ألترا صوت – فريق التحرير
يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.
قيس حسن كاتب وإعلامي عراقي، له كتابان " تحت سماء الشيطان" صدر عام ٢٠١٤ عن دار عدنان في بغداد وكتاب " جبنة في علبة كبريت" صدر في 2017 عن دار سطور في بغداد، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو نقابة الصحفيين العراقيين، وعضو النقابة الوطنية للصحفيين في العراق.
- ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟
الصدفة هي التي جاءت بي إلى الكتب، تصفحت يومًا وكنت في الصف السادس الابتدائي كتاب كليلة ودمنة وكان بيد شقيقي الأكبر وشاء حظي الحسن أن يكون شقيقي متعاونًا معي في شرح المفردات التي لا أفمهما. وشاء الحظ أن يكون الكتاب مشوقًا ومسليًا وبالطبع لم أكن يومها معنيًا بما وراء القصص التي يرويها من حكمة سياسية واجتماعية. ولولا كم التشويق الكبير والتعاون الإنساني لما كان للكتاب أي دور في حياتي.
- ما الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟
كثيرة هي الكتب التي تركت أثرًا في داخلي، وفي كل مرحلة من العمر ومن التوجهات الشخصية في القراءة هناك كتاب يحتل مكانة أبرز. مثلًا ، في مرحلة ما كان لكتاب محمد عابد الجابري سلسلة "نقد العقل العربي" بجزئيه الأول والثاني الأثر الأبرز علي، هو كتاب عميق لرجل بالغ التاثير على مستوى العرب في العصر الحديث رغم ما يقال عن كتابه من سقطات واقتباسات لأفكار غيره إلا أنه يظل كتابًا مركزيًا وأساسيًا.
وفي مرحلة من توجهاتي الفكرية اخترت أن أقرأ عن المجتمعات التي عاشت تحت ظل أنظمة شمولية، سواء كان ذلك أدبا أو فكرا أو دراسات تتاح لي الفرصة لقراءتها. وكان أكثر الكتب تأثيرا هو "بجعات برية" للكاتبة الصينية يونغ تشانغ.
- من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟
مثلما قلت إن لكل مرحلة من العمر أو من الوعي كتابًا مهمًا وأساسيًا فهناك أيضًا في كل مرحلة كاتب مهم، نحن في العراق مثلًا لا نستطيع الفكاك من أسر علي الوردي وكنت أحد الذين وقعوا في أسر أفكاره. في مرحلة ما اعتبرته الأكثر تأثيرًا في شخصي ، وكذلك كان أثر حنا بطاطو في كتابه "العراق" وفي مجال آخر كان للكاتب الفرنسي-البلغاري تودوروف أثر كبير، أدهشتني أفكاره وطريقة تحليله وزوايا نظره للأشياء، والأمر نفسه ينطبق على الكاتب الانكليزي ازايا برلين حيث كان هذا بالغ التأثير علي ومعه أيضًا حنا ارندت. أما لماذا أصبح هؤلاء مؤثرين فهم وضعوني خارج قوقعتي الفكرية، وأخرجوني مثلما يفعل الكتاب الكبار من عالمي المحدود إلى عالم آخر، وقدموا لي بكرم لا حد له الكثير من الأفكار والمعلومات. هم أشبه بمائدة مختلفة بكل التفاصيل، بالمواضيع التي تناقش، بالمنهج، باللغة، بأدوات التحليل، وقدمت هذه العطايا الكبيرة بشيء هو الأهم بنظري بطريقة فيها بالغ الاحترام لعقل القارئ. التواضع والموضوعية والدقة والنظرة الإنسانية الأوسع للعالم. هو ما شدني إليهم.
- هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟
في مرحلة ما كنت ألخص أفكار الكتاب الذين أراهم مهمين ، مثلا لخصت بعض أفكار محمد أركون وبعض أهم ما في الكتب التي اختصت بتاريخ العراق القديم.
- هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟
الكتاب الإلكتروني مهما حاولنا أن نقدم عليه الكتاب الورقي بحكم العلاقة الطويلة مع الورقي إلا أنه يبقى مهمًا ومنافسًا شرسًا، نعم أقرأ الكتب بنسختها الالكترونية وهو ما يجعل المنافسة قائمة بين الطرفين.
- حدّثنا عن مكتبتك؟
أكثر ما تضم مكتبتي هو السير الذاتية والمذكرات، ومعها أيضا النقد التاريخي. تحولت المكتبة شيئا فشيئا الى هذين النوعين، وهما الأكثر عددًا.
- ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟
حاليًا أقرأ عن أبي حيان التوحيدي، أكملت كتاب عبد الرزاق عيد حوله وبيدي الآن كتاب زكريا إبراهيم عنه.
اقرأ/ي أيضًا: