رأى محللون أن أداء الرئيس الأميركي جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى لسباق 2024، مع سلفه دونالد ترامب، سيدفع حلفاء واشنطن إلى الاستعداد لعودة ترامب.
وعلى الرغم من أن المناظرة لم تركز كثيرًا على السياسة الخارجية، لكن أداء بايدن المهتز، وتفوق ترامب، أثارا مخاوف حلفاء الولايات المتحدة الذين كانت لهم تجارب سيئة مع دونالد ترامب.
وقال العديد من المحللين والمشرعين الأميركيين إن أداء بايدن أعطى ترامب دفعة قوية في السباق إلى البيت الأبيض، بحسب "رويترز". ورأى كونيهيكو مياكي، دبلوماسي ياباني سابق، ومدير الأبحاث في معهد كانون للدراسات العالمية أن: "السيد ترامب لم يفز، لكن السيد بايدن ربما انهار من الداخل".
أعطى أداء جو بايدن السيئ في المناظرة دفعة قوية لترامب في مشواره إلى البيت الأبيض
وأضاف: "على عكس ما كان عليه الحال قبل ثماني سنوات، نحن أكثر استعدادًا بكثير، كما هو الحال مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين الآخرين. ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بتصرفات السيد ترامب".
وكانت العلاقات متوترة بين كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وهما أقرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وإدارة ترامب بسبب مطالبته بمزيد من المدفوعات مقابل المساعدات العسكرية، عدا عن التوترات التجارية.
وقال تاكاشي كاواكامي، أستاذ جامعي في بجامعة تاكوشوكو في طوكيو، إن: "السؤال الأكبر بالنسبة لليابان هو ما إذا كان ترامب سيقدر التحالف الأمني ويحافظ عليه حقًا".
ويرى بيتر لي، باحث في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول، أن النقاش سلط الضوء بشكل مكثف على احتمال عودة ترامب مجددًا إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يكون ترامب، في حال فوزه، "صارمًا للغاية" لناحية الضغط على الحلفاء لزيادة إنفاقهم الدفاعي.
وستمتد تداعيات عودة ترامب إلى الاقتصاد أيضًا، إذ قال لي جاي إيل، محلل في شركة يوجين للاستثمار والأوراق المالية، إن الشركات الخارجية التي تعتمد على الأسواق الأميركية ستكون حذرة من احتمال عودة ترامب، بسبب سياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها خلال فترة ولايته السابقة.
وأشار ستيفن لي، كبير الاقتصاديين في شركة ميريتز للأوراق المالية في سيول، إلى أن: "ترامب، مثل مهووس الحرب التجارية، قد لا يستهدف الصين فحسب، بل قد يفرض تعريفات جمركية على دول أخرى أيضًا بموجب مفهوم الاستثناء الأميركي". وكان ترامب قد شن حربًا جمركية ضد الصين خلال ولايته، حيث فرض رسومًا جمركية بنسبة 60 بالمئة، أو أعلى، على جميع البضائع الصينية.
واتهم ترامب بايدن، خلال المناظرة، بعدم الوقوف في وجه الصين لناحية الاقتصاد والتجارة. وقال إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يحترمون" بايدن، الذي قال ترامب إنه يقود الولايات المتحدة الأميركية إلى الحرب العالمية الثالثة.
أما في أوروبا، فإن المخاوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض تبدو جدية أكثر مما كانت عليه في فترة ولايته السابقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
