نال الشاعر والكاتب السويدي هاري مارتينسون نوبل للآدب عام 1974، مناصفة مع مواطنه إيفند يونسون. لمارتينسون روايات عديدة منها "رحلات دون هدف" و"السفر". وله ملحمة شعرية بعنوان "أنيارا"، يصور فيها مأساة سفينة فضائية تهاجر بالبشر هربًا من الحرب النووية، فتنحرف عن مسارها وتظل سابحة في الفضاء لسنوات متحولة بذلك إلى قبر طائر.
قصائده الثلاث المختارة هنا مأخوذة من ديوانه "قصائد برية"، الذي يحتفل بالطبيعة ويصور التنوع المدهش لكائناتها من شجر وحيوان وحشرات. والترجمة العربية لهذا الديوان صدرت عن دار المدى عام 2004، بتوقيع المترجم السوري عابد إسماعيل.
السنة الأخيرة
إنها السنة التي بيعَ فيها الكوخُ المهجور
في الغابةِ كحطبٍ للنار.
جاء الحطّابون بشاحنتهم
وهدّموه خلال ساعتين وربع
بل وأخذوا معهم غطاءَ البئر.
بدا صغيرًا جدًا عندما انتزعوه عن البئر
حتى أنهم لم يحاولوا قسمه إلى نصفين،
بل وضعوه كما هو في صندوق الشاحنة.
انتصب هناك، صدرًا رماديًا صغيرًا، مغطّىً بالطحالب.
عندما ساد الهدوءُ مرةً أخرى
خرجَ ابنُ عرس من المدفأة القديمة.
استدعى عصفورًا من الغابة،
وأقاما معًا قداس صلاة.
غنّى الهزارُ لحنًا غردًا.
غير أنّ كل شيءٍ انتهى:
لا شيء، بعد ذلك، ظلّ كما هو.
وراح الصيفُ يمشي الهوينى
راشًّا في طريقِه العشبَ وأطواقَ الزهر.
حزن وفرح
لكلّ حزنٍ عميق فرحٌ مفقود.
لا تفقد تلك الوجهة.
لا تدع الحزنَ ينسى مهمّتَه.
الحزنُ هو أنبلُ شرفٍ
عنكبوت الحصاد
يتسكع عنكبوت الحصاد
على أرجل نحيلة نحول الخيوط
عائدًا، في مساء هادئ، إلى عشه فوق الأوراق.
الأرجل الثمانية، شديدة النحول،
تتحرّك مائلة في كل اتجاه.
لا يشغل مساحةَ تذكر
مكتفيًا بكفاف حدوده.