يشكل إحصاء الضحايا تحديًا حقيقيًا يوميًا في قطاع غزة الذي يتعرّض للقصف منذ قرابة السنة، والذي تحوّل جزء كبير منه إلى دمار، ما يثير أسئلة بشأن الطريقة التي تعتمدها وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتحديد حصيلة الشهداء والشهيدات التي تكاد تصل إلى 42 ألفًا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبحسب مراسلي الوكالة الفرنسية، زاروا مستشفيات غزة مرات عدة، يتم التعرّف على الرفات إما من خلال أغراض عثر عليها معها أو عبر أحد الأقارب، بعد ذلك، يتم إدخال المعلومات الشخصية للشهداء في قاعدة بيانات محوسبة تابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة، تتضمن اسم المتوفي وجنسه وتاريخ ميلاده ورقم بطاقة هويته.
وعندما لا يتم التعرّف على الجثث، إن بسبب تشوهها أو احتراقها، أو لأنّ أحدًا لا يأتي للمطالبة بها في ظل استشهاد عائلات بأكملها في بعض الأحيان في ضربة واحدة، يقوم مقدمو الرعاية الصحية بتسجيلها بأرقام، ووفقًا لأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تمكّنوا من جمعها.
يتم التعرّف على الرفات إما من خلال أغراض عثر عليها معها أو عبر أحد الأقارب، بعد ذلك، يتم إدخال المعلومات الشخصية للشهيد في قاعدة بيانات محوسبة
وفي إطار هذه المعلومات، تقول الوكالة الفرنسية، إنه يتم تصوير أي مجوهرات أو ساعات أو هواتف محمولة أو علامات خلقية على أنها أدلّة، وقد شهد مراسلا الوكالة الفرنسية تقديم مؤسسات صحية معلومات بهذا الصدد إلى نظام وزارة الصحة.
وشرحت وزارة الصحة في غزة في عدد من البيانات الصادرة عنها، تفاصيل العملية المتبعة لإعداد حصيلة الضحايا، إذ بالنسبة للمستشفيات الحكومية التابعة لإدارة "حماس"، يتم إدخال "المعلومات الشخصية ورقم هوية" كل فلسطيني استشهد أثناء الحرب في قاعدة بيانات المستشفى المحوسبة بعد وصول الجثة أو بعد وفاة المصابين، وفقا للوزارة.
وبعد ذلك، يتم نقل هذه البيانات "يوميًا" إلى "السجل المركزي للشهداء" التابع للوزارة، أما بالنسبة إلى الشهداء الذين ينقلون إلى مستشفيات خاصة، فإن المعلومات الشخصية حولهم تسجل في استمارة ترسل "خلال 24" ساعة إلى الوزارة لدمجها في قاعدة البيانات المركزية.
ويتولى "مركز المعلومات"، وهو جهاز خاص بالوزارة، مسؤولية التحقق من المعلومات المقدمة من المستشفيات "الحكومية" والخاصة "للتأكد من عدم احتوائها على تكرار أو أخطاء"، قبل تسجيل الأسماء في قاعدة البيانات، إضافة إلى ذلك، تدعو السلطات أهالي قطاع غزة إلى الإبلاغ عن استشهاد أحد الأقرباء عبر موقع وزارة الصحة التي تستخدم هذه البيانات لإجراء عمليات التحقق.
قبل بداية العدوان على #غزة، اعتمدت 84% من الأسر على المساعدات الغذائية، و3 من كل 4 آباء كانوا قلقين بشأن عدم تأمين قوت أسرهم من الطعام.
اقرأ أكثر: https://t.co/5J2bdUNmZo pic.twitter.com/9Nl2I5pHSL— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 25, 2024
وأظهر تحقيق أجرته منظمة "إيروورز" (Airwars) غير الحكومية المتخصصة في تأثير الحروب على المدنيين، والتي قامت بتحليل حوالى ثلاثة آلاف اسم لأشخاص استشهدوا، "علاقة قوية بين البيانات الرسمية.. وما أفاد به مدنيون فلسطينيون على الإنترنت، إذ 75 بالمئة من الأسماء المعلنة عبر الإنترنت موجودة في قائمة وزارة الصحة".
من جهة أخرى، أشارت المنظمة إلى أنه مع تقدم الحرب، أصبحت إحصاءات الوزارة “أقل دقة”، معتبرة أن الأضرار التي لحقت بالنظام الصحي جعلت المهمة أكثر صعوبة، وتذكر الوكالة الفرنسية على سبيل المثال، من بين 400 جهاز كمبيوتر في "مستشفى ناصر" الذي يعد أحد آخر المؤسسات الصحية العاملة جزئيًا في جنوب قطاع غزة، لا يعمل سوى 50 جهازًا، وفق ما أوضح مدير المستشفى عاطف الحوت للوكالة الفرنسية.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41495 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96006 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.