تشهد الدورة الـ77 من "مهرجان كان السينمائي"، التي تنطلق اليوم الثلاثاء، 14 أيار/مايو الجاري، منح استديو الرسوم المتحركة الياباني الشهير "غيبلي" (Ghibli)، السعفة الذهبية الفخرية.
وكان منظمو المهرجان قد أعلنوا، في وقت سابق، منح الاستديو السعفة الذهبية الفخرية، حيث قال المفوض العام للمهرجان تييري فريمو، ورئيسته إيريس كنوبلوك، في بيان: "مثل جميع أيقونات السينما، تملأ شخصيات أفلام غيبلي مخيلتنا بأكوان وفيرة وملونة وقصص حساسة وملتزمة".
واعتبر فريمو وكنوبلوك أن سينما الرسوم المتحركة اليابانية تشكّل مع "غيبلي" واحدة من أعظم مغامرات الشغف بالسينما، بين التقليد والحداثة.
وتُعتبر أفلام "غيبلي"، الذي شارك في تأسيسه المخرج هاياو ميازاكي، أحد أشهر مخرجي الرسوم المتحركة على الإطلاق، علامات فارقة في تاريخ السينما، وقد حصدت العديد منها جوائز مهمة في مختلف المهرجانات العريقة والفعاليات السينمائية المهمة.
وبمناسبة منحه السعفة الذهبية الفخرية في "مهرجان كان"، الذي يتواصل حتى الـ25 من أيار/مايو الجاري، نستعرض في هذه المقالة 5 من أفضل أفلام استديو "غيبلي".
1- المخطوفة
لا يقدّم فيلم "المخطوفة" حكاية عادية عابرة الغرض منها التسلية فقط، بل يطرح تساؤلات مختلفة تتعلق بحياة الإنسان في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وتتمحور حول الرأسمالية، وتداعيات النزعة الاستهلاكية، وفقدان الفرد لهويته بصورة مستمرة ولأسباب مختلفة لكنها لا تتبعد عن الرأسمالية والنزعة الاستهلاكية.
يروي الفيلم حكاية عائلة مؤلفة من زوج وزوجة وفتاة صغيرة تقرر الانتقال إلى مدينة جديدة. وفي الطريق إليها، أضاع الرجل وجهته ودخل إلى مغارة غريبة أودت بهم إلى عالم تحكمه ساحرة حوّلت الزوجان إلى خنزيرين.
أُنتج الفيلم عام 2001، وهو من إخراج هاياو ميازاكي، ويُعد أحد أهم أفلام الأنمي في التاريخ، وقد فاز أيضًا بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة سنة طرحه، وحقق حينها أكبر إيرادات في تاريخ السينما اليابانية.
2- جاري توتورو
فيلم آخر للعبقري هاياو ميازاكي الذي ركّز فيه على المغامرة والعلاقة بين الإنسان، لا سيما الأطفال، والطبيعة.
يحكي الفيلم قصة طفلتين تنتقلان مع والدهما إلى بيت ريفي ليكونوا، جميعًا، بالقرب من المستشفى الذي تُعالج فيه الأم. وبعد تأقلمهما مع الحياة الجديدة في البيت الجديد، تخوض الطفلتان مغامرات مثيرة مع كائنات خيالية تعيش في الغابة القريبة من المنزل.
يُعتبر الفيلم من أفضل أفلام استديو "غيبلي" وأفلام الأنمي عمومًا، وقد أُنتج عام 1988، وفاز بعدة جوائز مهمة منها جائزة مهرجان ماينيتشي السينمائي في اليابان.
3- كيكي لخدمة التوصيل
حمّل المخرج هاياو ميازاكي فيلمه هذا الكثير من الرسائل الإنسانية المتعلقة بأهمية ومعنى مساعدة الآخر، إضافةً إلى الاعتماد على الذات. فالفيلم حكاية فتاة صغيرة عنيدة وحالمة في الثالثة عشرة من العمر تنتقل إلى بلدة ساحلية بعيدًا عن عائلتها لتتدرب على السحر.
وهناك، في المدينة المنشودة، تواجه كيكي عالمًا آخر غير الذي تخيّلته، وتعترض طريقها الكثير من الصعوبات التي تقرر الاعتماد على نفسها في مواجهتها والتغلب عليها.
أُنتج الفيلم عام 1989، وهو مقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه للكاتبة اليابانية إيكو كادونو.
4- قلعة في السماء
قصة متشابكة بطلها شاب وفتاة تطاردها عصابة قراصنة في السماء لسرقة جوهرة ثمينة وسحرية تمتلكها. وحين تحاول الهرب منهم، تسقط الفتاة من المنطاد لكنها تطفوا في السماء بفعل القوة الخارقة للجوهرة، ثم يلتقطها شاب يصبح صديقها، سيما بعد أن اكتشفا أن الجوهرة تتعلق بقلعة سرية في السماء مليئة بالمجوهرات، وسبق أن التقط والده المتوفي صورة لها.
أُنتج الفيلم سنة 1986، وهو كذلك من إخراج هاياو ميازاكي.
5- ناوسيكا: أميرة وادي الرياح
في مستقبل متخيّل يعقب حريقًا ضخمًا استمر لمدة سبعة أيام، ودمّر الحضارة البشرية وأتلف نظامها البيئي أيضًا، يعيش البشر في مستوطنات معزولة عن بعضها البعض، وبالقرب من بحر يُسمى "بحر الهلاك" يضيق بالنباتات السامة والحشرات العملاقة التي تُهاجم البشر بين وقت وآخر.
وهنا يأتي دور "ناوسيكا"، أميرة وادي الرياح، التي تحاول التصدي لهذه الحشرات والدفاع عن مملكة والدها والبشر عمومًا.
الفيلم من إخراج هاياو ميازاكي، وإنتاج عام 1984، ويُعد واحدًا من أفضل أفلام استديو "غيبلي".