ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بدعم من ضعف الدولار في الجلسة السابقة وتصريحات روسية تصب في صالح تثبيت مستويات الإنتاج لكن عقود الخام تظل في طريقها لتكبد أكبر خسائرها الأسبوعية في نحو ثمانية أشهر، حسب وكالة رويترز.
ذكرت وكالة بلومبرج في تقرير لها أن حجم الاكتشافات النفطية الجديدة في 2015 بلغ حوالي عُشر المتوسط السنوي له منذ عام 1960
وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 23 سنتًا إلى 45.68 دولار للبرميل بحلول الساعة 0840 بتوقيت جرينتش، لكنه يتجه صوب الهبوط 8.5% على مدى الأسبوع في أكبر خسارة أسبوعية له منذ منتصف يناير/كانون الثاني.
اقرأ/ي أيضًا: كيف مولت "الأمم المتحدة" بشار الأسد
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 19 سنتًا إلى 43.35 دولار للبرميل، متجهًا لتكبد خسارة أسبوعية نسبتها 9%.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح لوكالة بلومبرج للأنباء أن الاتفاق بين مصدري النفط على تثبيت مستويات الإنتاج سيكون القرار الصائب لدعم السوق، بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الجمعة إنه متفائلٌ بتحرك منتجي النفط صوب تبني موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام.
ومن المقرر أن يعقد أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعًا غير رسمي في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد في الفترة بين 26 و28 سبتمبر أيلول ومن المتوقع أن يسعوا خلاله إلى إحياء اتفاقٍ عالمي على تثبيت مستويات الإنتاج.
لكن ثمة شكوك متزايدة بين المتعاملين في أن يتفق منتجو النفط على تثبيت الإنتاج خلال اجتماع الشهر الحالي.
وقال هانز فان كليف الخبير الاقتصادي المعني بشؤون النفط لدى إيه.بي.إن أمرو في تصريحٍ لوكالة رويترز إن "السيناريو الأرجح هو أنه لن يكون هناك تجميد لنمو الإنتاج مهما كان".
انخفاض حجم الاكتشافات النفطية بفعل انخفاض الاستثمارات
ذكرت وكالة بلومبرج في تقرير لها يوم الثلاثاء أن حجم الاكتشافات النفطية الجديدة في 2015 بلغ حوالي عُشر المتوسط السنوي له منذ عام 1960. من المحتمل أن يشهد العام الحالي المزيد من الانخفاض، مثيرًا مخاوف جديدة بشأن القدرة على تلبية الطلب العالمي.
وأضاف التقرير أنه مع انخفاض أسعار النفط لأكثر من النصف منذ انهيار الأسعار قبل عامين، خفّض المنقّبون ميزانياتهم الاستكشافية إلى أقل حدٍ ممكن، وكانت النتيجة هي اكتشاف 2.7 مليار برميل فقط عام 2015، وهي أقل كمية مكتشفة منذ عام 1947. هذا العام، اكتشف المنقبّون 763 مليون برميل فقط من الخام التقليدي بنهاية العام الحالي.
يثير ذلك مخاوف صناعة النفط في وقتٍ تتوقع فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع حجم الطلب العالمي من 94.8 مليون برميل يوميًا هذا العام إلى 105.3 مليون برميل يوميًا في عام 2025. بينما يمكن لطفرة النفط الصخري أن تعوّض الفارق، إلا أن استمرار الأسعار عند أقل من مستوى 50 دولارًا للبرميل يقوض فرص حدوث أي نموٍ كبير في هذا القطاع.
تستمر مستويات الإنتاج المرتفعة من قِبل روسيا ودول منظمة أوبك في دعم المخزونات العالمية، ما غمر العالم بالنفط رغم انخفاض الأسعار بينما يدافعون عن حصصهم الإنتاجية. لكن أعوامًا من انخفاض الاستثمار يتوقع أن يظهر تأثيرها عام 2025 على الأقل. سوف يستبدل المنتجون أكثر بقليل من واحد من بين 20 برميلًا تستهلك هذا العام.
حجم اكتشافات النفط منذ عام 1947 حتى الآن (المصدر: بلومبرج)
يأتي ذلك بفعل انخفاض الإنفاق العالمي على الاستكشاف، من الدراسات السيزمية إلى الحفر الفعلي، إلى 40 مليار دولار هذا العام نزولًا من 100 مليار دولار عام 2014. من المتوقع أن يستمر الإنفاق على الاستكشاف عند نفس المستوى حتى عام 2018 على الأقل.
