تحدث تقدير عسكري نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن أن الجيش الإسرائيلي، لم يسبق له القتال لفترة طويلة في منطقة حضرية، مثلما يحصل في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال لم يسيطر على شمال غزة حتى الآن.
وقال المعلق العسكري لـ"هآرتس" عاموس هارئيل، إن كمين الشجاعية يكشف عن وضع الحرب في قطاع غزة، موضحًا: "لقد مضى شهر ونصف منذ بدء المناورة البرية، وما زال الجيش الإسرائيلي لا يسيطر على شمال غزة".
وأضاف: "الشجاعية على وجه الخصوص هي رمز للمقاومة الفلسطينية. كما هو الحال في الحملات السابقة في القطاع، تركز حماس قوات كبيرة هناك، وهي قادرة على تنفيذ عمليات منظمة بشكل جيد، مما يؤدي إلى دفع ثمن دموي من الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن كمين الشجاعية، هو الخسارة الثانية الكبيرة لجيش الاحتلال في العدوان الحالي، بعدما قتل في 31 تشرين الأول/أكتوبر، 11 جنديًا إسرائيليًا من لواء جفعاتي بعد أن أصاب صاروخ موجه مضاد للدبابات المدرعة نمر.
قال المعلق العسكري لـ"هآرتس" عاموس هارئيل، إن كمين الشجاعية يكشف عن وضع الحرب في قطاع غزة، موضحًا: "لقد مضى شهر ونصف منذ بدء المناورة البرية، وما زال الجيش الإسرائيلي لا يسيطر على شمال غزة"
ويكشف هارئيل عدة تفاصيل عن "الكمين القاتل" في الشجاعية، بالقول: "بما أن الاتصال انقطع بين الجنود، فقد خشي اللواء من أن يكون ذلك محاولة لاختطاف مقاتلين في نفق. وهرعت قوات كبيرة إلى المنطقة وحاصرت المبنى. وحضر كبار الضباط للتأكد من فعالية النشاط ومنع إطلاق النار الثنائي بين القوات الكثيفة. لكن محاولة الاقتحام والإنقاذ واجهت عقبة، كما تعرضت القوات الواصلة حديثًا لهجوم بنيران آر بي جي والمتفجرات. ولم يعرف الجيش عن سقوط ضحايا من حماس في الاشتباك".
وقُتل ستة ضباط من الجيش الإسرائيلي وثلاثة جنود في كيم الشجاعية. إذ شغل جميع الضباط مناصب رئيسية: ومنهم قائد كتيبة جولاني 13، وقائد لواء سابق خدم كضابط كبير في مقر اللواء، واثنين من قادة اللواء، وقائد سرب في الوحدة 669، وقائد سرية جولاني. وحتى الآن، سقط ما لا يقل عن أربعة برتبة عقيد وستة برتبة مقدم منذ عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر وفي الحرب.
وأضاف هارئيل: "يذكرنا الكمين الذي نصبته حماس بحوادث سابقة، على الرغم من أن إسرائيل لم تشهد قط مثل هذه الحرب الطويلة في مثل هذه المنطقة المكتظة بالمباني. ووقعت حوادث مماثلة في مخيم جنين للاجئين عام 2002 وأدى إلى 13 قتيلًا، وفي بلدة بنت جبيل في حرب لبنان الثانية عام 2006، ونتج عنه تسعة قتلى من جولاني، وإلى حد ما حادثة ناقلة الجنود المدرعة في الشجاعية في غزة عام 2014، وأدت إلى سبعة قتلى، وأسر شاؤول آرون".
وعلق على ذلك، بالقول: "في جميع هذه الأحداث، استغل الخصم نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في المنطقة المبنية، وألغى المزايا النسبية للجيش، وأوقع العديد من القتلى في مواجهات قريبة المدى".
وتحدث عن تكتيك الجيش الإسرائيلي، بالقول: "دار يوم الاربعاء نقاش حول طريقة عمل القوة في قصبة الشجاعية. في هذه الحرب، يستخدم الجيش الإسرائيلي كمية هائلة من القوة النارية – المدفعية وقذائف الدبابات والغارات الجوية، بما في ذلك نيران الطائرات المُسيّرة والمروحيات والطائرات المقاتلة". مضيفًا: "لقد تم تقليص جزء كبير من القيود المفروضة على استخدام الذخيرة في المناطق الحضرية المزدحمة هذه المرة، كجزء من الرد على 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولتقليل المخاطر التي تتعرض لها قوات الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، هوجمت القوة الأولى عندما دخلت مبنى لم يتضرر بشكل كبير قبل أن يتم تمشيطه".
عن النقاشات في إسرائيل، قال هارئيل: "أثارت النتيجة الخطيرة للحادث تساؤلات بين أهالي الجنود وأدت مرة أخرى إلى الاستياء داخل الجناح اليميني. ويزعم اليمين أن الجيش، سواء خوفاً من المحكمة الجنائية الدولية أو من الأمريكيين، يخشى استخدام الذخيرة الحية بشكلٍ واسع، مما يعرض الجنود للخطر".
من جانبه، يقول جيش الاحتلال، إنه لم يكن هناك انخفاض في الغارات الجوية، وأنه من المستحيل تسوية كل مبنى بالأرض قبل دخولها لتمشيطها، وينفي الجيش تقليص نطاق إطلاق النار بناءً على طلب الأمريكيين.
سولفيان في تل أبيب.. ماذا سيناقش؟
ومن المتوقع أن يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بداية الأسبوع المقبل.
يقول جيش الاحتلال، إنه لم يكن هناك انخفاض في الغارات الجوية، وأنه من المستحيل تسوية كل مبنى بالأرض قبل دخولها لتمشيطها، وينفي الجيش تقليص نطاق إطلاق النار بناءً على طلب الأمريكيين
ويقول هارئيل: "يأتي كبار مسؤولي الإدارة إلى إسرائيل بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن في تغيير لهجته تجاه حكومة بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة، منتقدًا سلوكها وطريقة قتال الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "لا يزال بايدن متحفظًا بشأن المطالبة بوقف إطلاق النار، ولم يدعو إسرائيل علنًا إلى وقف الهجوم على غزة. لكن كبار ضباط الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن واشنطن بدأت تفقد صبرها هذه المرة تجاه إسرائيل تدريجيًا". موضحًا: "قد يكون المعنى توقعات أمريكية بشأن تغيير شكل القتال مع تحديد جدول زمني للتغييرات. ربما يكون سوليفان هو أول من ينقل الرسالة قبل ممارسة ضغوط أكبر".
وختم بالقول: "إذا بقي أسلوب العمل الحالي حوالي شهر، فسوف يجد الجيش الإسرائيلي والحكومة صعوبة في تقديم إنجازات واضحة تتفق مع أهداف الحرب: تفكيك قدرات حماس العسكرية والتنظيمية إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم".