استهجن مدافعون عن حقوق الإنسان الاستخدام المشين من طرف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لكلمة "فلسطيني" التي ربطها أكثر من مرة في مناظرته يوم الخميس مع الرئيس جو بايدن بمعانٍ تحقيرية ومهينة، الأمر الذي كان محط إدانة من طرف حقوقيين، وصفوا، حسب وكالة رويترز، تصريحات ترامب بأنها عنصرية أو مهينة.
وكانت المناظرة قد شهدت تبادل بايدن وترامب وجهات نظرهم حول الحرب في غزة، وتعتبر رويترز، أنهما "لم يناقشا بشكل موضوعي كيفية إنهاء الصراع الذي أودى بحياة 38 ألف شخص في القطاع وفقا لوزارة الصحة في غزة وتسبب في أزمة إنسانية هائلة مع انتشار الجوع".
وقال بايدن "الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس". ليرد ترامب قائلًا إن بايدن "أصبح مثل فلسطيني"، واعتبر المدافعون عن حقوق الإنسان أن هذه العبارة "بدت وكأنها إهانة مقصودة للفلسطينيين".
الحرب في غزة ودعم واشنطن لإسرائيل أدى إلى أشهر من الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بإنهاء الصراع
وأضاف ترامب "في الواقع، إسرائيل هي التي تريد أن تستمر في الحرب، ويجب أن تتركهم ينهون المهمة. لكن بايدن لا يريد القيام بذلك. لقد أصبح مثل فلسطيني لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيئ للغاية. إنه ضعيف".
هكذا ترددت كلمة "فلسطيني" بالحرف على لسان بايدن لوصم منافسه وتجريده من الكرامة، وبالتالي تحويل كلمة "فلسطيني" إلى مسبّة.
وعاد ترامب لاستخدم عبارة "فلسطيني" مرة أخرى بطريقة مماثلة، أمس الجمعة، عندما وصف في تجمع حاشد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو يهودي، بأنه فلسطيني. قائلًا بالحرف: "لقد أصبح فلسطينيًا لأن لديهم بضعة أصوات أو شيء من هذا القبيل".
وفي أولى ردود الفعل على المناظرة وما دار فيها حول الحرب على غزة والاستخدام العنصري لكلمة "فلسطيني" من طرف ترامب قال مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، وهو مؤسسة حقوقية، إن بايدن "أخطأ في ادعائه بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إنهاء الحرب"، وأضاف بيان المجلس أنه يرى في "إشارة ترامب إلى كلمة "فلسطيني" في النقاش إهانةً عنصرية"
وقال كوري سيلور، مدير الأبحاث والمناصرة في مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في بيان إن "استخدام الرئيس السابق ترامب لكلمة "فلسطيني" كإهانة يعد أمرًا عنصريا. كما أن إعلان الرئيس بايدن عن دعمه العسكري للإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة موقف قاس وينم عن استخفاف" في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
بدوره قال بول أوبراين، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، لرويترز إن "التلميح إلى أن كونك فلسطينيًا هو أمر سيئ بطريقة ما، كما فعل الرئيس السابق ترامب في وصفه للرئيس بايدن بأنه فلسطيني، فهذا ينضح بالعنصرية والكراهية ضد العرب".
وعلقت رويترز بأن المدافعين عن حقوق الإنسان أبلغوا "عن زيادة في معاداة الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع الصراع الأخير في الشرق الأوسط"، وأضاف تقرير رويترز أن "الحرب في غزة ودعم واشنطن لإسرائيل أدى إلى أشهر من الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بإنهاء الصراع".
ولفتت رويترز إلى أنها لم تتلقّ ردا من حملة ترامب على هذه الانتقادات على خلفية إهانته للفلسطينيين في مناظرته مع بايدن.