استضافت إيطاليا النسخة الرابعة من كأس العالم عام 1990، وتوّج بالبطولة منتخب ألمانيا للمرة الثالثة بتاريخه، إثر فوزه على الأرجنتين في المباراة النهائيّة 1-0، وبذلك ثأر المانشافت من خسارة نهائي النسخة السابقة أمام زملاء الراحل مارادونا 3-2.
تميّزت هذه النسخة بالعديد من الأحداث الخالدة في تاريخ كرة القدم، فشهدت توهّج نجوم جدد، واضمحلال آخرين، كما حوَت على الكثير من الأرقام المتميّزة والمفارقات الغريبة، إليكم أبرزها:
1- أصبحت إيطاليا ثاني دولة بعد المكسيك تنظّم البطولة للمرة الثانية في تاريخها، إذ نظّمت إيطاليا الحدث في النسخة الثانية عام 1934، بينما استضافت المكسيك البطولة في دورتي 1970 و1986.
2- كان الدوري الإيطالي هو الأقوى على الإطلاق في العالم، وكان كبار نجوم المونديال يلعبون في الدوري الإيطالي، فلعب الألماني لوثر ماتيوس مع انتر ميلان، وزميله رودي فولر مع روما، والهولندي رود غوليت في اي سي ميلان، ومارادونا في نابولي، وغيرهم كثر، وكان هؤلاء اللاعبون يلقون تشجيعاً كبيراً من الإيطاليين، خصوصاً إذا ما لعبوا مع فريق بلادهم في ملعب ناديهم الأصلي. وأحياناً يحدث العكس، حيث شجّعت جماهير ملعب سان سيرو الكاميرون أمام الأرجنتين، لأن الأرجنتيني مارادونا يلعب لنادي نابولي العدوّ اللدود للميلان والإنتر، بينما شجّعت الجماهير ألمانيا في النهائي المقام على ملعب روما الأولمبي بسبب تواجد رودي فولر على رأس هجوم المانشافت.
3- تمّ حرمان المكسيك وتشيلي من المشاركة في البطولة، وذلك بسبب غشّ الأولى عندما أشركت لاعباً كبيراً في العمر ضمن بطولة متخصصة بفئات الصغار، كما جنى حارس تشيلي على فريقه عندما ادّعى إصابته بالمفرقعات النارية، وذلك في مباراة البرازيل ضمن التصفيات، لكنّ ادعاءه فُضح عندما شاهد الفيفا مقطع فيديو أثبت كذبه، فقرر الأخير حرمان تشيلي من كأس العالم لمرّتين 1990 و1994.
مدرّب إيرلندا: لقد كرهت كرة القدم بسبب هذا الأسلوب الدفاعي العقيم الذي لجأ له المصريّون
4- وصلت 3 دول لنهائيات كأس العالم لأوّل مرّة في تاريخها، وهي الإمارات وكوستاريكا وجمهورية إيرلندا، خرجت الإمارات بـ3 خسارات من دور المجموعات، بينما وصلت كوستاريكا لدور الستة عشر، وإيرلندا لدور الثمانية.
5- خرج الفريقان الآسيويان -الإمارات وكوريا الجنوبية- من البطولة دون تحقيق أي نقطة.
6- تفنّن لاعبو مصر بتضييع الوقت أمام إيرلندا، وذلك عن طريق إعادة الكرة للحارس أحمد شوبير، والذي بدوره يمسكها بيده ويرسلها لمدافع آخر، والأخير بالطبع سيعيدها إليه، وتكرّرت حادثة إعادة الكرة للحارس في المباراة أكثر من 30 مرّة، ما أثار حفيظة مدرّب إيرلندا الإنجليزي جاك تشارلتون، إذ قال عقب المباراة "لقد كرهت كرة القدم بسبب هذا الأسلوب الدفاعي العقيم الذي لجأ له المصريّون"، ما حدا بالاتحاد الدولي لكرة القدم تعديل قوانين اللعبة، فلا يجوز للحارس الإمساك بالكرة إن أتت من زميله.
