تتنوّع اشتغالات الرواية العراقية الجديدة في المواضيع والأفكار والأساليب، لكنّ اللافت في مختلف الإصدارات الروائية في العراق هو ذلك العمل الخاص على المخيلة في بناء العمل الروائي وتشكيل عوالمه، الأمر الذي بات يمثّل قيمة سردية عراقية. هنا وقفة مع روايات صدرت في الفترات الأخيرة.
1. وجه الموت الأخير
تُروى أحداث "وجه الموت الأخير" (دار الرافدين ودار المعقدين، بغداد 2018)، الرواية الأولى للكاتب وعد حسين (1986)، من وجهة نظر شخص في صورة معلّقة على جدار في غرفة فندق. يبدأ الحديث بين الجمادات، ثم ينتقل إلى البشر الذين يسكنون غرفة الفندق، فتتغيّر الحكايات بتغيّر النزيل على الدوام، ومع كل تغيير نتعرّف على حكاية جديدة تتم روايتها في هذه الغرفة على مسمع من اللوحة دخل الإطار الخشبي.
2. سارق العمامة
"لا يجوز شرعًا بيع هذه الرواية للمتدينين". هكذا يفتتح الروائي شهيد روايته الثانية "سارق العمامة" (دار سطور، بغداد 2018). تسرد الرواية سبعة أيام من حياة شخص يرى الرب في المنام، ويعرض عليه أن يجعله نبيًّا فيما لو قام بسرقة عمامة. خلال ذلك تجري أحداث الرواية تحركها أسئلة فلسفية عميقة.
البعض يظن أن اسم الكاتب اسم مستعار، إلا أن الأمر ليس كذلك، فاسمه شهيد سلطان الحلفي (1976)، يسكن في مدينة النجف، وقد اكتفى بالتوقيع باسمه الأول.
3. سيمادرا
"سيمادرا" (دار الرافدين ودار المعقدين، بغداد 2018) للكاتب أحمد دهر (1986) رواية تتناول حياة قرية في إطار فلسفي تأملي، من خلال حدث ينعكس على كل القرية، فيقوم السرد برصد ردود أفعال الشخصيات. اسم الرواية يعني باللغة الآرامية الحياة أو زهرة الحياة.
يذكر أن دهر قاص ورائي، وهذه الرواية هي التجربة الثانية بعد روايته "الجوف".
4. قسمت
تتناول رواية "قسمت" (منشورات الجمل، 2017)، لحوراء النداوي، تاريخ اسرة من الكرد الفيلية من مدينة بغداد، منذ بداية الخمسينيات من العقد الماضي وحتى سنة 2009. الأكراد الفيليون فهم من سكان المناطق الوسطى والجنوبية، يدينون بالمذهب الشيعي، ولأنّ أجسامهم تتسم بالضخامة كالأفيال حملوا هذا الاسم، بحسب ياقوت الحموي.
اقرأ/ي أيضًا: