20-سبتمبر-2024
الجمعية العامة

من اجتماع الجمعة العامة للأمم المتحدة في 2021 (رويترز)

يصل أكثر من 130 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك، الأحد المقبل، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خضم لحظة متفجرة تنعكس من خلال عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للعدوان الإسرائيلي على غزة، فضلًا عن الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع المسلح في السودان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قبل أيام، "من الشرق الأوسط إلى السودان وأوكرانيا وخارجها، نرى الرصاص والقنابل تشوّه وتقتل والجثث تتراكم والسكان مصابين بصدمات نفسية ومباني مدمرة".

وبينما أعرب غوتيريش عن قلقه من تصعيد إقليمي للحرب في غزة أو من خطر نشوب حرب نووية مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا، فإنه أكد أيضًا أن العالم قادر على "تجنّب التوجّه نحو حرب عالمية ثالثة" رغم انقساماته.

يصل أكثر من 130 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك، الأحد المقبل، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خضم لحظة متفجرة تعكس عجزًا دوليًا

وفي السياق، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن هذه اللحظة الرئيسية للدبلوماسية الدولية "لا يمكن أن تحدث في وقت أكثر أهمية"، مشيرة إلى قائمة طويلة من النزاعات والعنف والأزمات الإنسانية، في غزة وأوكرانيا والسودان وهايتي وبورما.

وأشارت غرينفيلد إلى أنه "في مواجهة هذه التحديات، من السهل الوقوع في التشاؤم والتخلي عن الأمل ونبذ الديمقراطية، لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك. مع ذلك، من غير المرجّح أن يؤدي هذا الاجتماع إلى نتائج ملموسة لملايين المدنيين الذين يدفعون الثمن باهظًا.

"فرق على الأرض؟"

وقال، ريتشارد غووان، من مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة الأنباء الفرنسية، "من الواضح أن غزة ستكون من أبرز الصراعات التي سيتم التطرق إليها في خطابات القادة"، في ظل حضور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وأضاف "لكنني لا أعتقد أن هذا سيُحدث فرقًا حقيقيًا على الأرض".

ويشن الاحتلال الإسرائيلي حملة إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلفت حتى الآن أكثر من 41 ألف شهيدة وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 95 ألف آخرين بجروح، فضلًا عن فرضه حصارًا خانقًا يمنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين داخل القطاع.

وبلغت المخاوف من اتساع رقعة الحرب إلى لبنان، ذروتها هذا الأسبوع عقب سلسلة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال اللاسلكي من طراز "بيجر" و"أيكوم"، ما أسفر عن سقوط 37 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 3000 آخرين بجروح، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، واتهمت الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال و"حزب الله" حكومة الاحتلال بالوقوف وراء هذه الهجمات.

ورغم غياب الرئيسين الروسي والصيني عن هذه المناسبة الدبلوماسية، كما حصل في السنوات الأخيرة، فإن قائمة القادة السياسيين المعلنة في نيويورك طويلة، وتتضمن الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالإضافة إلى نظرائه الفرنسي، إيمانويل ماكرون، البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فضلًا عن رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

"قمة بشأن المستقبل" أو الماضي

وبحسب الوكلة الفرنسية، تربّع زيلينسكي نجمًا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في أيلول/سبتمبر 2023، لكن أحد الدبلوماسيين يقول إنه يكافح من أجل "البقاء في دائرة الضوء"، في حين من المنتظر أن يقدم "خطته لتحقيق النصر" قريبًا إلى بايدن.

ولم تتوقع سلوفينيا التي ترأس مجلس الأمن في أيلول/سبتمبر الجاري، أي حدث مهم، لكن من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى للمجلس، الثلاثاء المقبل، بحضور زيلينسكي، بناءً على طلب الأوكرانيين.

وقبل التوالي المعتاد للكلمات على منصة الجمعية العامة اعتبارًا من، الثلاثاء المقبل، يُفتتح الأسبوع الدبلوماسي بـ"قمة المستقبل" التي تعقد يومي الأحد والإثنين، حيث ستتبنى الدول الأعضاء الـ193 خلال هذه القمة "ميثاقًا من أجل المستقبل".

ويهدف الميثاق إلى تعزيز الأدوات الدولية لمواجهة تحديات القرن الـ21 وتهديداته، وتأكيد أهمية التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتعزيز التعاون الدولي، فضلًا عن التطرق إلى مكافحة تغير المناخ ونزع السلاح، وأيضًا تطوير الذكاء الاصطناعي.

لكن بعد مفاوضات "مكثفة، وغير منتهية تتعلق بالقضايا آنفة الذكر، يشير دبلوماسيون ومراقبون إلى افتقار مثير للقلق للطموح، ووفقًا للوكالة الفرنسية، قال أحد الدبلوماسيين ساخرًا: "يتمثل أحد الأخطار، وهو أكثر من مجرد خطر، في أن قمة المستقبل تبدو أشبه بقمة الماضي، أو بقمة الحاضر في أفضل الأحوال".

وقالت ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة، ليتيسيا كورتوا ،مؤكدة للوكالة الفرنسية، إن "المستقبل يبدأ الآن، من خلال التعامل مع النزاعات"، مضيفة أن من المهم ألا يكون هذا مجرد "هدف للجيل المقبل".