7- لم يرغب الكاميروني ذو الـ38 عاماً روجيه ميلا بالمشاركة مع بلاده في المونديال لكبر سنّه، لكنّ الرئيس الكاميروني تدخّل وطلب منه شخصيّاً خوض غمار النهائيّات للاستفادة من خبرته، وبالفعل كان ميلا أحد نجوم البطولة، إذ سجّل بمفرده 4 أهداف، وتميّز باحتفاله الشهير في بعد كل هدف، فكان يرقص عند راية الركنية في زاوية الملعب.
كان بوفون متيّماً بحارس الكاميرون توماس نكونو، فتحوّل بسببه من مهاجم إلى حارس مرمى، وسمّى ولده الأول باسمه
8- الكاميرون أول فريق أفريقي يصل إلى دور الثمانية، وبعد هذا الإنجاز قرر الفيفا زيادة عدد مقاعد أفريقيا في النهائيات من اثنين إلى ثلاثة.
9- عندما استضافت إيطاليا كأس العالم كان هنالك طفل يتابع البطولة اسمه جيانلويجي بوفون، ويبلغ من العمر 12 عاماً، وكان يلعب في صفوف الصغار بمركز مهاجم، لكنّ أداء الحارس الكاميروني توماس نكونو مع فريقه جعله يغيّر رأيه، ويتحوّل إلى مركز حراسة المرمى، فكان الحارس الكاميروني المثَل الأعلى لبوفون الذي أصبح من أفضل حرّاس العالم، وسمّى أول طفل له باسم توماس بسبب عشقه للحارس الكاميروني توماس نكونو.
10- كان للأرجنتيني كلاوديو كانيجيا شرف تسجيل أول هدف في مرمى الحارس الإيطالي والتر زينغا، إذ صمدت شباك زينغا في البطولة حتّى الدور نصف النهائي أمام الأرجنتين.
11- توّج الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي بلقب هدّاف البطولة برصيد 6 أهداف، ولم يتوقّع أحد سطوع نجم هذا اللاعب الذي أثار جلبه لتشكيلة المنتخب العديد من التساؤلات، فهو لا يمتلك الخبرة الدولية ولم يخض مع إيطاليا سوى مباراة واحدة قبل المونديال.
12- الحارس الأرجنتيني سيرجيو جويكوتشيا هو الأوّل بتاريخ كأس العالم الذي استطاع أن يتصدّى لأربع ركلات ترجيح في بطولة واحدة، وكان ذلك أمام يوغوسلافيا في الدور ربع النهائي، وإيطاليا في الدور نصف النهائي، بعد ذلك فعلها حارس كرواتيا سوباسيتش في مونديال روسيا 2018، بتصديه لثلاث ركلات أمام الدانمارك في ثمن النهائي، وركلة في ربع النهائي أمام روسيا.
13- خدمت الأقدار حارس الأرجنتين سيرجيو جويكوتشيا قبل أن يتواجد في البطولة ويصبح أبرز نجومها، فلم تكن لسيرجيو أي فرصة في المشاركة بالبطولة، لكنّ اعتذار الحارس الثاني عن المشاركة لعدم وضعه في التشكيلة الأساسية جعله يحتلّ مكانه، وفي لقاء الأرجنتين أمام الاتحاد السوفييتي بدور المجموعات أصيب الحارس الأساسي بومبيدو فاحتلّ جويكوتشيا مكانه.
14- النسخة الرابعة عشر من كأس العالم هي أوّل بطولة تُحسم من ركلة جزاء، حيث سجّل أندرياس بريمه هدف ألمانيا الوحيد على الأرجنتين في المباراة النهائيّة من ركلة جزاء.
15- مدرّب المانشافت فرانز بيكنباور هو ثاني رجل في العالم يظفر بالكأس لاعباً ومدرّباً، والأوّل هو البرازيلي ماريو زاغالو، فحاز زاغالو على البطولة كلاعب عام 1958، وكمدرّب عام 1970، بينما أحرز بيكنباور البطولة وهو لاعب عام 1974.