ياسين بونو كتب سطوراً هذا العام في كتابه، ختمها بفوزٍ غالٍ على روما مورينهو بنهائي الدوري الأوروبي، بعدما تألق في ضربات الترجيح ضد نادي العاصمة الإيطالية، وهذا النجاح الأوروبي مع نجاحه العالمي قد يضعان ياسين على قمة القارة السمراء، والتي تجهز الآن لحفل الجوائز الخاص بها، والذي سيختلف كثيراً هذا العام بحضور أقوى للاعبين آخرين لم يسبق لهم الوقوف على منصات التتويج في الأغلب.
يبدو ياسين بونو مرشّحًا أكثر من غيره للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا، ولا ينافسه في ذلك سوى رياض محرز
عانى نادي إشبيلية كثيراً في الدوري الإسباني هذا العام، لكن ما فعله ياسين فردياً قد يكفيه للحصول على جائزة الكرة الذهبية الإفريقية بعيداً عن نادي إشبيلية، بسبب المساهمات المباشرة في تألق النادي في بطولة الدوري الأوروبي، ومع أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم الماضي.
ياسين بونو السبب في تتويج إشبيلية ببطولة الدوري الأوروبي
لعب بونو ست مباريات من أصل ثمانية في الدوري الأوروبي هذا الموسم بعد أن نزل إشبيلية من دوري الأبطال، جميع المباريات التي لم يلعبها بونو انتهت بخسارة النادي الأندلسي، وتألق بشكلٍ كبير أمام مانشستر يونايتد، يوفنتوس وروما بالذات بعد أن أنقذ النادي في مبارياتٍ أخرى أمام بي إس في وفنربخشة.
لكن تصل اللحظة الحاسمة في نهائي اليوروباليج. ياسين بونو يتصدى لتسديدة قوية من سبينازولا ويضيع هدف على بيلوتي بأطراف أصابعه لكي يدخل إشبيلية إلى الوقت الإضافي وبعده ضربات الترجيح، وكان متوقعاً تألقه في هذه الركلات بعد أن أنقذ شباكه من ركلة مانسيني التي أربكت حسابات ذئاب روما ليتوج ناديه بالبطولة السابعة.
أداء من الأساطير في كأس العالم
لن تنسى المغرب ياسين بونو لما فعله في كأس العالم. شارك في مباراتين أمام كرواتيا وكندا، وحافظ على نظافة شباكه في مباراةٍ واحدة، لم يلعب أمام بلجيكا بسبب الإصابة ولعب مكانه منير محمدي الذي حافظ على نظافة شباكه أيضاً.
لكن بعد هذا، ذهب أسود الأطلس لمواجهة الماتادور. مباراة حافظ فيها مرةً أخرى على نظافة شباكه وتصدى لضربتي جزاء من سولير وبوسكيتس ليأخذ الفريق للدور ربع النهائي أمام البرتغال. حافظ هناك على نظافة شباكه مرةً أخرى بعد أن تصدى لأهدافٍ شبه محققة أمام رونالدو وجواو فيليكس، ومن هنا تأهلت المغرب لنصف النهائي لتواجه الديوك الفرنسية.
قدم بونو مستوى تاريخي كحارس مرمى في بطولة كأس العالم الذي توج فيها مع المغرب بالمركز الرابع، وأصبح الحارس الأفريقي صاحب أعلى عدد شباك نظيفة في المونديال، مع العلم أن مارتينيز أيضاً حافظ على نظافة شباكه ثلاث مرات مثل بونو.
تدارك نفسه في الدوري الإسباني
صورة إشبيلية اهتزت في الدوري الإسباني عندما وصل النادي الأندلسي إلى مراكز الهبوط في شباط/فبراير الماضي. تغيير المدرب أكثر من مرة مع اللعب بتكتيك لا يناسب الفريق الذي لم يحسن نفسه في سوق الانتقالات وضع بونو نفسه في ورطة، وهي الفرص الكثيرة التي تحولت لأهداف أمامه بسبب أخطاء دفاعية ناجمة عن بناء الهجمات من الخلف، في فريقٍ لا يعرف كيفية التعامل مع الكرة في هذه المنطقة.
تغير كل هذا مع بداية نيسان/أبريل 2023، عندما استطاع النادي أن يحصل على 22 نقطة من أصل 30 نقطة متاحة لهم حتى الآن مع مباراة واحدة باقية في الدوري الإسباني، وخلال هذه الفترة استطاع بونو أن يحافظ على نظافة شباكه في خمس مباريات وأن يصد عدد كبير من الكرات في مبارياتٍ متكافئة نسبياً عند وضع عناصر النادي في الاعتبار. أداؤه الفردي كان له تأثيرٌ مباشر، على عكس باقي اللاعبين اللذين لم يضعوا نفس البصمة مع أنديتهم.
تراجع مستوى المنافسين
المنافسة على الكرة الذهبية الأفريقية طالما كانت بين محمد صلاح وساديو ماني، رأينا رياض محرز من قبل في الصورة ومعه أوباميانج، لكن الثلاثي الأول حظوظهم أقل وأوباميانج ليس في الحسبان أيضاً. موسم محمد صلاح كان جيداً بالأرقام الفردية، لكنه غاب تهديفياً عن مبارياتٍ هامة وسيلعب في اليوروباليج الموسم القادم بسبب الأداء السيء لأحمر ليفربول. ساديو ماني لم يضف أي شيء للبايرن الذي فاز بالدوري الألماني بفارق الأهداف بعد تخاذل دورتموند، مما يجعله أيضاً خارج المنافسة من الناحية الفردية والجماعية.
يبقى رياض محرز الذي يطمح هذا الموسم للفوز بالثلاثية مع مانشستر سيتي، لكن لا يوجد ملف لمحرز في المونديال، لأنه لم يدخله مع الجزائر من الأصل. أهداف محرز الـ 15 هذا الموسم كانت في مبارياتٍ شبه محسومة، ومنها خمسة فقط في بطولة الدوري المحلي وخمسة في الكأس. له أرقامه، لكن لم يكن له نفس البصمة التي تركها بونو في ثلاث بطولات، مما قد يجعل بونو هو الفائز في النهاية إن كان التصويت لأفضل لاعبٍ بأدائه الفردي الذي ساهم مباشرةً في صعود ناديه وليس بالبطولات فقط.
