية"، مضيفةً: "التعذيب يمزق الإنسان، ويهدف إلى جعله عاجزًا حتى يتوقف عن التفاعل نفسيًا، وفي محادثاتي مع كل من المعتقلين الحاليين والسابقين، لاحظت الأضرار التي تسبب فيها".
وفي شباط/ فبراير، سُمح لني أولين بدخول غير مسبوق إلى مركز الاعتقال في غوانتانامو حيث لا يزال 30 معتقلًا محتجزًا حتى اليوم. وفي تقرير زيارتها التي استمرت أربعة أيام، وجدت أن الفشل في توفير رعاية متخصصة تركز على معالجة الأثر طويل الأمد للتعذيب كان له تأثير تراكمي يصل إلى حد "المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة" في انتهاك من الولايات المتحدة التزاماتها في الاتفاقيات الدولية.
وقالت ني أولين لصحيفة الغارديان: "بدون استثناء، يعاني كل فرد قابلته من حالات طبية تتعلق بالأذى الجسدي الذي تعرض له من التعذيب، أو الضيق النفسي العميق مثل القلق والاكتئاب والصدمات الشديدة والتفكير الانتحاري".
وأضافت المقررة الأممية أنه على الرغم من مرور الوقت فإن الخسارة الجسدية والنفسية مستمرة، موضحةً: "الخط الفاصل بين الماضي والحاضر ضيق للغاية بالنسبة لهؤلاء الرجال". وأوضحت أنه في البعض الآخر غير موجود: "فهم يعيشون في أجساد تضررت بشدة من جراء أعمال التعذيب".
وقالت: "تمتلك الولايات المتحدة بعضًا من أفضل مرافق وقدرات معالجة التعذيب في العالم، وهي تصدرها. لكن للأسف، لم يتم استخدام ذلك مع المعتقلين المحتجزين حاليًا في غوانتانامو، ولم يتم إعادة تأهيل معتقل واحد تم الإفراج عنه من مرفق الاحتجاز بشكل كافٍ".
وتحدث بعض المحتجزين علنًا عن مشاكلهم المزمنة الناجمة عن التعذيب. وكشف عمار البلوشي، من خلال محاميه أنه يعاني من إصابات دماغية ناتجة عن تعرضه للضرب بـ"الجدار"، موضحًا أن أعراضه تشمل الصداع والدوخة وصعوبة التفكير وأداء المهام البسيطة. وقال محاميه إنه من المتوقع أن تتفاقم الإصابات بمرور الوقت، مضيفًا أن موكله غير قادر على النوم لأكثر من ساعتين في كل مرة بعد أن حُرم من النوم كأسلوب تعذيب.
أضافت المقررة الأممية أنه على الرغم من مرور الوقت فإن الخسارة الجسدية والنفسية مستمرة، موضحةً: "الخط الفاصل بين الماضي والحاضر ضيق للغاية بالنسبة لهؤلاء الرجال"
ووقعت أشد الانتهاكات تطرفًا في المعتقل، قبل عشرين عامًا أثناء برنامج تعذيب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد 11 أيلول/ سبتمبر. وتعرض ما لا يقل عن 119 معتقلًا لأساليب تعذيب تُعرف باسم "أساليب الاستجواب المعززة"، في اسم مهني للتغطية على استخدام التعذيب.