يباع لتر البنزين فئة 92 في مصر بنحو 58% من تكلفته الفعلية، والبنزين 80 بنحو 57% من التكلفة، والسولار (زيت الغاز) بنحو 53% من التكلفة الفعلية
اقرأ/ي أيضًا: مأزق الخليج في مصر
كانت النتيجة هي حفر آبارٍ أقل، حتى مع تسبب انخفاض الأسعار العالمية في انخفاض تكلفة الحفر. تم حفر 209 آبار جديدة حتى شهر أغسطس من العام الجاري، نزولًا من 680 عام 2015 و1,167 عام 2014. يبلغ المتوسط السنوي في البيانات المسجلة منذ عام 1960 1,500 بئر سنويًا.
يُتوقع أن يستغرق الأمر ما بين خمس إلى ثماني سنوات حتى يظهر تأثير ذلك على الإنتاج، حيث يرجح أن يؤدي ذلك إلى رفع أسعار النفط. يتوقع المدير التنفيذي لشركة ستات أويل النرويجية أن تؤدي مستويات الاستثمار الحالية ومعدلات الاستهلاك من الحقول القائمة إلى حدوث فجوةٍ "كبيرة" بين العرض والطلب بحلول عام 2040.
عدد الآبار التي تم حفرها سنويًا منذ عام 1960 حتى الآن (المصدر: بلومبرج)
مصر تستورد الغاز من قبرص وترفع دعم الوقود خلال ثلاث سنوات
وقعت قبرص يوم الأربعاء اتفاقًا لنقل الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب إلى مصر حالما يبدأ استخراجه من الاحتياطيات التي اكتشفت قبالة سواحل الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقد تم تم توقيع الاتفاق في العاصمة القبرصية نيقوسيا من قِبل وزير البترول المصري طارق الملا ووزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبيس.
وفي بيان مشترك قال الجانبان إن الاتفاق سيسمح بنقل الغاز عبر خط أنابيب مباشر تحت البحر من المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة أو البرية في مصر لأغراض الاستهلاك المحلي أو إعادة التصدير.
يأتي ذلك فيما صرح مصدران حكوميان للوكالة يوم الثلاثاء أن مصر تستهدف إلغاء دعم الوقود نهائيًا خلال ثلاث سنوات بداية من السنة المالية الحالية 2016-2017 وحتى 2018-2019.
وأضاف أحد المصدرين اللذين تحدثا لرويترز بشرط عدم نشر اسميهما: "ما تم الاتفاق عليه مؤخرًا مع بعثة صندوق النقد في مصر هو إلغاء دعم الوقود خلال ثلاث سنوات".
وتابع أنه وفقًا للخطة من المقرر "أن تصل الأسعار إلى ما يساوي 65% من التكلفة الفعلية (للمنتجات النفطية) في السنة الحالية، وأن ترتفع إلى 85% من التكلفة في 2017-2018 ثم إلى 100% في 2018-2019".
ويباع لتر البنزين فئة 92 في مصر بنحو 58% من تكلفته الفعلية، والبنزين 80 بنحو 57% من التكلفة، والسولار (زيت الغاز) بنحو 53% من التكلفة الفعلية.
وكانت الحكومة المصرية قد خفضت دعم الوقود في يوليو 2014 في مستهل خطةٍ خمسية، ورفعت آنذاك أسعار البنزين والسولار بنسب تراوحت بين 40 و78%. لكن الخطة توقفت خلال العام المالي 2015-2016 مع انخفاض أسعار النفط عالميًا.
من جانبٍ آخر أعلنت شركة شل في بيانٍ لها يوم الأربعاء أنها حققت كشفًا للغاز الطبيعي في منطقة امتياز شمال علم الشاويش بالصحراء الغربية بمصر.
وقال إيدن ميرفي رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركات شل في مصر إن الكميات المبدئية المكتشفة بحقل PTI-2 تقدر بحوالي نصف تريليون قدم مكعب من الغاز مع احتمال وجود احتياطياتٍ أكبر.
اقرأ/ي أيضًا: