أثبتت تقارير دولية قيام الكرد بهدم قرى عربية كاملة، وتهجير الآلاف من عرب محافظتي نينوى والموصل منذ بدء الحرب على تنظيم "داعش"، وآخرها ما لحق هجوم التنظيم على مدينة كركوك في 21 تشرين الأول /أكتوبر الماضي، وسيطرته على مساحات واسعة من المدينة قبل أن تستطيع قوات البيشمركة طرده منها، والذي أثبت تقرير حديث لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" أنه أتبع بهدم منازل وتهجير المئات من عرب المنطقة بتهمة التعاطف مع مقاتلي التنظيم وتسهيل دخولهم إلى كركوك.
تقارير تثبت هدم الكرد لقرى عربية في العراق وتهجير سكانها بشكل انتقامي
وأوضحت المنظمة في تقرير عنونته: "الاستهداف بالعلامة X: تدمير القوات الكردية العراقية لقرى وبيوت أثناء النزاع مع داعش"، أن عمليات التدمير التي وثقتها كانت متعمدة، ووصفت العمليات بأنها "انتهاك جسيم" للقانون الدولي. ويستند التقرير إلى زيارات ميدانية لباحثي المنظمة، وأكثر من 120 مقابلة مع شهود عيان ومسؤولين، وتحليل شامل لصور التقطتها الأقمار الصناعية. وعاينت المنظمة الدولية منازل مهدمة في 17 قرية في محافظة كركوك وأربعة في محافظة نينوى، وجالت عبر غيرها من القرى المدمرة في نينوى، بالقرب من الحدود مع سوريا.
اقرأ/ي أيضًا: حلم كردي يتحقق أم انتحار؟
وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة جو ستورك إن "القوات الكردية دمرت منازل العرب، قرية تلو الأخرى في كركوك ونينوى من دون أي هدف عسكري مشروع، لكن حافظت على منازل الأكراد".
ويقول مسؤولون في حكومة إقليم كردستان إن تدمير بعض المنازل في القرى التي كانت خاضعة لسيطرة داعش ناتج عن "قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية ونيران مدفعية البيشمركة". لكن "هيومن رايتس ووتش"، أوضحت أن القرى المستهدفة عرفت دمارًا كبيرًا "يتماشى مع استخدام الأسلحة الثقيلة ومواد شديدة الانفجار. ويختلف هذا في مظهره عما نجم عن الغارات الجوية"، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية. وتوضح المنظمة أن غياب شهود عيان لا يسمح بالتأكد من الملابسات والمسؤولية عن الدمار في هذه المواقع.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي إن القوات الكردية أقدمت على تدمير منازل مئات العرب وترحيلهم من مدينة كركوك، في ما يبدو أنها عمليات "انتقامية" ردًا على هجوم شنه داعش في الآونة الأخيرة.
ورغم اغتنام الكرد الفرصة التاريخية التي أتاحتها سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في العراق قبل أكثر من عامين، بفرض وقائع جديدة على الأرض في المناطق المتنازع عليها المحددة في المادة 140 ضمن الدستور العراقي، لا يبدو أن ذلك سيمر بلا ثمن، فحزب العمال الكردستاني، العدو اللدود للحزب الديموقراطي الكردستاني، استطاع أيضًا الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية بمد نفوذه داخل حدود إقليم كردستان العراق بمساعدة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وإيران، وفي المناطق المتنازع عليها مع بغداد في قضاء سنجار.
مخاوف من ضم سنجار إلى ما بات يعرف بفديرالية "روج آفا"
وكان حزب العمال الكردستاني فد أعلن عن تشكيله لمجلس مستقل لمقاطعة سنجار العام الماضي لتمثيل الكرد الإيزيديين، كخطوة أولى للتأسيس لإدارة ذاتية ديموقراطية شبيهة بتلك التي أسسها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا. وتزداد المخاوف من احتمال استخدام تركيا قواعدها في شمال العراق لضرب مواقع حزب العمال في سنجار، إضافة الى احتمال التدخل بريًا لطردهم من هناك، في وقت، تزداد المشاورات نحو ضم سنجار لما بات يعرف بفيدرالية "روج أفا" في إطار عملية جراحية قد تطاول حدود المنطقة برمتها لاحقًا، وهو مشروع يتوقع أن يلقى تأييدًا ودعمًا إيرانيًا غير محدود.
اقرأ/ي أيضًا: