يواجه ميناء إيلات، جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، أزمة مالية خانقة نتيجة عمليات جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 289 يومًا.
وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نقلًا عن الرئيس التنفيذي للميناء جدعون غولبر، اليوم الأحد، بأن الميناء توقف عن العمل كليًا لعجز السفن عن الوصول إليه بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال غولبر، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، بأن الوضع الحالي للميناء يضطرهم إلى تسريح نصف عمّاله خلال الأسبوع الحالي بسبب عدم القدرة على دفع رواتبهم.
تأتي تصريحات غولبر في وقت تصاعدت فيه حدة المواجهات بين "إسرائيل" والحوثيين بعد قصف "إسرائيل" ميناء الحديدة في اليمن
وأضاف غولبر أن: "ميناء إيلات هو البوابة الجنوبية لإسرائيل، نحو الشرق الأقصى إلى أستراليا وإفريقيا"، وأوضح قائلًا: "في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تغير الوضع تمامًا عندما اختطف الحوثيون سفينة تابعة لشركة NYK وخطفوا طاقم السفينة وأغلقوا الممر الملاحي.. ومنذ ذلك الوقت أوقف ميناء إيلات نشاطه".
وأكمل: "توقف كل النشاط لعدم قدرة السفن على المرور في أي اتجاه للوصول إلى ميناء إيلات، ولا المرور نحو أوروبا عبر قناة السويس.. ولذلك توقف الميناء عن نشاطه وتوقف الدخل".
وتسبب هذا الوضع، وفق قوله، بخسائر اقتصادية فادحة للميناء، حيث يعمل: "110 موظفين مباشرين في العمليات، هناك ما بين 40 إلى 100 موظف أمن آخرين حسب النشاط الذي يقومون به".
وأردف: "يوجد ما بين 250 إلى 300 شخص آخرين يعملون بشكل غير مباشر مع الميناء.. منذ اللحظة التي توقف فيها العمل، توقف كل شيء بشكل أساسي، لدينا مصاريف الرواتب، لدينا ضرائب، لدينا الضرائب العقارية، لا يوجد دخل بل فقط مصروفات".
وسبق أن ذكر، في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه يدفع رواتب عمال بقيمة 3.5 ملايين شيكل شهريًا، ما يعادل 952 ألف دولار. وقال: "منذ بداية الحرب خسرنا نحو 50 مليون شيكل (13.61 مليون دولار)، ولم نتلق أية مساعدة من الدولة".
وبلغت خسائر الميناء، على حد قوله، 50 مليون شيكل، أي ما يعادل نحو 14 مليون دولار قال إنها قابلة للزيادة إذا لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية إجراءات مع حلفائها لوقف هجمات الحوثيين المستمرة منذ 8 أشهر. وكان مالك الميناء، آفي هورميرو، قد طالب، قبل أيام، حكومة نتنياهو بالتدخل لإنقاذ الميناء ماليًا.
وتأتي تصريحات غولبر في وقت تصاعدت فيه المواجهات بين "إسرائيل" والحوثيين، حيث شنت 25 مقاتلة حربية إسرائيلية، مساء أمس السبت، هجمات استهدفت منشآت نفط ومحطة كهربائية في ميناء الحديدة على السواحل اليمنية، ما أسفر عن استشهاد 6 أشخاص وإصابة 80.
وجاء الهجوم الإسرائيلي ردًا على استهداف الحوثيين مدينة تل أبيب المحتلة بمسيّرة مفخخة فجر يوم الجمعة الفائت. واعتبر خبراء ومحللون أن الهجوم بمثابة رسالة ردع للجماعة ومن خلفها حليفتها إيران والجماعات المتحالفة معها في المنطقة.
ويشن الحوثيون، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية وحشية ومدمرة، بدعم أميركي مفتوح، هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة ضد سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.
وردًا على هجماتهم، يشن تحالف يجمع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا غارات ضد مواقع تابعة للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن.