04-نوفمبر-2024
شهدت الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية تبادلًا للتهم بين هاريس ترامب (منصة إكس)

شهدت الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية تبادلًا للتهم بين هاريس ترامب (منصة إكس)

نشّطت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية، كامالا هاريس، حملتها الانتخابية الختامية من خلال تجمع في كنيسة تاريخية للسود، وآخر في ساحة بولاية ميشيغان ضم الأميركيين العرب، في حين تبنى منافسها الجمهوري دونالد ترامب خطابًا عنيفًا خلال تجمع في بنسلفانيا.

وتظهر استطلاعات الرأي أن كلا المرشحين متقاربان في السباق، حيث تستفيد نائبة الرئيس من دعم قوي بين النساء، بينما يكسب الرئيس السابق تأييد الناخبين من أصول لاتينية، وخاصة الرجال. وينظر الناخبون الأميركيون بشكل عام إلى كلا المرشحين بشكل غير إيجابي، وفقًا لاستطلاعات رويترز/إبسوس، إلا أن ذلك لن يمنعهم من التصويت.

شدد ترامب، خلال كلماته، على أن نتائج الانتخابات يجب أن تُعلن في ليلة الانتخابات، رغم تحذيرات المسؤولين في عدة ولايات من أن تحديد النتائج النهائية قد يستغرق أيامًا

 وقد أدلى أكثر من 78 مليون ناخب أميركي بأصواتهم قبل يوم الانتخابات المقرر يوم الثلاثاء، وفقًا لمختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا. إلا أن التصويت المبكر هذا العام هو تقريبًا نصف الحصيلة الإجمالية ليوم الانتخابات والتصويت المبكر في عام 2020، الذي بلغ 160 مليون ناخب، وهي الانتخابات التي شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ أكثر من قرن.

كما أن السيطرة على الكونغرس على المحك يوم الثلاثاء، حيث يُرجح أن يحصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس الشيوخ، بينما يُعتقد أن لدى الديمقراطيين فرصة متساوية لقلب النتيجة وإنهاء السيطرة الضئيلة للجمهوريين على مجلس النواب.

وقالت هاريس في خطابها أمام المصلين في كنيسة جريتر إيمانويل في ديترويت: "في غضون يومين فقط، لدينا القدرة على تحديد مصير أمتنا للأجيال القادمة. يجب أن نتحرك. ليس كافيًا أن نصلي فقط، وليس كافيًا أن نتحدث فقط". وفي وقت لاحق، في تجمع في إيست لانسنغ بميشيغان، خاطبت هاريس سكان الولاية من الأميركيين العرب، مشيرة إلى الضحايا المدنيين في الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان. وقالت هاريس وسط تصفيق الحضور: "هذا العام كان صعبًا نظرًا لحجم الموت والدمار في غزة، ولعدد الضحايا المدنيين والنزوح في لبنان. إنه أمر مدمر. وكرئيسة، سأبذل كل جهدي لإنهاء الحرب في غزة".

يذكر أن العديد من الأميركيين العرب والمسلمين، فضلاً عن مجموعات الناشطين المناهضين للحرب، أدانوا الدعم الأميركي لإسرائيل التي تسبب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في غزة ولبنان ونزوح الملايين. واختارت هاريس أن تركز على سجل منافسها خلال اليوم الأخير من حملتها دون أن تذكره بالاسم. وكان ترامب قد زار ديربورن، ميشيغان، يوم الجمعة الماضي، وتعهد بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط لكن دون أن يوضح كيف ذلك.

وفي أول تجمع من بين ثلاث تجمعات نشطها ترامب يوم الأحد، تخلى عن قراءة الخطب المعدة مسبقًا، وأطلق تصريحات ارتجالية انتقد فيها استطلاعات الرأي التي تظهر تقدمًا لهاريس. ووصف الديمقراطيين بأنهم "حزب شيطاني"، وسخر من الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وتحدث عن ارتفاع سعر التفاح.

وفي تذكير بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها في تموز/يوليو الماضي في بنسلفانيا، تذمر أمام أنصاره من وجود فجوات في الزجاج المقاوم للرصاص المحيط به، وتحدث مازحًا على أن القاتل قد يطلق النار عبر وسائل الإعلام لإصابته. وقال ترامب، الذي طالما انتقد وسائل الإعلام وحاول تأجيج مشاعر أنصاره ضدها: "لإصابتي، سيتعين على أحدهم أن يطلق النار عبر الأخبار الزائفة، وأنا لا أمانع في ذلك".

وأصدر المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، بيانًا، قال فيه إن تعليق ترامب لم يكن موجهًا نحو الإعلام، بل كان يتعلق "بالتهديدات الموجهة ضده التي أشعلها الخطاب الخطير من الديمقراطيين".

في وقت لاحق، تحدث ترامب في كينستون، نورث كارولاينا، وفي ماكون، جورجيا، حيث استغل تقرير الوظائف الأسبوع الماضي الذي أظهر أن الاقتصاد الأميركي لم يقدم سوى 12 ألف وظيفة الشهر الماضي. وقال لجمهور كبير تجمع في مدرج، إن التقرير يظهر أن الولايات المتحدة "أمة في تراجع"، محذرًا بلهجة شديدة السواد، دون تقديم أدلة، من احتمال "تكرار الكساد الكبير لعام 1929 مع أشخاص يقفزون من المباني".

ولم يتوقف ترامب عند مهاجمة مرشحة الحزب الديمقراطي وحملتها، قائلاً: "حملة كامالا مبنية على الكراهية والشيطنة". وفي ختام خطابه في بنسلفانيا، عبر ترامب، الذي ألهمت مزاعمه بشأن تزوير انتخابات 2020 أنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، عن ندمه لتسليمه السلطة. وقال: "كان لدينا الحدود الأكثر أمانًا في تاريخ بلادنا في اليوم الذي غادرت فيه. لم يكن يجب أن أغادر. أعني، بصدق، لأننا قمنا بعمل رائع".

وشدد ترامب، خلال كلماته، على أن نتائج الانتخابات يجب أن تُعلن في ليلة الانتخابات، رغم تحذيرات المسؤولين في عدة ولايات من أن تحديد النتائج النهائية قد يستغرق أيامًا.

وقالت مسؤولة في حملة هاريس إن رسالتها الختامية مصممة للوصول إلى شريحة ضيقة من الناخبين المترددين. وهذا على النقيض من ترامب، الذي لم يخرج كثيرًا عن خطابه المعتاد الموجه لإثارة مؤيديه. وأشار الديمقراطيون إلى أن لديهم خططًا في حال حاول ترامب إعلان النصر مبكرًا هذه المرة.