01-أكتوبر-2024
الإدارة الأميركية وافقت

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

قال مسؤولون كبار في البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية أبلغت "إسرائيل" أنها ستدعم "سرًا" قرارها بتكثيف الضغوط العسكرية ضد "حزب الله"، على الرغم من حثها علنًا الحكومة الإسرائيلية على الحد من ضرباتها، خلال الأسابيع الأخيرة، وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين تحدثوا لموقع "بوليتيكو" الأميركي.

وكانت مقاتلات الجيش الإسرائيلي قد شنت هجومًا جويًا واسعًا طال مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة اللبنانية بيروت، منذ الـ23 من الشهر الجاري، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، فضلًا عن نزوح مئات الآلاف إلى مناطق أكثر أمنًا، واليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بدأ "عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان".

الإدارة الأميركية وافقت على استراتيجية نتنياهو

ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين قولهم، أمس الإثنين، إن المستشار الرئاسي، عاموس هوكشتاين، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أبلغا كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة أن الولايات المتحدة وافقت على استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واسعة النطاق لـ"تحويل التركيز العسكري الإسرائيلي إلى الشمال ضد حزب الله من أجل إقناع الحزب بالانخراط في محادثات دبلوماسية لإنهاء الصراع".

الإدارة الأميركية أبلغت "إسرائيل" أنها ستدعم "سرًا" قرارها بتكثيف الضغوط العسكرية ضد "حزب الله"، على الرغم من حثها علنًا الحكومة الإسرائيلية على الحد من ضرباتها

وبحسب "بوليتيكو"، أثار قرار التركيز على "حزب الله" انقسامًا داخل الإدارة الأميركية، وسط ظهور معارضة مسؤولين داخل وزارة الدفاع "البنتاغون"، بالإضافة إلى وزارة الخارجية ومجتمع الاستخبارات، الذين اعتقدوا أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد "حزب الله" من الممكن أن يؤدي إلى دخول القوات الأميركية في صراع آخر في الشرق الأوسط، وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم.

ورفض سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أمس الإثنين، التعليق على المحادثات الخاصة بين القادة الإسرائيليين والمسؤولين الأميركيين عندما سئل عن المحادثات التي أجراها هوكشتاين ومسؤولون آخرون، لكنه قال أيضًا: "نحن لا نطلب الإذن دائمًا لكل ما نفعله"، مضيفًا: "أعتقد أن ما يقولونه علنًا يعكس الهدف الذي يرغبون في رؤيته من الحل الدبلوماسي، وهو ما لا نعارضه".

ووفقًا لـ"بوليتيكو"، في مكالمات واجتماعات منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، أوضح المسؤولون الإسرائيليون بشكل عام أن جيشهم كان يستعد للتوغل في لبنان، لكنهم لم يقدموا تفاصيل، ونقل هوكشتاين وماكغورك إلى نظرائهم الإسرائيليين أنهم، رغم حثهم المستمر على الحذر، يعتقدون أن "الوقت أصبح مناسبًا لهذا التحرك (التوغل في لبنان)، خصوصًا بعدما أُضعف حزب الله بشكل كبير في الأشهر السابقة".

وفي الإحاطات والمحادثات مع أعضاء الكونغرس، الأسبوع الماضي، أعرب مسؤولون في الاستخبارات الأميركية عن قلقهم المتزايد من إمكانية حدوث مواجهة برية مباشرة بين "إسرائيل" و"حزب الله"، ووصف بعض المسؤولين الأميركيين أن ما يظهر للعلن على أنه "خلاف"، هو "مجرد سعي الولايات المتحدة للعمل على مسارات متعددة في وقت واحد".

ونقل "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي كبير قوله: "يمكن أن يكون كلا المسارين صحيحين"، وتابع مضيفًا "يمكن أن تكون الولايات المتحدة ترغب (بالمسار) الدبلوماسي، وفي الوقت نفسه يمكنها أن تدعم الهدف الأكبر لإسرائيل ضد حزب الله"، مشيرًا إلى أنه "من الواضح أن هناك مسارًا تحاول الإدارة الحفاظ عليه، لكن من غير الواضح ما هو هذا المسار".

البيت الأبيض "يسير على خيط رفيع"

وبحسب "بوليتيكو"، يصف هوكشتاين وماكغورك ومسؤولون آخرون كبار في الأمن القومي الأميركي، من وراء الكواليس، عمليات "إسرائيل في لبنان بأنها لحظة تاريخية ستعيد تشكيل الشرق الأوسط للأفضل لسنوات قادمة"، وذلك غداة اجتماع لكبار المسؤولين الأميركيين، أمس الإثنين، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، واتفاق معظمهم على أن التصعيد الإسرائيلي ضد "حزب الله" من الممكن أن "يوفر فرصة للحد من نفوذ إيران في لبنان والمنطقة".

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـ"بوليتيكو"، إن "البيت الأبيض يسير على خط رفيع"، حيث تريد إدارة بايدن دعم عمليات "إسرائيل" ضد "حزب الله"، لكنها غير مرتاحة لتأييد حملة "إسرائيل" بشكل كامل لأنها تخشى امتدادها إلى عمق الأراضي اللبنانية، ما قد يشعل حربًا شاملة، ويضيف الموقع الأميركي، أن الرسالة الأساسية للإدارة الأميركية تبقى السعي إلى تنفيذ المقترح الأميركي – الفرنسي، الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا.

ووفقًا لمسؤول أميركي تحدث لـ"بوليتيكو"، فإن المفاوضات بشأن اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا الذي أعلنته الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، متوقف حاليًا، بينما تواصل "إسرائيل" تصعيدها عسكريًا ضد "حزب الله"، فيما قال مسؤول أميركي آخر، إن الصراع اتخذ منحًا تصاعديًا، أمس الإثنين، بعد توغل القوات الخاصة الإسرائيلية داخل الحدود اللبنانية لتدمير شبكة أنفاق لـ"حزب الله".

ويختم "بوليتيكو" تقريره بالإشارة إلى أن الإسرائيليين كانوا يخططون بالأساس أن يكون التوغل البري كبيرًا في جنوب لبنان، لكن المسؤولين الأميركيين في إدارة الرئيس بايدن حثوا الإسرائيليين على عدم القيام بذلك، وطلبوا أن يكون توغلهم محدودًا داخل الأراضي الللبنانية.